ثوار الجزائر تمكنوا من الحصول على أسلحة “الناتو" بطرق خاصة
^ “المالغ" كان يشتري الأسلحة من القواعد الأمريكية في المغرب
حسناء شعير
وقع اختيار المترجم أوذاينية خليل، على كتاب “الحرب الخفية" لعبد الكريم حساني المدعو “الغوثي"، حيث يكشف هذا العمل عن أحداث مثيرة وسلاح الاتصالات بجيش التحرير الوطني، وتفاصيل العقد مع شركة “سيامنس"، وشراء سلاح اتصالات خاص بحلف “الناتو" لا يباع إلا بموافقته ب«طرق خاصة" ينتهجها الثوار عادة لاقتناء الأسلحة. ويتميز هذا الكتاب، حسب المترجم الذي نقله من الفرنسية إلى العربية، بأنه كُتب على طريقة مؤلفه الخاصة، حيث يروي مسار تأسيس سلاح الاتصالات بجيش التحرير الوطني على شكل روايات المغامرات، بعيدا عن الأسلوب السردي التقليدي للكتب التاريخية، الذي قد يتذمر منه البعض، حيث يروي مشاهد يكون فيها مشغل الاتصالات يتنصت ليقع في ترددات إذاعة غنائية ويغرق معها، أو زميلهم في قيادة الأركان الذي كان يدون ما ينصت له من اتصالات العدو فيستمع لنبأ مقتل والده، والتأثر الذي رافق ذلك. ويأتي الكتاب في نمط قصصي مبهر وجاذب للقارئ، ويجعله يحرص على القراءة المستمرة لمعرفة مآل الأمور. ويستشف القارئ من الفصل الأول من الكتاب، تطرقه لأولى عمليات سلاح الاتصالات والعمليات المخابراتية، لما سيعرف في وقت لاحق ب«المالغ" أو “وزارة التسليح والارتباطات العامة"، وهو منشأ جهاز المخابرات الجزائري خلال ثورة التحرير، مثل عمليات شراء السلاح من القواعد الأمريكية بالمغرب، وحث جنود الفرقة الأجنبية الفرنسية على الفرار في بلعباس ومعسكر وبشار. أما الفصل الثاني؛ فيتحدث عن يوميات أول مدرسة اتصالات، التي ستعرف في وقت لاحق بمركز التدريب التقني للاتصالات بجيش التحرير الوطني. كما يعرض مراحل تأسيس صوت الجزائر الحرة، مفخرة جيش التحرير في تلك الفترة، ومتنفس الشعب الذي كان ينتظر نشراتها بفارغ الصبر. ويتطرق الفصل الثالث من الكتاب، لتفاصيل عقد مثير مع شركة “سيامنس"، وشراء سلاح اتصالات خاص بحلف “الناتو"، ولا يباع إلا بموافقته بواسطة “طرق خاصة"، ويعرض أيضا انتظام هيكلية الاتصالات بجيش التحرير الوطني، وازدياد أهميتها في الداخل نظرا للشروع في نصب خطي “شال" و«موريس" على الحدود الشرقية والغربية.
في السياق ذاته، يروي الفصل الرابع شعور مشغلي الاتصالات بجيش التحرير الوطني، الذين كان البعض يرتاب في دورهم، وهو الأمر المشترك في المؤلفات التي تتطرق للاتصالات، مثل كتاب مصطفى تونسي “من تاريخ الولاية الرابعة"، الذي تحدث أيضا عن النفور الذي واجهه من قبل بعض المسؤولين، ولكن لحسن الحظ وجد مسؤولون آخرون يهتمون بهم كثيرا ويقدرونهم من أمثال قائد الولاية التاريخية الرابعة الشهيد “سي أمحمد بوڤرة".
من ناحية أخرى، تكمن أهمية هذا الكتاب، في كونه يخوض في جانب غير معروف من تاريخ الثورة التحريرية، الاتصالات، مقارنة بالوقائع السياسية الكبرى والمعارك العسكرية التي تعرف اهتماما ورواجا أكبر، يمثل هذا الجزء الأول، وكان يفترض أن يعقبه جزء آخر، ولكن توفي المؤلف قبل أن يتمكن من نشره، وأيضا قبل أن يتمكن من نشر مؤلف هام حول البطل العربي بن مهيدي، الذي عرفه عن قرب، وخاصة لأن له قرابة عائلية به.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : البلاد أون لاين
المصدر : www.elbilad.net