كتاب ''الجزائر: نحو خمسين سنة من الاستقلال'' قراءة وتتبع مسار الجزائر المستقلة

يعتبر كتاب الجزائر: نحو خمسين سنة من الاستقلال ، والصادر عن دار ارماتون ، من أول الكتب التي صدرت توطئة للاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، ويقدم تحليلا معمقا للحالة الجزائرية في أبعادها السياسية، الثقافية والاجتماعية، دون التملص من العودة لاستنطاق التاريخ ومحاولة فهم دوره وتأثيره على هذه التركيبة التي عجز عن فهمها الكثيرين.  يلخص كتاب الجزائر: نحو خمسين سنة من الاستقلال ، وهو عبارة عن مجموعة من النصوص والبحوث، تحت إشراف أربعة أساتذة جامعيين نعمان قسوس، اوندي ستافرود، كريستين مارغيريسون، وغاي دوغلاس، نصف قرن من الاستقلال، حاولوا من خلاله الإجابة عن عدد من التساؤلات وفهم التغيرات التي عرفتها الجزائر الغنية بكل شيء.  ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام تتحدث عن: الحرب،  وطن وذاكرة، توطئة أدبية وأخيرا مجتمع سياسة ودين.   يقول أصحاب الكتاب حاولنا في هذا العمل أن نميّز بين أربع عشريات، أعقبت الاستقلال، مع التأكيد على أن الماضي بقي دائما يلعب دورا مهمّا في الجزائر المستقلة ، حيث نجد ما قدمه غاي دوغاس، الذي يعود إلى مسار جول رويد رفيقه في تتبع وانتقاد مسار الجزائر المستقلة، والذي عاد إليها عدة مرّات لتسجيل عدة روبورتاجات، وفهم ما يحدث من تغيرات، لكنه يعترف أنه لم يفهم يوما القرارات السياسية المتخذة من السلطة.  يحوي الكتاب عدة شهادات وتحاليل لقراءات بعض الذين كتبوا عن الجزائر من أبنائها وغيرهم، فنجد تقديما للكاتبة إلينا برونديسلا عن رشيد ميموني، جاء فيه أن كتابة الوطن تبقى دائما فردية في الأنظمة غير الديمقراطية . تقول الكاتبة إن الكاتب يحاول إعطاء نظرة أخرى عن الوطن عكس التي يقدمها المسيرون .  كما نجد الاهتمام الذي أبداه نجيب رضوان، حيث قدم وصفا للحرب الجديدة، كما أسماها في كتابات بعض الجزائريين، أما كريستين مارغيريسون، فتستلهم بحثها من كتابات آسيا جبار وألبير كامو لاستنطاق الماضي والتاريخ.