الجزائر

كان مثالا للإنسانية و القناعة



قالمة تفقد طبيب الفقراء محمد زعيم
ودعت ولاية قالمة نهاية الأسبوع الماضي الطبيب الشعبي الشهير محمد زعيم، الذي وافته المنية و هو ساجد عندما كان يؤدي صلاة العشاء بمسجد في مدينة بلخير التي عاش فيها و سنوات طويلة، و مارس مهنة الطب بين أحيائها المتواضعة و سكانها البسطاء الذين حزنوا كثيرا على رحيل طبيب الفقراء بعد عطاء كبير و تضحيات في سبيل المهنة الشريفة و مبادئ الإنسانية التي ظلت ماثلة في العيادة الطبية الصغيرة بإحدى زوايا شارع شعبي بمدينة بلخير الصغيرة، التي تمثل امتدادا لمدينة قالمة شرقا.
و تناقل سكان قالمة نبأ الرحيل على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبرزين خصال الفقيد، و دوره الكبير، في تطوير مهنة الطب بقالمة، و مساعدة الفقراء، و الوقوف إلى جانبهم عندما تقعدهم الأمراض، و تتعقد أوضاعهم الاجتماعية.
و يعد الفقيد محمد زعيم، الذي رحل عن عمر يفوق 70 سنة، من أقدم الأطباء بولاية قالمة، حيث بدأ مسيرته المهنية قبل 40 سنة تقريبا، و قطع عهدا على نفسه أن تكون هذه المهنة الشريفة أقرب إلى الإنسانية منها إلى التجارة، و ظل أقرب إلى طبيب متطوع، ثمن الفحص عنده لا يتعدى 200 دينار، و حتى الحالات الاجتماعية القاهرة لا يطلب منها مقابلا، و يتنقل إلى المنازل، كلما طلب منه ذالك، و على مدار الساعة تقريبا، و ساعد الفقراء على شراء الأدوية للعلاج.
و يتوافد المواطنون بكثرة على عيادته المتواضعة بمدينة بلخير، قادمين من مختلف مناطق الولاية، و قال مواطنون يعرفون الفقيد، و تعاملوا معه مرات كثيرة، بأنه يجلس إلى المريض وقتا طويلا، يستمع إليه، و يدقق في حالته الصحية، و يقدم له النصح قبل الدواء، و يبعث فيه الأمل، لمقاومة المرض و التغلب عليه، بالإرادة قبل العقاقير الطبية.
و خرج مئات المواطنين لتوديع طبيب الفقراء إلى مثواه الأخير، داعين له بالرحمة و الغفران، و كلهم ألم و حزن على فقدان أحد أبرز الأطباء، و أعيان ولاية قالمة الذين تركوا بصماتهم خالدة على مر الزمن.
فريد.غ


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)