تبحث الشاعرة سعاد كاشا، في الإضافات الشعرية بلغة وترتيب جديد، ينطوي في تصوراتها المد الجمالي من خلال التكثيف اللغوي واعتماد التنوع بأكثر وعي وثقافة، لبّت الشاعرة دعوة جمعية «روابي الثقافية»، لتنزل مؤخرا بدار الثقافة «محمد العيد آل خليفة» بباتنة، لتوقيع ديوانها «بياض الروح»، نظمته أمس الأول ولاية باتنة.بالمناسبة، أكدت الشاعرة «كاشا» أمام مبدعي الولاية الذين تجاوبوا معها، خاصة عندما استحضرت نماذج لروائع أشعارها، كاشفة عن أنها ستعمل على مواصلة الدرب بهدف تحفيز الجيل الجديد على القراءة.
شارك في الفعالية اتحاد الكتاب الجزائريين لفرع باتنة، ودار المثقف للنشر والتوزيع، والدكتورة روابح فدوى مسؤولة عن مشاريع الحماية من سرطان الثدي بالعاصمة، والأستاذ عبروق ياسر مدير مركز الصم والبكم في عنابة، وفرقة البيرق الموسيقية.
أبرزت الشاعرة «كاشا» في حديثها ل»المساء»، خصوصيات الثقافة الجزائرية الأصيلة، مؤكدة أنها تطمح إلى غرس ثقافة المطالعة والإبداع في نفوس الناشئة، كما تناولت في هذا الفضاء تجربتها الأدبية في الشعر لأكثر من ساعتين من الزمن، حيث أنها تجاوزت فيها كل العقبات، وتناولت القضايا العربية دون الوقوع في التبشيرات الإيديولوجية أو الجوقة السياسية، وناقشت في ديوانها الصعوبات التي تعيق الوحدة العربية.
اعتمدت الشاعرة اللغة البسيطة في مجموعة لوحات شعرية راقية، وأفضت على مجمل قصائدها، طابع الأزلية بلمسة شجن، مع توظيف واضح للألفاظ للتعبير عن الواقع. أشارت إلى أن الشعر المتوازن جزء من أفكارها في بهجة الألوان الشعرية وبحورها، واستحضرت من ضمن نماذجها «المساء»، «أذكريني»، «عراك الموت القضية الفلسطينية».
استغلت الشاعرة هذا الحضور المكثف على القاعة من أجل توجه نصيحة للشباب المبدع، لتقول «أنا لا أجد ما أنصحكم به سوى القراءة، مع الصدق والإخلاص لهذه الموهبة»، وأضافت «إن من واجباتنا إغراء هذا الجيل من المبدعين والمبدعات بالقراءة وكتابة الشعر الذي يعزز مساعي أعمال الخير، ويمثل قوة إضافية للتحاور والعيش والتعايش مع الآخرين بهدف فهم الوجود». عن القضايا الهادفة التي يبحث فيها الشعر بوظائفه الجمالية، أكدت المتحدثة أن المراهنة تكون على جيل يتخذ من الشعر طريقا لخدمة الإنسانية، لفهم الظواهر، وعلى عمق التحولات.
في نفس السياق، تحدثت المبدعة سلمى نعيمي، رئيسة جمعية «روابي الثقافية»، وأكدت أن مثل هذه التظاهرات تمثل مجهودا يأتي في إطار كامل منظم خدمة للثقافة الجزائرية.
أضافت السيدة نعيمي «أنا لست من العينة التي تعتبر الشعر ذنبا جميلا، بل أثمن جهود كل مبدع وشاعر من الجنسين وأبواب جمعيتي مفتوحة للجميع، لتناول مواضيع مأخوذة من المجتمع من محاكاة المبدعين للمجتمع، وعندما تتخمر الفكرة لدينا، نرتقب زبدة العمل الهادف».
ذكرت من جهة أخرى، أن العمل الثقافي نضال مستمر ومسؤوليات جسام، وذكرت بعضا من نماذج الجهود الجبارة للمّ شمل المثقفين الجزائريين، ولو أن الحركة الإبداعية حسبها تتعرض لهزات وبمستويات، وقد تؤثر في وتيرة الإنتاج، وذكرت من تلك العوامل المؤثرة القراءة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تفقد الحس بقيمة الكتاب والشعر والنثر والقصة. في نهاية الحديث، دعت سلمى الشباب المبدع إلى الصدق والوفاء والإخلاص للوطن، فالصدق والوفاء للموهبة هو السبيل الوحيد. مؤكدة على ضرورة الاستسلام للحالة الشعرية التي تراها سجية، ولحظة ثوران لا حد لها.
كما أبدعت في هذا الحفل عازفة البيانو السيدة عبير عمرة، وكانت خير مرافقة لما جادت به قريحة الشاعرة سعاد كاشا التي عبر مفعول شعرها إلى العزف المبدعة، كذلك مع إنصاف كريم عازفة البيانو بامتياز، وهي من المصابين بطيف التوحد وتفاعلت مع الإلقاء .
❊ع.بزاعي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/05/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع بزاعي
المصدر : www.el-massa.com