الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture القبض على مختلس ذاكرة



غريب أمرنا نحن "الجُرنانجيّة"، كثيرا ما ننثر الرّماد على أعيننا ونحلّ لأنفسنا ما لا نحلُّهُ للآخرين، ولا نسكبُ حبرَ أقلامنا إلا في صفحات أهوائنا - على اختلاف النوايا طبعا - والأمثلة على ذلك كثيرة..ماذا لو نقلَت إحدى المصادر الموصوفة بالموثوقة أو المطلعة أو حتى المقرّبة جدا والتي كثُر نشاطها هذه الأيام،  نقلت مثلا، خبرا، مفاده وجود ثغرة مالية في خزينة محي الدين بشطرزي، التي يُشرف عليها الفنان امحمد بن قطاف. لا شكّ أن جلّ الأقلام – بما فيها قلمي – ستركض فوق صفحات السبق الصحفي، مستغلّة "راس الخيط" ولو كان خيطا رثّا، للفّه على رقبة الرجل..  لكن الوجه الآخر للسؤال دائما يبقى خارج بقعة الضوء، حين يتعلق الأمر بتبادل الأدوار، فماذا لو نقلت المصادر الموصوفة أعلاه، خبرا مفاده، اختلاس أحد "الجُرنانجيّة" لذاكرة شخصية ما، من دون أن يقدّمها للرأي العام، بمعنى أن يُجري حوارا صحفيا مع الفنان امحمد بن قطاف، مثلا، ويمنحه هذا الأخير، ثقة البوح بتجربة 40 سنة من التواجد الفني والإداري في قطاع المسرح بالجزائر، ويُفرغ ذاكرته في شريط مسجّلة الجُرنانجي، الذي يُضيّعُ الشريط ولا يحفظ الذاكرة أو بالأحرى يختلسها - حتى ولو عن غير قصد - وبذلك يحرم القارئ من امتلاك ذاكرة صارت بحكم تسجيلها  ذاكرة جماعية.حدث ذلك معي، قبل سنوات، إذ وثقتُ في المسجّلة التي خيّبَتْ مهنيّتي وابتلعتْ ذاكرة بن قطاف، الذي وافق أن يأتمنني عليها.. فهل أعتذر لـ"الشيخ"، الرجل الذي منحني أمانة الحوار، أم أعتذر للقارئ، الذي أصبح الحوار من حقّه، أم أعتذر للقانون، الذي لا يحمي ذاكرة الأشخاص المعنوية، بقدر ما يحمي ممتلكاتهم المادية !؟ حتى إننا لم نسمع قطّ، عن شخص قُبضَ عليه بتهمة اختلاس ذاكرة.نشر بتاريخ 30 ماي 2011ميكتبه : رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)