الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture بين الشوطين!



 "بين التشهير والإشهار"، هو معلّق عنوان الملفّ الذي فتحناه اليوم للنقاش في "حجر الزاوية"، كمدخل لموضوع غياب النقد الأدبي المتخصص في الجزائر.. ولأنه من الغباء المستفيض أن يحاول الواحد منّا التنظير في واقع الثقافة والأدب، أو الكلام في الفن والفكر، في الوقت الذي تشرئبّ فيه الأعناق نحو جنوب إفريقيا المفتوحة على مصراعي مونديال كرة قدم، حاضرة فيه الأرجل الجزائرية، فإنني أعتقد أنه من البراغماتية الإعلامية أن يدخل كاري الثقافة اليوم في الصفّ، ولو من خلال الاتّكاء على التركيبة البينية لجملة "بين التشهير والإشهار" التي أحالتني - من حيث أدري - إلى التركيبة البينية لجملة "بين الشوطين"..هذه الجملة البسيطة والمسالمة، التي أعطتها الأنتلجنسيا السياسية "الداروينيّة" في هذا البلد، وقبل يومين فقط، مفهوما آخر قد تحسدها عليه باقي التركيبات الجملية الرياضية.. إلى وقت قريب، كانت تلك الجملة المكوّنة من كلمتين، ذات الدلالة الرياضية، كفيلة بتفريق اللّمة من محيط التلفزيون، بعد انتهاء الشوط الأول من المباراة، مانحة للمتفرجين فرصة أخذ الأنفاس من جديد أو قضاء بعض المصالح اللحظيّة، قبل الإنغماس مجددا في سوسبانس الشوط الثاني. كما كانت الكلمتان المذكورتان، كفيلتان بفتح قوس زمني، تملأه عبقرية البرمجة التلفزيونية بصور رياضية من الزمن البائد، أو مقتطفات من وثائقيات عالم الحيوان، أو ومضات باهتة من إشهار مستنسخ، أو حديث رجلين يقال لنا إنهما محلّلان يفهمان في سيرورة المقابلة، عارفان بأخطاء المدربين..   كل ذلك كان، كما قلت، من مخلّفات جملة "بين الشوطين" التي دخلت في الثامن والعشرين من شهر ماي الجاري، عهدا جديدا، من وسعه أن يضفي عليها قيمة أكبر، بعد أن أخرجها من غرف تغيير الملابس؛ أين تعدّل تشكيلة اللاعبين قبل الشوط الثاني من المباراة، إلى كواليس السياسة أين يُعدّل طاقم حكومة بلد!  وفي انتظار ما سيسفر عنه الشوط الحكومي الثاني لرفقاء أويحيى، ندعو المعلقين الرياضيين والصحافيين المختصين في أجواء الملاعب أن يتعاملوا بلطف أكبر مع جملة "بين الشوطين" بعد أن حملت مؤخرا بعدا سياسيا حساسا، يستعصي نطقه إلا على الراسخين في نشرة الثامنة أمثال البوسالمي والبلقسّامية.. رشدي رضوان  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)