كاريـــــــــــــــــــــــculture "ياخي سلطعون ياخي.. "

شخصيا؛ لا أهتم بأخبار هذا الـ"ويكيليكس" الذي طلعوا لنا به، مؤخرا، ولا أعير انتباها لأيّ مادة إعلامية - مشكوك في مصداقيتها وخلفياتها - تتسابق وكالات الأنباء العالمية على سلخها ولصقها مجددا على الصفحات الإلكترونية والورقية التي تحولت إلى حبال غسيل، مشدودة فوق سطوح الإنترنت..ما أثار خيالي في قضية "ويكيليكس" هذا، هو فرضية إسقاط ظاهرته، على ما يحدث مؤخرا في الساحة الأدبية الجزائرية التي تحوّلت إلى ساحة للتراشق اللاأدبي، بين أسماء من المفترض أنها تمثّل صمّام أدب داخل المجتمع..تصوّروا معي لو أن أحد الويكيليكسيين وصل إلى "ديسك دير" كومبيوتيرات المثقفين الجزائريين، وانتقى منها تلك المراسلات الخاصة جدا بينهم، وسرّبها.. تصوّروا حجم تلك الفضائح التي لن تكفي كلّ جرائد البلد على لمّها..قد يقول قائل منكم، إن القضيّة لا تستحقّ الاستعانة بمحقّق ويكيلكسيّ، لأن المثقف الجزائري بطبعه؛ لا يثق كثيرا في "ديسك دير" حاسوبه أو حاسوب السيبير كافي، بقدر ما يثق في عُري الفايس بوك، لذلك فإن جولة خاطفة على صفحات الفايس، من وسعها أن تصيبك بـ"دوار التقرعيج"، وهو مرض معدٍ يصيب الجهاز العصبي لأصبع الشهادة، والمخ الأيسر لفأرة الحاسوب، فيدفعهما إلى تتبع أيّ عورة محتملة في جسد أيّ منافس في "الكار الأدبي"..لكن؛ لماذا استعملت مصطلح "تنافس أدبي" ؟!! لا أعتقد بوجود شيء اسمه تنافس أدبي في الجزائر، هنالك فقط "تنابز أدبي"، أو لنقل "تعافس أدبي"، هذه أفضل أليس كذلك ؟؟على ذكر "التعافس"، هل تعرفون "السلطعون" ؟ نعم السلطعون أو ما يعرف أيضا باسم سرطان البحر.. مخلوق برمائي صغير ذو مشية جانبية. له درع خارجي يمكن أن يستبدله كل ثلاثة أيام أو أربعة، في أثناء نموه.. وعلى الرغم من صعوبة اصطياده فإنه قد يصبح سهل التحكّم عندما يتم القبض عليه بسبب غريزة عجيبة فيه تشبه غريزة الكثير من المثقفين الجزائريين !!كيف ذلك ؟ سأخبركم..السلطعون يستطيع أن يتسلق جدار الوعاء الذي نضعه فيه وبسهولة، فيما إذا كان وحيداً... ولكن إذا كان إلى جواره سلطعون آخر، وحاول واحد منهما الخروج من الإناء، يمد الثاني مخالبه إليه ويسحبه ويجرّه باتجاه الأسفل قبل بلوغه الحافة !!لذلك فبإمكانك أن تملأ الوعاء غير المغطّى، بالسلطعونات التي مهما حاولَت الهرب فلن تستطيع أيّ منها الخروج؛ لأنه بدلاً من أن يعزز أحدها جهد الآخر في الصعود، تحطّم جهودها بجهودها !! ألم أقل لكم إن الكثير من المثقفين الجزائريين سلطعونات بالفطرة ؟!.. يكتبه : رشدي رضوان