الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــ culture ألبوم الفرح النادر



منذ بعثت فينا الروح، نحن أصحاب العمر الثلاثيني، ونحن نقتات على صور وذكريات الفوز المونديالي (الملحمي، الأسطوري، التاريخي، الخيخوني...) الذي أنبت في رؤوسنا صرخات التعليق الزواوي، ولازمة “بلومي ماجر وماجر بلومي..” عشنا على قيد الفرح المعلّب لما يقارب الثلاثين سنة، وكنّا بمناسبة أو بغيرها، نصفع بألبوم الذكريات وجوه المشككين في مقدرة الرِجل الجزائرية، التي تآمرت عليها الأرجل الألمانو-نمساوية ذات مونديال 1982..   جيل بكامله رضع حليب “الملحمة الخيخونية” وكان يأكل خبز الفوز على الألمان، كلما اقتربت تلك المواعيد المونديالية التي غاب عنها العلم الجزائري تباعا.. تلك المواعيد التي كنّا نصبّر أنفسنا الغائبة عنها بألبوم ذكريات الفوز على الألمان..  منذ ما يقارب الثلاثين سنة، ونحن في الجزائر نقتات من فرح الفوز على “نصف ألمانيا”، باعتبار أن جمهورية ألمانيا الاتحادية المعروفة حاليا لم توحّد سوى في سنة 1990 بعد سقوط جدار برلين سنة 1989.   اليوم، أو بالتحديد منذ ما يقارب الثلاثة أيام فقط، جدّدنا ألبوم الذاكرة، وأضفنا عليه صورا “نوميريكيّة” جديدة، صُوّرت في كاب تاون الجنوب إفريقية.. صور التعادل “على” الإنجليز، أو كما يقول بعض المفرطين في الفرح : “الفوز بالتعادل على الإنجليز”.. اليوم فقط، من حقّ روني، جيرارد، لومبارد، آشني كول، كراوش والكوتش كابيلو، أن يفرحوا، لأنّ أسماءهم وصورهم، ستكون حاضرة في رؤوس الجيل القادم من الجزائريين الذين سيحفظون ألبوم ملحمة كاب تاون عن ظهر غُلب، سيقتاتون من نصف فرح التعادل “على” الإنجليز لسنوات طويلة، مثلما اقتتنا نحن على فرح الفوز على نصف دولة، لما يقارب الثلث قرن من الزمن..كم نحن طيّبون؛ أبناء البطن الجزائريّة، التي علّمتنا أن نرضى بالقليل دائما، نرضى بالفرح النادر الذي يزورنا مع مطلع كلّ جيل.. فرح “عزيز” كما يقال في لهجتنا المحليّة.. فرح في قصعة واحدة قد تكفي لإطعام ملايين الجزائريين وإطعام البرنامج الخماسي والسداسي والعشريني، وقد يبقى منها شيء للتصدير إلى جاليتنا في الخارج.. !!يكتبه : رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)