كارثة إيكولوجية تهدد حياة سكان حي الملعب القصديري بالحميز

تعيش أكثر من 7 عائلات بحي الملعب الكبير جنوب 1 بالحميز، المتواجد على مستوى بلدية الدار البيضاء، وضعية أقل ما يقال عنها أنها مأساوية، داخل بيوت قصديرية لا تصلح لإيواء البشر، إلى جانب افتقارهم إلى أدنى شروط الحياة، ما جعلهم يعانون عدة مشاكل على رأسها مشكل قنوات الصرف الصحي التي تم إنجازها من طرف السكان بطريقة عشوائية، وعند امتلاء هذه الأخيرة تحدث الكارثة، بعد تسرب كل المياه والفضلات إلى داخل البيوت، الأمر الذي جعل السكان يستنجدون بالسلطات الوصية من أجل التدخل، حيث قاموا برفع شكوى لمصالح البلدية، لتقوم هذه الأخيرة ببعث شاحنات وعمال تنظيف وتهيئة قنوات الصرف الصحي من أجل تفريغ القنوات وتهيئتها، إلا أن العمال، حسب ما أفاد به قاطنو الحي، رفضوا الدخول إلى الحي، بحجة أنه لا يمكن دخول الشاحنة وسط البيوت المشيدة، ليبقى الوضع على ماهو عليه ويبقى المواطنون يتخبطون وسط معاناة حقيقية باتت لا تحتمل.
حيث أفادت السيدة (س ع) عضو في لجنة الحي، أن الوضعية تنبئ بكارثة بيئية، إذ أن الفضلات والمياه المتسربة من القنوات أصبحت متواجدة داخل المنازل، على غرار الروائح الكريهة المنبعثة التي تحبس الأنفاس، زيادة على تواجد الجرذان التي أصبحت تهدد حياة السكان وأبنائهم، وتضيف محدثتنا قائلة: "طلبنا فقط لجنة تحقيق من البلدية تقف على الوضع لكن لا أحد نظر إلينا ولمعاناتنا، وجهنا نداءاتنا لكل المسؤولين وعلى رأسهم رئيس بلدية دار البيضاء، لكن نداءاتنا ضُرب بها عرض الحائط".
وكما أفاد البعض من سكان الحي أنهم يعيشون وسط محيط بيئي كارثي وخطير، حيث أصيب العديد منهم بأمراض نتيجة هذا الوضع كمرض السرطان والسل الذي فتك بهم وأدى إلى وفاة العديد منهم، كما أفادت بدورها، عضو لجنة حي الملعب جنوب 1 أن السكان يطالبون بالترحيل، إذ لم تعد الأمور تبشر بالخير، خاصة بعد فشل كل محاولاتهم في إقناع السلطات بترحيلهم.
حيث أفاد رئيس بلدية الدار البيضاء، قمقاني الياس، بأن البلدية قامت بإرسال عمال تهيئة قنوات الصرف الصحي إلى الحي، وأنه لم يتلق أي شكوى بأن هؤلاء لم يقوموا بإنجاز العمل المكلفين به، وإن كانت الشاحنات لم تتمكن من دخول المنطقة سيتم إيجاد حل سريع للوضع، ويضيف قائلا إن أبواب البلدية مفتوحة أمام كل المواطنين من أجل سماع شكواهم.