كاتب عالمي ينتحرُ على طريقة أحد أبطال روايته

استيقظت هولندا على صدمة جديدة تمثلت في إقدام أحد أهم كُتابها وأكثرهم شعبية "يوست زفاخرمان" البالغ من العمر51 عاما، وذلك قبل ساعات من إطلاق أحدث مُؤلفاته بنفس اليوم الذي أقبل فيه على الانتحار.كما تعد حالة الانتحار هذه، الثانية منذُ شهرين بعد إقدام الكاتب والشاعر "روجي فيخ" وهو صديق مقرب ل "زفاخرمان"، الذي نعاهُ في قصيدة قال فيها: "صديقي روجي لم يمت، حتى وإن كانت هذه آخر رغباته".ويعدُ "يوست زفاخرمان" واحد من أكثر الكتّاب شعبية بأوروبا، على غرار موطنه هولندا. وتُرجمت العديد من أعماله إلى الألمانية والفرنسية والهنغارية واليابانية، والتشيكية.وحصل في العام 2008 على جائزة السعفة الذهبية الأدبية الهولندية عن مُجمل أعماله. ورغم أنه أصدر أول عمل روائي له عام 1986، إلا أن شهرته بدأت مع رواية "ضوء خادع" الصادرة عام 1991، والتي حققت أكبر المَبيعات، وتحولت لاَحقا إلى فيلم، وفي 1994 صدرت له رواية "امرأة الخارج" التي بيع منها أكثر من 300 ألف نسخة.وإلى جانب أعماله الأدبية، كان "زفاخرمان" يكتبُ الشعر وله زوايا ثابتة في صحف هولندية عدة، من بينها صحيفة "الشعب"، هولندا الحُرة وغيرها من الصحف اليومية التي يتابعهُ عن طريقها جميع قرائه ومُحبيه، كما عُرف عنهُ أيضا حُبه الشديد للموسيقى وكل ما يمتُ صلة بالفن، وزادت شهرته إثر مشاركته في فقرة ثابتة ببرنامج مُنوعات تلفزيوني يومي يدعى "العالم يستمرُ في الدوران" يتحدث فيها عن الفن والجمال.ومع ذلك فقد عانى مؤخرا بالأعوام الأخيرة من الاكتئاب، وقد تحدث عن ذلك للصُحف لأول مرة قائلا "أحيانا تنهض قائلا: ماذا بقي لأنهض من أجله في هذا العالم؟".كما أعترف بأحد حواراته بخصوص الانتحار أنه "خاطرة الرحمة التي بإمكانك أن تهرب إليها دائما، عندما لا يقدر شيء على مواساتك".وما أثار فضول وانتباه الكثيرين فعلا هُو قيامه قبل أشهر قليلة من وفاته بتقديم جميع أعماله الأدبية كهبةٍ لمتحف الأدب في أمستردام. ومع ذلك فلا أحد توقع وفاته بهاته الطريقة مُباشرة بعد انتحار صديق مقرب منه وأيضا شاعر هولندي آخر.ول "زفاخرمان" رواية عنوانها "ستة نجوم" تدور حول الانتحار، بالإضافة إلى ديوان شعر بعنوان "بيديك"ويتناول فيه أيضا عن الموت والانتحار. وبعدما ذاع خبر وفاته مباشرة قامت مختلف القنوات الهولندية المحلية وحتى المُجاورة ببث الخبر، ونعاه كبار رجال الأدب والفن والصحفيين.