حظي المدرب الأسبق للمنتخب الوطني رابح سعدان مساء أمس بتكريم الأبطال بالثانوية الجديدة ل"أولاد هداج"، وذلك من قبل جمعية "مشعل المستقبل" بالتنسيق مع بلدية أولاد هداج ومنظمة أبناء الشهداء،في الحفل الذي تم فيه تكريم العديد من الشخصيات الرياضية، السياسية، الثقافية والإعلامية، لكن سعدان كان بطل الحفل.
الأسرة الإعلامية كانت حاضرة
كما لم يقتصر الحضور على السلطات المحلية لبلدية "أولاد هداج"، بل كان للأسرة الإعلامية حضور في الحفل من خلال تواجد المعلق المعروف "محمد صلاح" بالإضافة إلى أطراف من الإذاعة الوطنية، وطبعا "الهداف" التي لا تفوت مثل هذه المواعيد ليس فقط بتكريم الناخب الوطني السابق بل أيضا في الإلتفاتات الإنسانية، مثل تلك التي قامت بها جمعية "مشعل المستقبل" مع حفظة القرآن الكريم وأيضا مع التلاميذ المعوقين المتفوقين في دراستهم.
الحفل تم تقديم تاريخه بسبب التزامات سعدان
رغم أنه ما تزال يفصلنا ثلاثة أسابيع عن الإحتفال بالذكرى 49 لعيد الإستقلال والشباب إلا أنّ منظمويالحفل اضطروا لتغيير موعد الإحتفال، والسبب هو برنامج المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان الذي سيكون مستقبلا غير قادر على التنقل إلى المدينة، ناهيك على أن الحفل أقيم في الثانوية التي ستغلق أبوابها قريبا.
صلاّح وجّه له الدعوة في الطريق السريع
ومن بين الأمور الطريفة التي حدثت لينتقل سعدان إلى "أولاد هداج" فقد كانت مثلما صرّح به المدرب الوطني عن طريق المعلق الرياضي المعروف "محمد صلاّح"، حيث التقى به في الطريق السريع وعرض عليه فكرة حضور الإحتفالية التي ستقيمها جمعية "مشعل المستقبل" على شرفه، وهي الدعوة التي لم يرفضها سعدان بل جسدها من خلال حضوره أمس.
"مشعل المستقبل" ترسّخ تقاليدها
رسخت جمعية "مشعل الشهيد" تقاليدها في الاحتفاء بمن صنعوا الحدث في السنوات الماضية في الجزائر، فبعد تكريمها العام الماضي للمعلق الرياضي "محمد صلاّح" ها هي اليوم تكرّم المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان وهذا كاعتراف من الجمعية لما قدمه سعدان للمنتخب وتأهيله الجزائر ثلاث مرات إلى كأس العالم.
سعدان يكرّم طفلا معوقا اسمه "عليق"
وقام سعدان خلال حضوره مراسيم الحفل بتكريم طفل معوق اسمه "عليق" نجح في شهادة التعليم الإبتدائي بتفوق، حيث طلب القائمون على الحفل من اللاعب أن يختار واحدا من الحضور ليصعد ويكرمه فاختار المدرب سعدان الذي تأثر كثيرا وهو يسلّم على الطفل ويقدّم له هديته.
"برنوس" سعدان صنعته سيدة خصيصا له
أمّا عن الجوائز والتكريم الذي خصص ل سعدان فقد كان مميزا كيف لا و"البرنوس" الذي أهدي له كان من صنع سيدة أصرت على أن يُكرّم به المدرب الوطني وقالت إنه رمز من رموز الرجولة والشهامة الجزائرية، كما نال سعدان وسام استحقاق وشهادة اعتراف لما قدمه للكرة الجزائرية.
قميص "مغني" أفرحه كثيرا
كما قُدّم ل سعدان قميص صانع ألعاب المنتخب الوطني مراد مغني الذي يعتبر رمزا من رموز مدينة "أولاد هداج" ومفخرة لهذه المدينة الهادئة، حيث فرح سعدان كثيرا بهذا التكريم الخاص لاسيما أنه كما قال في حواره ل"الهداف" تربطه علاقة ممتازة مع مغني.
ألقى كلمة ذرف خلالها الدموع
وبعد أن قدّم القائمون على الحفل الهدايا ل سعدان ألقى كلمة على الحاضرين وتأثر خلالها بشدة وذرف الدموع بسبب هذه الإحتفالية الخاصة والمميزة التي خصصت له في "أولاد هداج".
سعدان: "لم أكن أنتظر مثل هذا الاستقبال"
وصرح سعدان: "في الحقيقة لم أكن أنتظر هذا الإستقبال الذي تم باقتراح من المعلق صلاّح الذي التقيت به في الطريق السريع ودعاني لحضور الحفل، أقول إن تكريمي رفقة حفظة القرآن أمر جميل جدا بالنسبة لي".
"قوة ربانية والنية أهلتنا إلى المونديال"
وعاد سعدان في معرض حديثه والكلمة التي ألقاها على مسامع الحاضرين في الثانوية الجديدة ل"أولاد هداج" إلى تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا حيث قال عنه: "لم تكن لدينا مجموعة قوية من اللاعبين يمكننا أن نقول عنها قبل إنطلاق مرحلة التصفيات إنها ستقود الجزائر إلى المونديال، بل كانت هناك قوة ربانية وراءنا كما كانت النية والروح الجماعية هي الغالبة وسمحت لنا بلم شمل الجزائريين وجعلهم يفتخرون بمنتخبهم وببلادهم، وأتمنى بالمناسبة عودة المنتخب إلى معانقة النتائج الإيجابية والعودة السريعة إلى سابق عهده مع صنع الفرحة والبهجة وسط الشعب الجزائري".
تناول العشاء وعبارة "من يأكل الكسكسي يعاود يولّي" أعجبته
وبعد إلقاء سعدان لكلمته فتح المجال لمأدبة العشاء التي كانت مميزة بطبق الكسكسي الذي أعجب سعدان كثيرا، حيث اختار القائمون على الحفل أن يقدّم ل سعدان هذا الطبق ليكون عربون محبة على زيارته الأولى إلى المنطقة على أمل أن يعود إليها، طالما أن المقولة في "أولاد هداج" تقول: "من يأكل الكسكسي يعاود يولّي"، في صورة تشابه عبارة "من يشرب من عين الفوارة مصيره العودة إليها".
التقط المئات من الصور التذكارية وغادر المدينة بصعوبة
وقبل مغادرة سعدان لمدينة أولاد هداج قام بالتوقيع على السجل الذهبي الخاص بجمعية "مشعل المستقبل" ليتوجه بعد ذلك إلى خارج الثانوية فوجد المئات من الفضوليين والمعجبين ملتفين حوله يطلبون أخذ صور تذكارية مع المدرب الذي قاد المنتخب بعد 24 سنة كاملة إلى المونديال، حيث لم يرفض سعدان أي طلب بل لبى جميع الطلبات دون ملل قبل أن يغادر المكان لكن بصعوبة شديدة.
سعدان: "مغني اتخذ القرار الصائب باختياره قطر وسيعود بشكل سريع إلى أوروبا"
"لا أفكّر في التدريب حاليا ولست مستعدا لتولي المديرية الفنية"
على هامش حفل التكريم الذي نظمته جمعية "مشعل المستقبل" مساء أمس في مدينة "أولاد هداج" بالرغاية، كان لنا حوار شيق مع المدرب الوطني السابق، الشيخ رابح سعدان، الذي لم يخف إعجابه بالحفل والمبادرة التي قامت بها الجمعية، وفتح صدره كعادته لقراء "الهدّاف" ليجيب بكل صراحة عن أسئلتنا في هذا الحوار.
أولا نرحب بك الشيخ في مدينة "أولاد هداج".
الله يسلمك وأشكر بالمناسبة زميلكم الصحفي محمد صلاح من الإذاعة الوطنية الذي استدعاني لحضور الحفل.
ما رأيك في مبادرة التكريم التي خصصتها لك جمعية "مشعل المستقبل" اليوم؟
هي مبادرة جيدة وتستحق التنويه، ليس فقط مني بل لكل من قامت الجمعية بتكريمهم من قبل، وإنه لشرف لي أن أكرم في هذه المدينة وسط سكان أهل كرم، كما أن تكريمي شرف لكل الجزائريين.
ما رأيك في الخيار الأجنبي الذي انتهجته الاتحادية فيما يخص المدرب الوطني؟
أنا بعيد عن الكرة هذه الأيام ولا أريد الحديث في هذه المسألة، كل ما يمكنني قوله هو أن رئيس الإتحادية الجزائرية السيد محمد راوراوة أدرى بمصلحة المنتخب الوطني.
هل كان لك حديث أو اتصال مع روراوة في هذا الأمر؟
ليس لدي أي اتصال مع روراوة ولم يجمعنا أي حديث مؤخرا يخص هذه المسألة إطلاقا.
وماذا عن الاقتراح الذي وصلك بخصوص المديرية الفنية؟
لقد اقترحت عليّ الاتحادية منصب المديرية الفنية للمنتخب الوطني كما قلت، ولكن لست مستعدا بكل صراحة لأشغل هذا المنصب في الفترة الحالية.
وماذا عن مستقبلك في مجال التدريب، خاصة مع العروض التي تصلك في الفترة الأخيرة مثل الوداد البيضاوي؟
لقد قرّرت التوقف عن التدريب هذه السنة والتفرغ لأمور أخرى، على أن أبت في العروض التي تصلني الموسم القادم، لأن القرار الذي اتخذته لم يكن قرارا فرديا بل كان بالتشاور مع العائلة، وطبعا أخذت رأيها وقررت في النهاية التفرغ لعائلتي والبقاء إلى جانبها.
أنت اليوم تكرم في مدينة مسقط رأس والد وعائلة مغني، ما تعليقك على هذا الأمر؟
هذا شرف آخر لي بأن أكرم في هذه المدينة التي أنجبت مراد مغني كما تقول، لأنني بكل صراحة أحترم كثيرا هذا اللاعب ومكانته تبقى خاصة جدا في قلبي، كما تربطني به علاقة طيبة ومتينة.
ما رأيك في احتراف مغني في قطر؟
في نظري هو قرار صائب، وأنا شخصيا متأكد أنه سيعود بشكل سريع إلى سابق عهده ومستواه العالي، خاصة أنه عانى كثيرا من شبح الإصابة وقلة المنافسة حين كان في إيطاليا.
وهل تعتقد ذلك حقا؟
أنا متأكد أن خيار اللاعب باللعب في البطولة القطرية جيد ومناسب وأنا شخصيا أنتظر عودته بقوة وبشكل سريع كما قلت إلى الميادين الأوروبية.
--
تحدّث صباح أمس للقناة الإذاعية الأولى.... سعدان: "زعفت بزاف ليلة المباراة ومارقدتش، تبهدلنا مع جيراننا وقاسني لاعبهم لما كان يشير إلى الرقم 4 بيده"
تدخل الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان صبيحة أمس عبر حصة "أستوديو الكرة" في الإذاعة الوطنية القناة الأولى وفتح قلبه للحديث عن آخر مستجدات كرة القدم عندنا، كما عاد للحديث عن النكسة الأخيرة في مراكش والهزيمة أمام المنتخب المغربي برباعية نظيفة وقال في هذا الصدد: "من الصعب تجرّع تلك الخسارة القاسية فالجميع كانوا يتوقعون تحقيق نتيجة إيجابية تتمثل في الفوز أو التعادل وحتى في حال الهزيمة فلن تكون أكثر من هدف لصفر، لكنني انزعجت كثيرا وزعفت بزاف ليلة المباراة حتى أنني مارقدتش، وتبهلدنا أمام جيراننا وقاسني كثيرا لاعبهم الذي كان يشير بيده إلى الرقم أربعة ويستهزئ بنا، إنه حقا أمر من الصعب تجرعه وتأكدوا أنه لو أعدنا معهم المباراة وباللاعبين أنفسهم لفزنا عليهم في الملعب ذاته".
"بعد هزيمة مراكش كل واحد راهو يمشي في سوڨ"
في السياق ذاته أشار سعدان إلى أنّ هناك غموضا يسود الهزيمة التي مني بها "الخضر" في مراكش ومخلفاتها بعد استقالة المدرب عبد الحق بن شيخة، وقال: "بعد هزيمة مراكش اختلطت العديد من الأمور وتم اتهام اللاعبين وهناك من أكد على أن هذا الجيل انتهت صلاحيته، لكن ما وقفت عليه أنّ كل واحد راهو يمشي في سوڨ ولم نفهم ما يحدث بالضبط وأملي كبير في أن تتحسّن الأوضاع في المستقبل القريب ويعود المنتخب إلى الطريق الصحيح فيجب أن لا ننسى أنّ اللاعبين أنفسهم ساهموا في منح الشعب فرحة عارمة بالتأهل إلى المونديال وكأس إفريقيا الفارطتين".
"إقصاء اللاعبين الحاليين خطأ فادح لأنهم لا يتحمّلون المسؤولية كاملة"
ودافع المدرب رابح سعدان بشدة عن لاعبي المنتخب الوطني الذين يعرفهم جيدا وسبق له العمل معهم لمدة طويلة وأكد على أنهم بحاجة إلى الدعم المعنوي أكثر من أي وقت مضى، وصرّح قائلا: "اللاعبون خيّبوا الآمال التي كانت معلقة عليهم في لقاء هام مثل ذلك الذي لعبوه أمام المغرب، لكن هذا لا يعني أن نلومهم كثيرا لأن إقصاء اللاعبين الحاليين خطأ فادح فهم لا يزالون قادرين على العطاء ولا يتحمّلون المسؤولية كاملة وعلينا أن نضع الثقة فيهم لأنهم في وقت سابق أيضا انهزموا بنتائج ثقيلة لكنهم تمكنوا من تحقيق نتائج كبيرة مباشرة بعد ذلك".
"يجب أن تكون هناك جلسة بين الفنيين والقدامى لدراسة وضعية الكرة عندنا"
وواصل "الشيخ" سعدان حديثه في الإذاعة وهذه المرة تطرق إلى الحديث عن مستقبل الكرة عندنا والحديث الكثير الذي يقال هنا ومن هناك عن المدرب الجديد للمنتخب الوطني، فقال: "صحيح أنه بعد انتهاء اللقاء حدثت عدة مستجدات في ظرف زمني وجيز لكن هذا لا يسمح بارتكاب أخطاء أخرى، بل يجب التعقل والتحلي بالهدوء ويجب أن تكون هناك جلسة بين الفنيين والقدامى لدراسة وضع كرة القدم في الجزائر ووضع سياسة للعمل حتى نكون في المستوى ليس على مستوى المنتخب الأول بل أيضا فيما يتعلق بمختلف الفئات الأخرى".
"آيت جودي يقوم بعمل كبير ومغادرة إبرير خسارة للكرة الجزائرية"
كما أشاد رابح سعدان كثيرا بالعمل الكبير الذي يقوم به مدرب المنتخب الوطني الأولمبي عز الدين آيت جودي (سعدان تحدث قبل لعب مباراة العودة في زامبيا) واعتبر الاستقرار على مستوى العارضة الفنية غاية في الأهمية، وأضاف: "أستغل الفرصة لكي أتحدث عن عز الدين آيت جودي الذي يقوم بعمل كبير وأتمنى له التوفيق لأنه يعمل بجد لرفع قيمة هذا المنتخب وأعتقد أن التأهل إلى الأولمبياد ليس بالمستحيل، ولا ننسى مغادرة إبرير التي أعتبرها خسارة للكرة الجزائرية لأنه يعتبر من خيرة المدربين بدون مبالغة".
"الاتحادية طلبت مني الإشراف على المديرية الفنية لكنني رفضت"
وفي الأخير تردد سعدان في الإجابة على سؤال مقدّم الحصة عيسى مدني المتعلق برأيه في المدرب الأجنبي الذي سيشرف على العارضة الفنية ل "الخضر" قريبا، إلا أنه تحدث عن العرض الذي تقدمت به إليه الاتحادية فيما يتعلق بالإشراف على المديرية الفنية وقال: "ليس لدي أي تعليق على المدرب الجديد الذي من شأنه أن يشرف على المنتخب الأول، وفيما يتعلق بالعرض الذي سألتني عنه فلقد طلبت مني الاتحادية الإشراف على المديرية الفنية لكنني رفضت بسبب عدم وجود مشروع رياضي واضح، لكني مستعد لقبوله إذا تحسّنت الأوضاع".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/06/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : حمزة
المصدر : www.elheddaf.com