قيمة التربص بالجزائر 35 ألف دينار

يرتكز نجاح أي فريق في كرة القدم على فكر المدرب بالدرجة الأولى خاصة إذا توفرت الأرضية الخصبة لذلك ، كما يعتبر "الكوتش" الحلقة أساسية في أي منظومة كروية ، تسخيره خبرته التي اكتسبها كلاعب على المستطيل الأخضر و الأهم من ذلك هو تكوينه الذاتي وفق دراسات علمية ممنهجة مثلما هو معمول به في اعرق المدارس الكروية العالمية ، كما لا يجحد جاحد على ان الانجازات الكروية في الجزائر تمت هندستها من قبل كفاءة جزائرية محلية و الأسماء كثيرة و عديدة ، حيث يتفق السواد الأعظم على ان تراجع المستوى الفني على صعيد المحلي يعود إلى غياب التأطير في المجال التسيير أو التدريب الأخير الذي ركزت عليه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خلال السنوات الخمس الأخيرة متبنية مشروع تكوين المدربين الذي تشرف عليه المديرية التقنية ، حتى بلغ عدد المدربين المتكونين تحت لواء الأخيرة قرابة 9000 مدرب على حسب المستويات ، لكن السؤال الذي يبقى مطروح ما محل هؤلاء من الإعراب في ظل الاعتماد المفرط على الخبرة الأجنبية في فرقنا و نفس الوجوه المحلية ، التي تحايل البعض منها على اللوائح التي أقرتها هيئة محمد روراوة و ضربوه عرض الحائط بتواطؤ مع مسئولي الأندية ، الدليل استفحال ظاهرة استئجار الشهادات في الربطتين المحترفتين أو في الأقسام الهاوية ، او التعاقد مع مدرب ذو الشهادة المطلوبة على الورق و تجريده من صلاحياته التي تسلم للمدرب الفعلي الذي يتماشى مع أهواء رئيس الفريق ، لتقطع مثل هذه التصرفات الطريق امام الكفاءات الشبانية المتخرجة من المعاهد و الجامعات نخص بالذكر أصحاب شهادات "كاف أ" الذي بلغ عددهم 190 في ناحية الغرب الجزائري و مثلما كانت الشهادة التدريبية فرصة لولوج مجال التدريب تعتبر عائقا أيضا لبعض المدربين قدامى اللاعبين في شاكلة شريف الوزاني ، عمر بلعطوي و عيسى كينان في فرق أقسام الهواة في ممارسة مهنتهم المفضلة ،كما أن ضرورة تفرض على هؤلاء اللجوء إلى التكوين الذي بات حتمية لا مفر منها ، حيث يتفق الفنيون على مواظبة المدرب على الرسكلة بشكل دوري لتجديد الأفكار و مسايرة التطور.وتبلغ قيمة المالية لتربص المدرب لنيل الشهادة على حسب كل مستوى 35 ألف دينار تشمل مصاريف الأكل و الإيواء و يعد هذا المبلغ مقبول مقارنة بدول الجوار على غرار تونس ومصر أين تصل مصاريف التربص إلى حدود 80 مليون سنتيم ، كما يقدر الحجم الساعي لكل تربص 120 ساعة مقسمة على فصلين 60 ساعة في كل فصل ، كما لا يسمح للمدرب الأجنبي بقيام بمثل هذا التربص إلا إذا رخص له من طرف اتحادية بلده الأصلي. مشري بشير يلبي نداء القلب في كل مرةتعاقدت مولودية وهران مؤخرا مع مشري بشير كمدير فني ، حتى يمنح الضوء الأخضر للمدرب رئيسي فؤاد بوعلي لمباشرة عمله لأن الأخير ليس بحوزته شهادة "كاف أ" التي تفرضها "الفاف" على الفرق المحترفة ، كما سبق للجناح الطائر للحمراوة سنوات الثمانينيات و التسعينيات أن شغل نفس المنصب الموسم المنصرم مع شريف الوزاني و سباح بن يعقوب ، كما تولاه مع نادي بطيوة رفقة عيسى كينان هذا الموسم لذات الغرض ، لكن السؤال الذي يبقى مطروح هل مشري بشير كان مدير فني فعلي في مختلف الفرق التي اشتغل فيها فإلى متى يبقى أشباه المسيرين يستغلون أمثال مشري بشير الذين ينتظرون فرصتهم لفرض وجودهم في الساحة ، ملثما تقتدي الضرورة على إقرار صيغة تتناسب مع المدربين الذي فرضوا تواجدهم و سطع نجمهم في سماء كرة القدم الجزائرية على غرار شريف الوزاني ، بلعطوي ، مقني و عيسى كينان. بيقاجة جمال محضر البدني الوحيد المعتمد في وهرانعلى غرار المدربين ، شمل التكوين أيضا مدربي حراس المرمى و المحضرين البدنين المعتمدين من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لغياب شهادة خاصة بهذه الفئة و في مفارقة تثير علامات الاستفهام يعتبر بيقاجة جمال المحضر البدني الوحيد المعتمد في وهران و بعيدا عن الإشهار لم تستفيد فرق وهران من كفاءته سواء في المحترف او الهاوي ، رغم حاجتها لأمثال الطبيب بيقاجة، حيث سبق له بداية الموسم تدريب رائد غرب وهران الناشط في الجهوي الثاني لكن سرعان ما رمى المنشفة بسبب تدخل مسيري الفريق في صلاحياته. الأجنبي يحترم لوائح الفافتهاطل المدرب الأجنبي مؤخرا على الفرق المحلية ، جعلنا نبحث عن كفاءتهم و مكتسباتهم ، حيث تنص قوانين الفاف على حمل التقني الأجنبي أو الأوربي على وجه الخصوص لشهادة "ويفا أ " ، كما أكدت بعض المصادر المقربة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن هيئة محمد روراوة تأكدت من الشهادات التي يحملها هؤلاء من اتحادات بلدانهم و وجدتهم مطابقة لقوانين "الفاف".