الجزائر

قوى الشر تتكالب على الجزائر والحفاظ عليها مسؤولية الجميع


❊ ما يحدث في غزة يعكس جنون المستعمرين المتشابهين في الوسائل والأهدافأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أمس، أن إحياء ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر، يأتي لتذكير الأجيال بالتضحيات الجسام التي دفعها الآباء والأجداد فداء للوطن، وغطرسة المستعمر المستبد، ولتعرف الأجيال أن الحرية والكرامة هي أغلى ما يملكه الإنسان، مؤكدا أن هذه المظاهرات كانت منعرجا فرقا في تاريخ الثورة الجزائرية المظفرة.
قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، في كلمة قرأها نيابة عنه نائبه، مولود حبناسي، خلال ندوة تاريخية نظمها المجلس احتفاء بالذكرى 63 لمظاهرات 11 ديسمبر بعنوان "بين تدويل القضية الجزائرية وإقرار حقّ تقرير المصير"، إن الحفاظ على الوطن هو مسؤولية الجميع، خاصة في هذا الوقت الذي تتكالب فيه قوى الشر مستهدفة زعزعة الأوطان واستقرارها، وأضاف أن ما يحدث اليوم في غزة المقاومة شاهد ودليل على جنون المستعمرين الذين لا يختلفون لا في الوسائل ولا في الأهداف، مشيرا إلى أن 11 ديسمبر، كان منعطفا حاسما، ومنعرجا فارقا في تاريخ الثورة المظفرة .
وأوضح بوغالي، أنه قبل 63 سنة، وفي 11 من ديسمبر 1960 سجل الجزائريون حدثا بارزا، بخروجهم في مظاهرات عارمة معبرة عن رفضهم لسياسة ديغول الرامية إلى إبقاء الجزائر في ربقة المستعمر تابعة لفرنسا التي لا تمت إليها بصلة.
وأضاف أن هذه المظاهرات السلمية خرج فيها الجزائريون ليؤكدوا مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزء من فرنسا، في إطار فكرة الجزائر جزائرية، والتصدي لموقف المعمرين الفرنسيين الحالمين بفكرة الجزائر فرنسية، متابعا أن السلطات الفرنسية قمعت هذه المظاهرات بوحشية وإجرام.
وتمكن المتظاهرون -حسب بوغالي- من إيصال صوت الثورة إلى الرأي العام الدولي ليقف على حقيقة الأوضاع في الجزائر التي حاول المستعمر فرض طوق إعلامي للتعتيم عليها، وقلب الوقائع والمضي في سياسة القمع والإجرام والتقتيل، مضيفا أن هذه المظاهرات كانت بحق سندا قويا لجيش التحرير الوطني في خطوط المواجهة، ودعما قويا للوفد الخارجي للجبهة في جهده الدبلوماسي لنصرة القضية الجزائرية في المحافل الدولية.
ونوّه رئيس المجلس بجهود الأساتذة الذين شرفوا بتمثيل الجزائر في اللجنة المشتركة الجزائرية-الفرنسية للتاريخ والذاكرة، وتفانيهم في تجسيد إرادة رئيس الجمهورية لاسترجاع الأرشيف المحول وكل ما يرمز للذاكرة المشتركة للشعب الجزائري.
من جانبه، اعتبر المؤرخ وعضو اللجنة الجزائرية-الفرنسية للتاريخ والذاكرة، جمال يحياوي، أن الجزائريين ولدوا التاريخ، مؤكدا في مداخلة خلال أشغال الندوة، أن مظاهرات 11 ديسمبر كانت سببا في إصدار اللائحة الأممية 1514 المتعلقة ب«إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة"، مشيرا إلى أن هذه المظاهرات أسقطت حلم تقسيم الجزائر.
وبدوره، يرى المحلل السياسي، إدريس عطية، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أعطت نفسا جديدا للثورة، وأضاف في مداخلة خلال أشغال هذه الندوة، أن هذا الحدث كان آخر مسمار يدق في نعش المشاريع الديغولية لتقسيم الجزائر، حاثا الشعوب التي تعاني من الاستعمار أن تتبنى نفس المسار لتحقيق الاستقلال، قائلا إن الرسالة واضحة بالنسبة للفلسطينيين والصحراويين، داعيا المجتمع الدولي للتحرك إزاء ما يحدث في فلسطين، وذكر بأن القانون الدولي الإنساني لا ينكر حق المقاومة، وهو ما ينطبق على المقاومة الفلسطينية، وأشار إلى أن مبدأ تقرير المصير غير قابل للتفاوض عكس أطروحة المغرب في الصحراء الغربية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)