الجزائر

قوات القذافي تهاجم المتمرّدين على مشارف اجدابيا الأزمة الليبية



قوات القذافي تهاجم المتمرّدين على مشارف اجدابيا                                    الأزمة الليبية
تعرض مقاتلو المعارضة المُسلحة في ليبيا للنيران عند مشارف بلدة اجدابيا يوم أمس الأحد الأمر الذي أجبرهم على التقهقر إلى داخل المدينة وحدّ من أملهم في التقدم غربا
لمحاولة إنهاء حالة الجمود التي تكتنف الحرب الليبية.
وقال شاهد عيان انه رأى ما يزيد على عشرة صواريخ تسقط عند المدخل الغربي للبلدة التي كانت المعارضة المسلحة تريد استغلالها كنقطة انطلاق لاستعادة السيطرة على ميناء البريقة النفطي. وفر كثيرون من الهجوم بينما ترددت أصداء الانفجارات في البلدة.
وقال وسيم العجوري (25 عاما) وهو من المتطوعين مع المتمرّدين عند البوابة الشرقية لاجدابيا "ما زال بعض الأشخاص هناك عند البوابة الغربية ولكن الوضع ليس جيدا."
وكانت قوات المعارضة تقدمت يوم السبت حتى مشارف البريقة التي تبعد 50 كيلومترا إلى الغرب لكن كثيرين فروا عائدين إلى أجدابيا بعدما قتل ستة متمرّدين بصورايخ أطلقها الموالون للقذافي على الطريق الساحلي المكشوف الواصل بين البلدتين.
ويوم الأحد يكتمل مرور شهر على صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي أجاز استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا وأدى إلى حملة جوية دولية. لكن برغم غارات حلف شمال الأطلسي الجوية على قوات القذافي فلم تتمكن المعارضة المسلحة من الاحتفاظ بمكاسبها خلال معارك كر وفر مستمرة منذ أسابيع للسيطرة على البلدات الساحلية في شرق ليبيا.
وفي غرب ليبيا تتعرض مدينة مصراته التي يسيطر عليها المتمرّدون المسلحون للحصار منذ سبعة أسابيع، مما أثار قلقا دوليا بشأن أزمة إنسانية متنامية.
وقال متحدث باسم المتمرّدين إن قوات القذافي قصفت مصراتة مُجددا يوم الأحد وقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص. وتابع المتحدث عبد الباسط مزيرق أن 47 شخصا على الأقل أصيبوا أيضا في القصف، وقالت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي إنها لن توقف قصف قوات القذافي إلى أن يتنحي عن السلطة.
ولكن في ظل تعثر قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان استبعدت الدول الغربية إرسال قوات برية إلى ليبيا وهو موقف شدد عليه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأحد. وقال كاميرون في مقابلة مع محطة سكاي نيوز "ما قلناه هو أن القيام بغزو أو احتلال أمر غير وارد - هذا لا يتعلق بإرسال قوات برية بريطانية." لكنه قال إن القوى الخارجية ستساعد بكل السبل الأخرى في منع القذافي من "فرض هذا الجحيم على الناس في مصراتة" والبلدات الأخرى على طول الساحل الليبي بما في ذلك توفير "عتاد غير مميت" للمعارضة المسلحة. وطالبت القوات المناهضة للقذافي مرارا بإمدادها بأسلحة ثقيلة قائلة إن رشاشاتها وقذائفها الصاروخية ليست بالقوة الكافية لمواجهة القوات الحكومية. وقال أيمن عيسوي (21 عاما) "نريد أسلحة نريد أسلحة حديثة... لو توفرت لنا تلك الأسلحة لتقدمنا عليهم."
ومع تواصل دوى الانفجارات ونيران الرشاشات في اجدابيا قادما من ناحية بوابتها الغربية تدفقت عشرات من سيارات مقاتلي المعارضة والسيارات المدنية التي تقل رجالا ونساء وأطفالا متوجهة شرقا من المدينة على الطريق الساحلي نحو بنغازي.
وفي مصراته قال مقاتلو المعارضة المسلحة إنهم يتعرضون للقصف يوميا على أيدي قوات القذافي. كما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك قوات القذافي باستخدام القنابل العنقودية الأمر الذي زاد الإصابات بين المدنيين. ونفت الحكومة الليبية تلك الاتهامات. وقال أحد سكان مصراتة ويدعى ابراهيم علي بعد أن وصل إلى تونس يوم السبت على متن سفينة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود قامت بإجلاء بعض المصابين إن القتال في مصراتة يزداد سوءا من يوم لآخر. وقال علي في مستشفى في ميناء صفاقس التونسي "انهم يقصفون المناطق السكنية ليل نهار. انه قصف بلا توقف ويستخدمون أسلحة أكبر... يقصفون الطرق والمنازل." وبدأ الطعام ينفد ويصطف المواطنون في صفوف طويلة أمام المخابز. كما بدأت معالم بعض الشوارع تختفي بسرعة. وقال علي "الدمار تام". وسئل من يسيطر على غالبية المدينة فقال "50 في المئة مقابل 50 في المئة. ويمكن أن يتغير الموقف سريعا."


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)