الجزائر - A la une

قلة الهياكل يحرم المصطافين من البحر في سكيكدة بعد أن أخذت نتائج الامتحانات ورمضان حصة الأسد من العطلة


قلة الهياكل يحرم المصطافين من البحر في سكيكدة بعد أن أخذت نتائج الامتحانات ورمضان حصة الأسد من العطلة
وجد سكان الولايات الداخلية بشرق وجنوب البلاد أنفسهم هذا العام محرومين أكثر من السنوات الماضية من قضاء أيام معدودة بشواطئ ولاية سكيكدة، التي تعودوا على زيارتها كل صيف بسبب استحالة العثور على مرفق للإقامة. وقد تزامن ذلك باقتران فصل الصيف بشهر رمضان المبارك، الذي احتل الفترة الذهبية للاصطياف كاملا والتي يفضلها المصطافون عن غيرها والممتدة بين جويلية ومنتصف أوت وقبله بقاء المصطافين في منازلهم لترقب ظهور نتائج الامتحانات والمسابقات.ولقد تعود سكان المدينة من الذين يؤجرون منازلهم للمصطافين على تفريغها من محتليها مع بداية شهر أوت والامتناع عن كرائها لأي وافد جديد، هذا ما زاد في صعوبة الحصول على مرفق للإقامة ولو لبضعة أيام بينما زادت استحالة الحجز في احد الفنادق القديمة الكائنة في وسط المدينة هذا العام لاحتلالها المسبق من جانب الشركات الأجنبية العاملة في حقل الصناعة البترولية والبناء ومضاعفة أسعارها، التي أصبحت في غير متناول الذين لهم عائلات متكونة من اكثر من ثلاثة افراد في ما ان الحجز في الفنادق الجديدة المقامة على شواطئ سطورة وبن مهيدي والبلاطان وفلفلة يعد في الظرف الراهن ضربا من الخيال؛ حيث ان الغرفة الواحدة ذات السرير الواحد لا تقل عن سبعة مائة الف سنتيم. هذا ما أصبح يشكل اشكالا كبيرا مطروحا منذ امد بعيد على مستوي قطاع السياحة في الولاية وكذا على المستوى المركزي ولا يبدو في الافق وجود حلول آنية لحله على الاقل خلال السنوات الخمس القادمة. وما زاد في تفاقم المشكل الانسحاب الملحوظ للمجالس الشعبية البلدية ذات الصبغة السياحية من اخذ المبادرات الحقيقية للتكفل على مستواها بايواء الزوار، الذين ياتون كل سنة من مناطق بعيدة من جل الولايات الداخلية تقريبا ومن ولايات جنوب البلاد وحتي من تمنراست واليزي والوادي اذ ان دور البلديات السياحية اصبح مقترنا بتعليق الملصقات واللافتات، التي تعلن عن افتتاح موسم الاصطياف، في الوقت الذي كان يفترض ان تتكفل كلية بتنظيف الشواطئ وتوسيع عدد المخيمات العائلية وتهيئة الاماكن والشواطئ ذات الاقبال الواسع من المصطافين وتعزيز الامن والحراسة وفق ما ينص عليه قانون البدية والاجراءات المتخذة على مستوى الدولة في ما يتعلق بالاصطياف والتخييم..
المصطافون القادمون الى سكيكدة كانوا يجدون مند بداية الموسم متنفسا وحيدا وان كان غير كاف الا انه حسب العديد منهم كان يقدم خدمة سياحية الى حد ما، يتمثل في المخيم العائلي بمنطقة بن مهيدي اليي كان يأوي عشرات البيوت المقامة بواسطة مخيمات مجهزة بالأسرة وبكل المستلزمات الخدماتية من الغاز والمياه الصالحة والإنارة العمومية ومراكز الحماية والأمن والدرك الا ان هذا المخيم الوحيد بالولاية تم القضاء عليه بداية سنة ألفين وعشرة ومنحته البلدية للشركة الكورية الجنوبية ”سامسونغ” التي تستخدمه حاليا كقاعدة للحياة، كما كانت بلدية سكيكدة قد قضت قبل ذلك على المساكن الصيفية في بن مهيدي والتي منحتها لأشخاص يقيمون فيها منذ سنوات واذا كان امر اقامة مخيم عائلي في منطقة العربي بن مهيدي امرا صعبا في الوقت الحاضر بسبب ازدحام المنطقة بالبناءات السكنية والعمرانية وتوسع المنطقة الصناعية على نطاق واسع، فان ذلك لا يبدو صعبا البتة عندما ما يتعلق الامر بانشاء هذا النوع من هياكل الاستقبال الجماهيرية والتي تلقى الاستحسان الواسع من قبل المصطافين في شواطئ سطورة في الضفة الغربية من بلدية سكيكدة والخالية من اي تواجد سكاني. ونفس الامر ينطبق على باقي بلديات الولاية من شرقها الى غربها سيما وانه لا توجد اي شواطئ ببلديات الولاية خالية من المصطافين طيلة فترات الصيف حتى الممنوعة منها، والتي توجد في اماكن معزولة وغير امنة لا يتخلي عنها روادها ومحبوها، الذين يفضلون الجمال والبهاء والغابات المحيطة بكثافة بالشواطئ. البلديات السياحية تعتذر عن مثل هذه المرافق لعدم تمكنها من الوسائل المالية والمادية، التي تساعدها على اقامتها وبعضها يؤكد صراحة ان انشاء مخيم واحد ولو داخل حيز جغرافي محدود يتطلب اموالا لا تتوفر لديها في الوقت الراهن.
واضافة الى كل ما ورد، فان الغاء قرار وضع المؤسسات التربوية تحت تصرف المصطافين خلال فترة الصيف، زاد من معاناة سكان الجنوب الجزائري الذين مكنتهم الدولة في سنة الفين وثمانية من قضاء ايام لم ينسوها بالمدارس والاكماليات في كامل الولاية الا ان هذه التجربة سرعان ما تم التخلي عنها.
ولاية سكيكدة، التي اصبحت قطبا سياحيا وطنيا الاول في الجزائر تستقبل كل صيف ما بين عشرة ملايين الى خمسة عشر مليون مصطاف، هذا العدد يتطلب لا محالة مرافق للاستقبال من مختلف الانواع والاحجام ليست متوفرة بالقدر الكافي.. والسكان الذين يقطنون في الولايات القريبة كقسنطينة وباتنة وخنشلة وحتى سطيف والبرج اصبحوا ينتهجون طريقة الذهاب الى البحر والعودة منه في نفس اليوم بينما ينتهج الشبان المقيمون في ورقلة والوادي وبسكرة نفس الطريقة عبر الحافلات، التي تعمل على خط سكيكدة الى هذه الولايات في انتظار ما ستأتي به الأيام والسنوات القادمة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)