الجزائر

قعدات شعبية.. عروض بهلوانية ومنافسات علمية ورياضية دور الشباب أمتعت العائلات في السهرات الرمضانية



برامج فنية..وألوان غنائية.. ثقافية.. رياضية.. وأخرى ترفيهية موجهة للأطفال، هي جملة النشاطات التي قدمتها مختلف دور الشباب الموزعة عبر العاصمة خلال السهرات الرمضانية، إذ فتحت أبوابها لوقت متأخر من الليل تجسيدا لتعليمة وزارة الشباب والرياضة الداعية إلى إحياء ليالي رمضان، وتمكين العائلات، الشباب والأطفال من الاستفادة من برامجها المتنوعة.ففي إطار البرنامج الذي أعدته مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر الخاص بالعطلة الصيفية التي تزامنت وشهر رمضان، يقول عبد الحميد بومنصورة رئيس مكتب النشاطات الثقافية والترفيهية: “أعدت جملة من النشاطات المتنوعة على مستوى مختلف بلديات العاصمة، منها ما هو ثقافي، رياضي وترفيهي، لإحياء ليالي شهر رمضان، إلى جانب برنامج متنوع عبارة عن مراكز صيفية موجهة للأطفال والشباب على حد سواء، ومن المنتظر أن يتم تنظيم دورة أخرى للمخيمات الصيفية لفائدة كل من تيبازة، تيزي وزو ومستغانم خلال شهر أوت المقبل، مع خرجات المخطط الأزرق قصد السماح للشباب والعائلات بالخروج إلى شاطئ البحر وكذا تنظيم العديد من الدورات الرياضية”.
كما تم تسطير مهرجان “نادي الفن الشعبي” الخاص بإحياء ليالي رمضان في شكل مسابقة لإحياء التراث، ليتمكن الشباب من التنافس حول المراتب الثلاث الأولى، إذ تم تنظيمه ببلدية باب الزوار، حيث نصبت خيمة قمنا يقول المتحدث بتنشيطها من خلال البرامج المختلفة الموجهة لفائدة الشباب والعائلات، وهي عبارة عن ألعاب، موسيقى، فرق فلكلورية وبوقالات لقيت تجاوبا كبيرا من العائلات.
وبالنسبة لدور الشباب، أفاد محدثنا أنه تم توجيه تعليمة لكل دور الشباب من أجل أن تظل أبوابها مفتوحة بالليل لتجسيد جملة البرامج الخاصة، على غرار فتح فضاءات الأنترنت للشباب، وتنظيم مسابقات في بعض الألعاب كالشطرنج، “البابي فوت”، تنس الطاولة، دورات الكرة الحديدية، إلى جانب نشاطات أخرى فكرية، نواد علمية، ألعاب سحرية وبهلوانية موجهة للأطفال بمشاركة رابطة ترقية الطفولة.
وللوقوف على جانب من النشاطات التي تباشرها بعض دور الشباب، جالت “المساء” بكل من دور الشباب التالية؛ حسان حساني ببوزريعة، عين النعجة وعيسى مسعودي ببلدية حسين داي.

دار الشباب حسان حساني القبلة المحببة بعد الإفطار
بدأت جولتنا الاستطلاعية من دار الشباب حسان حساني ببلدية بوزريعة، حيث كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف، ولعل الملاحظة الأولى التي شدت انتباهنا هي التواجد الكبير للشباب مجتمعين حول لعبة “الدومينو” ولعبة الورق، فيما كان البعض الآخر ينتظر بفارغ الصبر افتتاح نادي الأنترنت للإبحار في الشبكة العنكبوتية، وفي دردشتنا مع نور الدين مالك قائد الجوق الموسيقي للفرقة الموسيقية “ريشة بوزريعة”، قال بأن الدار تعد القبلة المفضلة لمعظم شباب البلدية من الذين لا يجدون مكانا آخر يقصدونه في ظل قلة الفضاءات الترفيهية بالبلدية.
وحول البرامج المسطرة، أفاد بأن الدار عكفت على تنظيم مسابقة في الأغنية الشعبية، وهي مسابقة ولائية، و لقيت المبادرة تجاوب أعداد كبيرة من محبي هذا اللون الفني، لاسيما أن المنافسة فسحت المجال لكل الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، إلى جانب تنظيم مسابقات ببعض الألعاب الاجتماعية، على غرار لعبة “الدومنو” ولعبة الورق، على اعتبار أنها من أكثر الألعاب الشعبية التي يميل الكهول والشباب إلى ممارستها في شهر الصيام.
لا تقتصر البرامج المقدمة بدار الشباب “حسان حساني” على الرجال فقط، بل يخصص حيزا من نشاطاتها للنساء، حسب المتحدث الذي قال: “تقصد دار الشباب بعض النسوة والفتيات من أجل المشاركة ببعض النشاطات النسوية، وتحديدا الفنية، للتدرب على بعض النوبات الموسيقية إلى وقت متأخر من الليل”، موضحا أن إدارة دار الشباب قررت بعد أن وقفت على الإقبال الكبير على الدار تأخير موعد الإغلاق إلى وقت السحور.
توجهت “المساء” إلى نادي الأنترنت الذي عرف توافد أعداد كبيرة من الشباب والمراهقين، وفي حديثنا مع الشاب رفيق قريش، قال: ما إن يفرغ من الإفطار حتى يقصد دار الشباب مباشرة للظفر بمقعد له بنادي الأنترنت، بالنظر إلى الطلب الكبير على النادي، وأشار إلى أنه يغادر النادي مع حلول موعد السحور.

منافسات علمية للأطفال بدار الشباب عين النعجة 2
اتجهنا إلى الدار الشباب بعين النعجة، وما إن دخلنا حتى صادفنا فريقا من الأطفال مجتمعين بما اصطلح على تسميته بنادي الشباب العلمي، وكلهم حماس وحيوية للدخول في تنافس علمي مع فريق آخر كانوا في انتظار وصوله، اقتربنا من رئيس الفوج عبد المطلب روينة، المشرف على الحلقة العلمية، فقال بأن تواجد الأطفال يدخل في إطار تجسيد برنامج التنافس بين دور الشباب الهادف إلى ملء فراغهم خلال العطلة الصيفية، وكذا إعادة الاعتبار للمسابقات الفكرية، بالنظر إلى أهميتها في إنعاش ذاكرة الأطفال، وبحكم أنهم يميلون إلى السهر، ارتأينا أن نشغلهم ببعض المنافسات الفكرية”، موضحا أن التنافس اليوم يجري بين دار شباب الرويبة ودار الشباب للدار البيضاء، إذ تشرف رابطة الشباب العلمي للهواة على المسابقة العلمية، وفي 26 من رمضان توزع جوائز تشجيعية على الأطفال المشاركين في المنافسة العلمية”.
كما تقدم الدار بعض العروض البهلوانية التي تلقى إقبالا كبيرا من قبل العائلات، حسب محمد بشنون المكلف بالاتصال بدار الشباب الذي قال: “إن الأولياء يصطحبون أبناءهم للفرجة، المتعة والتسلية نظير العروض والبرامج التي يبدع البهلواني في تقديمها، بينما يمضي الأهل لأداء الصلاة، مؤكدا في السياق أن القاعة التي تحتضن الأطفال تتسع ل280 طفلا، غير أن التوافد الكبير عليها من الأحياء المجاورة لبلدية عين النعجة يجعلنا نعجز عن تأمين الفرجة لكل الأطفال”.
وحتى يشعر الأطفال بالتنويع، يقول محمد: يتم تخصيص يوم للنشاطات البهلوانية وآخر للنشاطات العلمية التنافسية، دون أن ننسى حفلات الشعبي التي نفرد لها حيزا بعد صلاة التراويح، ليتسنى لعشاق هذا اللون الغناني الاستمتاع به، لاسيما أن الطلب على قعدات الشعبي ملح في ليالي رمضان من طرف كبار السن تحديدا.

دار الشباب بحسين داي... عرس نسوي إلى طلوع الفجر
ما إن وطأت أقدامنا دار الشباب عيسى مسعودي ببلدية حسين داي، حتى تبادر إلى أذهاننا أننا ندخل عرس، بالنظر إلى الأضواء ، والأغاني التي كانت تصدح بصوت المغنية التي أحيت الليلة الخاصة بحفل النساء، إلى جانب الحركة الكبيرة بالدار للأطفال والشباب، إذ اصطف الرجال على الكراسي بساحة الدار في الهواء الطلق للاستمتاع بأغنية الشعبي التي أحياها الشيخ سيلي، وبداخل الدار، أعدت طاولة كبيرة تحوي أباريق الشاي ومختلف المكسرات والحلويات الرمضانية، على غرار قلب اللوز الذي التف حوله بعض الأطفال لاقتناء ما تشتهي أنفسهم، قصدنا القاعة التي كانت تصدح بصوت المغنية نعيمة، وما شد انتباهنا، الحضور المكثف للنسوة اللواتي تجاوبن مع الأغنية، فراح بعضهن يصفق، وأخريات يرقصن ويرددن الأغنية معها.
وفي دردشتنا مع بعض العائلات، قالت مواطنة من سكان حسين داي بأنها ما إن تفرغ من غسل الصحون حتى تقصد دار الشباب للاستمتاع بالبرامج التي تقدم، سواء كانت موجهة للأطفال على غرار العروض البهلوانية التي يحبها أطفالها، أو الحفلات الغنائية المخصصة للنساء، والتي يمنع فيها دخول الرجال. وعلقت بالقول: “بلدية حسين داي لا تحوي مرافق ترفيهية، الأمر الذي يحتم علينا الخروج إلى دار الشباب التي تؤمن المتعة والتسلية لنا ولأبنائنا لساعة متأخرة من الليل..
من جهته، قال فؤاد سياف منظم إداري بالدار: إن دار الشباب بحسين داي تشهد يوميا طوابير أمام الباب بعد الإفطار مباشرة، وتحديدا في الأيام التي يتم فيها برمجة العروض البهلوانية، أو قعدات الشعبي، بل نلمس تذمر الأطفال الذين يلحون علينا تخصيص حيز أكبر من النشاطات لفائدتهم، غير أننا مطالبون بتحقيق التوازن بين ما تحبه النسوة، وما يحبه الرجال، وما يمتع الأطفال بالتناوب، وهو ما نعمل على تكريسه حتى نرضي كل الأذواق، إلى جانب الإقبال الكبير على نادي الأنترنت الذي لا يغادره الشباب إلا مع السحور.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)