الجزائر

قطف الخطى المهن المستضعفة..؟؟



قطف الخطى               المهن المستضعفة..؟؟
شعرت بالضيق، كانوا جميعا يقولون أنه لم يجد عملا قارا حتى بلغ الـ39 من عمره، ولولا وساطة شاعر وزير ما كان تحصل على ذلك.. قالوا أيضا أنه عانى الكثير في هذا الوطن، ولم يأخذ حقه، وعندما أخذه أو على الأقل صار لديه مرتب شهري يكفيه مطبات العوز رحل عنا وترك لنا العفن بالكامل. تعبت لأجله، رغم أنني لم ألتقه يوما وربما التقيته ولم أنتبه، سلاما مالك بوذيبة وأنت الحاضر معنا من فوق سحابة الكلمات العليا، تعبت لأجل الشاعر الرمز الذي لا يجد عملاً خالصا لوجه الحياة وعراكها.. تعبت لأجل الشاعر الذي يدور ويدور على حرقة كلماته ولا يجد في النهاية ثمن السيجارة. نجزم يقينا أن الشعر والأدب لا يؤكل الخبز، ونهيم على عمرنا في انتظار وحي الشعر، ولا نقوم بأي شيء آخر، علينا أن نرفع الشعر والكتابة إلى المكان الذي لا تنزل فيه إلى قفة الحياة الباردة.. الشعر والكتابة لا يمكنها أن تسقط في فخ اليوميات، تبا لهذه اليوميات، ولكن تتطلب الحياة الكفاح.. تتطلب الكفاح صمتا أيضا.. فهل من المعقول أن نقحم الشعر والأدب ساحة الوحوش هذه.. من الجيد أن نتكئ على خبرات أخرى، على ضمانات تجعلنا على يقين من أننا الصالحون لهذا العمل، فلا أحد منا يمكنه الجزم بأنه صالح للشعر والأدب، في بعض الأحوال نرجسية الكاتب تدفعه إلى ذلك وإلى اختزال كل الخبرات في خبرة العطاء الشعري الذي لا يقدم له شيئا.. ومع ذلك لا تقوم النرجسية في شيء آخر لدى شعرائنا.. فلا نرجسية عطر ولا ربطة عنق تستفيق على لون قصيدة.. أريد أن ألامس عبقاً لشاعر قادم.. أريد أن أسقط غراما في حركات شاعر يفتح الجمال نصفين فيأخذ نصفه.. تبا لهذا العفن الغارق فينا. هاجر قويدري hadlay@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)