قطف الخطى الحياة مضرة بالصحة

أتخيل أن هذه العبارة مكتوبة في جنب ما من أجسادنا، تلك العبارة التي تحملها السجائر مثلا كمادة مضرة بالصحة، الحياة أيضا مضرة بالصحة لأنها تنتهي بالوفاة، وعليه الحياة اليومية تضر بالصحة كذلك لأن استهلاكها سيحملنا إلى الهرم والعجز فالموت.بالتأكيد هذا المدخل الكئيب يجعلكم تفكرون أنني محبطة بشكل ما، ربما لكني رومانسية بما يكفي لأغرس عقلي في تتبع شكل سحابة حتى أرسم منه كل الانحناءات الممكنة.فقط أوردت هذا المدخل لأنها عبارة طالما قلتها لنفسي، وشعرت أنها اكتشاف مذهل.. نعم يحدث أن نتخيل أننا نكتشف أمورا مهمة، ونغتر بذواتنا ونعيش دور البطولة.من هذا المنطلق ما هي أهم اكتشافاتنا الداخلية؟ الاكتشاف شقيق الدهشة، يقول الفلاسفة إن الدهشة هي التي صنعت الفلسفة، وقطعا تستمد الدهشة خيوطها من النية بالدارجة المحلية.. لأن النية هي البراءة المغلفة بالغباء.وصلت للغباء إذن.. كي أقول لكم إن هناك الكثير من الأمور يستنتجها الداخل من دون عناء التفكير ولا جهد الاستنتاجات الرياضية، وتأتي صادقة شفافة رائقة وحقيقية، لكننا في غمرة ما حولها لا نوليها أهمية. لذا من الجيد أن نحسب حساب هذه المفردات الصغيرة التي تنتجها الحكمة الشخصية، قد لا نتعظ إلا من خدوشنا، من سقوطنا ووقوفنا في معترك الحياة كما قالت أحلام مستغانمي.. لا أعرف.. أنا هذه المرة أشعر بهذه الروح واسعة.. لها تضاريس وجبال الهملايا.. أشعر بها عظيمة وأننا في داخلها يمكننا صنع عالم ثان، وعندما تكون الصحة كاينة "انعل بو la santé".هاجر قويدريhadlay@hotmail.com