قدمت القناة الفرنسية الثانية، مؤخراً، شريطا وثائقيا حول الثورة الجزائرية، في ذكراها الخمسين، وكانت صوراً مهمة جعلتنا ندوخ أمام الذاكرة التي تحمل.. لماذا هي فرحة الثورة عندنا وكأنها قادمة من محاولات الإخوة لوميار في التصوير لأول مرة، لماذا تغيب تماما جمالية الصورة وتظهر باللون الأبيض والأسود في حين تحتفظ فرنسا بصور جميلة عن لحظات الاستقلال وبالألوان..؟ أما نحن فلم نجتهد حتى في معالجتها، وتركناها باهتة لا يمكننا اليوم أن نغيرها. للأسف ستظل على ذلك الحال، ولا فائدة الآن من أرشيف فرنسا الجميل والملون.
صور أخرى لم نراها مطلقا عن لحظات الحرية، فيها نساء كثيرات بالحايك وفرحة أخرى ممتعة غير تلك الفتاة التي كانت ترقص فوق الشاحنة، وظلت في خيالنا الفرحة المطلقة..
قدمت القناة الفرنسية كذلك أمرا آخر، كان شديد الوقع على هؤلاء الذين لا يزالون يقدمون الولاء المطلق للرئيس هواري بومدين. ربما لم نعش برفقة حب الشعب الكبير لقائدهم العظيم، ولكن الأيام تقدم لنا الكثير من الأخطاء الكبيرة التي نكتشفها في كل مرة خاصة في حق الرئيس الأول أحمد بن بلة، وإلا لماذا جعل بومدين من صورته وهو يتحدث بالعربية في الأمم المتحدة وجودا أولا للجزائر في المحافل الدولية، في حين قام بن بلة قبله في الـ62 برفع العلم الجزائري في الأمم المتحدة؟ نعم؛ لقد قدمت القناة الفرنسية صورة بن بلة وهو شاب وسيم بقامته الفارهة، يقوم برفع العلم الجزائري في الأمم المتحدة، لماذا لم نر ذلك في تلفزيوننا الجزائري عطول خمسين سنة، لماذا؟؟؟ فقط لأن الهواري بومدين يريد أن يكون الزعيم الأول لهذه البلاد.. الآن لا شيء ينفع.. كل هذه الصور بعد خمسين سنة لا يمكنها أن تترسخ في الذاكرة، ولا يمكنها أن تنسينا البطل المفترض ولا الفتاة التي ترقص فوق الشاحنة.. لذا هنيئا للذين ثبتوا ما أرادوا في عقولنا.
هاجر قويدري
hadlay@hotmail.com
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com