الجزائر

قطف الخطى انتبهوا إلى سنواتكم وشاشاتكم



قطف الخطى               انتبهوا إلى سنواتكم وشاشاتكم
  هناك بعض الأشياء لا تبدو للعيان إلا عند نهاية السنة، هناك عمى سنوي لا يُبصر إلا في نهاية السنة، وهناك عجلة نازفة لا تتراخى إلا في نهاية السنة. عليّ أن أصدق أولاً أنها سنة انتهت، وأنني قضيت 365 أتتبع أخبار العالم العربي، من ربيعه إلى شوكه، أستمع لخطابات مبارك ومراوغات عبد الله صالح، ثم إلى هزات اللؤلوة ولافتات ميدان التحرير.. عام كاملا وأنا أنتقل بين كومة الأخبار التي تحمل الموت والاغتيال والتعب والهذيان.. كأنما سأصير شاهداً على ميلاد عالم جديد، وليلة القبض على القذافي فارق زمني لا بد أن يسجل، وضياعه يعني غباء ما. لقد أخذت هذه الأحداث عاماً من عمري، إنها بكل المقاييس سنة سرقت منا لأجل تتبع إعلام يعرف جيدا ماذا يفعل ونحن لا نعرف. كم من ساعة جلست مع أمي هذه السنة؟ وكم من ساعة تسمّرت أمام الجزيرة؟؟ ماذا عني؟؟ كيف هي أموري؟؟ كيف هي حياتي؟؟ هل سافرت.. هل عشت حميمية ما؟؟ وهل شبعت روحي روحها؟؟ أكاد أجزم أنني أجلت أمورا كثيرة، حتى وإن كانت بتفصيل صغير، أجلّتها من أجل متابعة الثورة، هذه السنة مثلا؛ لم أشاهد فيلما بالأبيض والأسود على الإطلاق.. ولم أستمع لعبد الحليم. رومانسيتي سقطت، وأدوات التطعيم لم تحضر هذه السنة، على العكس تماما، صار كل شيء ينطفئ ويتشتعل الثورة.. أوكي.. لنتفق إذن لقد ضيعنا السنة لصالح الثورة، كان من الممكن جدا أن لا تضيع لو كانت تلك الثورة اجتماعية، كل الثورات التي شاهدناها عبر الشاشات كانت ثورات سياسية تطالب بقائمة سياسية من "ارحل" و"يسقط" و"ديڤاج". لا أحد أشعل الثورة من أجل أمور اجتماعية، الكرامة الاجتماعية أهم بكثير من الكرامة السياسية يا عالم.. من قال ارحل للتعصب الجنسي، من قال ارحل للبطالة، من قال ارحل للعنف ضد المرأة، من قال ارحل للحياة البدائية، لمشكل السكن، للنفايات التي تملأ أركان الشوارع.. تعالوا نتفق، علينا أن لا ننسى أنفسنا العام القادم.كل عام وأنتم بخير.  هاجر قويدري hadlay@hotmail.com  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)