الجزائر

قطف الخطى الوثنية القديمة.. في الجزائر



قطف الخطى               الوثنية القديمة.. في الجزائر
يوميا تمر من أمامي حكايات خفية، ظل أصحابها ينسجون المتاهات حتى لا ينكشف سرها، أضرب رأسي على حيطان غبائي وأقول "معليش"، "كيف كيف".. لكنها صداقات قريبة، وروابط عائلية قوية، كلها لا تشفع لك حتى تحظى بسر الجزائري... طبعا مع التأكيد أنها أسرار من الدرجة الثالثة، وربما أدنى، بل هي من المعلومات العامة والمشروط فيها "دينيا" الإعلان، على شاكلة الزواج والطلاق حتى لا يعيدون على مسامعنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان". الجزائري صار كتوما جدا، ويؤمن بالعين والحسد لدرجة الهوس والهبال، كلما حدث له شيء أعاد السبب إلى العين والحسد والتابعة، كنا فيما سبق نتفهم هذا من جداتنا - مع افتراض النية في ذلك - تلك الاعتقادات البالية حول الميمون والتابعة والحسد والعين. لكن أن يرجع الجزائري اليوم كل ما قد يحدث له إلى هذه الخزعبلات فهذا بالفعل أمر محزن، أن تقوم مراهقة بتبرير كل شيء في حياتها إلى العين والحسد، وأن تجبر والدتها على عدم دعوة أحد من قريباتها حتى لا يفشل زواجها المفترض فهذا بالفعل أمر ينقص من الفرحة، لماذا كل هذا؟ لماذا لا نفرح بالشكل المطلوب، لماذا نتعلم اللف والدوران في حالات فرحنا، لماذا لا نقر بالحب وتصر مراهقتها أن يتركها خطيبها على بعد ميل من منزلها حتى لا ترى بنات الجيران سيارته؟ ماذا يعني أن تنزع المخطوبة خاتمها كل يوم عندما تصل إلى العمل؟ العين حق، جواب الجميع سيكون العين حق، ولكن للفرح أيضا حق علينا؟ للفرح أيضا طعم المشاركة. نحن أمام وضعية صعبة للغاية، لا هي إسلامية قنوعة بقدر الله ومشيئته، تعلن ما تعلنه وتسر ما تسره وبالتالي حاشا لديننا الحنيف أن يؤد الفرح، ولا نحن أمام عقلانية - حتى لا أقول علمانية - ترجح كفة العقل على التخمينات التي لا تستند لمنطق.. وبالتالي صار منطقنا وثنية قديمة تؤمن بقوى الشر، تؤمن العين التي تأتي على الأخضر واليابس، وتعتقد أن كل من حولنا سيؤذوننا.. هاجر قويدري hadlay@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)