الجزائر

قطف الخطى تفسير الحب والديانات برؤية "الفارغ من...."



قطف الخطى              تفسير الحب والديانات برؤية
غيّرت رأيي ولن أحدثكم عن أورهان باموق، الذين يحصلون على نوبل ستكيفهم الحاجة كفاف الكتابة عنهم في المجلات والصحف العالمية، لذا سأتحدث عن الطاهر بن جلون ذلك الذي يربك القالب والعيون.. كأنما العتمة الباهرة حلت بالمكان، لكننا سنتحدث عن نزل المساكين.. سيكون من الصعب تلخيص تلك الرحلة المدهشة من مراكش إلى نابولي.. لتسقط في حكايات عجوز يهودية...  وستكون مجبراً على القراءة بتركيز أكبر لأنك معرض للفلتان.. قد يفلت منك خيط الحكي.. ليس لأن اللغة شاعرية ولكن لأن الخيال في أعماله مفارقة عجيبة..ولكنك ستلهث حتما.. وهذا لعدد من الميزات.. أولها ترتيب الألم.الطاهر بن جلون يرتب الألم جيدا فهو يمسك بالنزل.. نزل المساكين ويشرحه جيدا.. المذهل أنه من نابولي يفتح طنجة.. فتشعر أن العالم في يده.. كل العالم معه..اليهودي والمسيحي والمسلم في تلك الحكاية يتساقطون واحدا واحداً...الميزة الثانية أنه يفتح الآخرين كما هم بكل التناقضات وباحتمالات كذبهم.. لا يريد كشفهم مرة واحدة.. فهذا الآدمي لا يكشف.. هو يسير إلى حيث يفتح سره..كل الأسرار مفضوحة داخل رواية والباقي من صندوق العجوز في النهاية هي جمجمة إفريقي.. لماذا جمجمة الإفريقي بالذات..؟؟؟هل لأنه الأقدم على وجه هذه الأرض - حسب العلماء - أم لأنه إسقاط زمني لحساب البطل الأساسي؟؟؟أيضا... كيف هو الحب في كل الرواية.. يبدأ الحب بالمألوف فهو لا يقول لزوجته فطومة صباح الخير لأنه يعتقد أنها أصبحت تعامله كما أي عضو من أعضائها.. الألفة الحادة التي تصير باهتة وتتلون حد الضجر من الحب.. بعدها يأتي حب آخر هو بالمراسلة بين البطل وبين إيزا الإيطالية.. والحب عند الآخرين في الرواية هو ذاته الورطة.. الألم.. المستحيل.. والمشكل وسط كل هذا أن الطاهر بن جلون لا يجد البديل لذلك الصراع.. الأديان ليس يحلها الحب.. أو على الأقل ليس الحل النهائي.. قليل من الحب يعني التعايش بين الجميع..لكن كثير من الحب ليس نهاية الصراع.. الأصعب في كل هذا هو أننا مع شخصيات لا تعتقد.. العجوز اليهودية لا تقوم بطقوسها اليهودية ولا بطلنا المسلم الأستاذ الجامعي يتابع فروضه.. وبالتالي هل المحبة هي التوجه إلى اللاّدين... فقط هو الله موجود... الرواية عالمية.. والراوي مغربي والأمكنة لا تهم.. لأن نزل المساكين هو هذه الأرض.. طنجة ونابولي والكويت.. تبدأ الحكاية لتنتهي إلى بداياتها.. تماماً كما يقول: أنا من النوع الذي يتحمّل ويتألم بصمت.. سميت نفسي "بدون"..   هاجر قويدريhadlay@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)