إلى وقت قريب ظلت بعض دكاكين سوق الليل بالمدية تغلق أبوابها يوم السبت، وعلى الرغم من معرفتنا بالعائلات اليهودية التي تملكها إلا أننا بقينا نتعجب من ذلك كل مرة، والسبب أن قدسية بداية الأسبوع كانت بالفعل حقيقة نلمسها محلات الحلاقة أيضا من عاداتها أن تغلق يوم السبت ولا يمكننا التكهن بديانة النقافة الأولى في الجزائر (النقافة هو الاسم القديم للمزينة في الجزائر)، إلا أن الأكيد أن يوم الجمعة هو يوم شاق لجميع الحلاقات.لست أقصد بهذا شيئا، سوى أن خلفيات العطلة الأسبوعية ليست دائما دينية أو اقتصادية وإنما قد تكون القسمة المتساوية. قطعا لا أستطيع الجزم ولكن تابعوا معي.أثناء الحكم العثماني، كانت الجهات الرسمية تعمل كامل أيام الأسبوع حتى يوم الجمعة، تأتي الهيئات الرسمية صباحا إلى قصر الجنينة من خزناجي وباشكاتب وباش سيار وخوجة الخيل وغير ذلك يبقون مع الحاكم حتى موعد صلاة الجمعة يأخذونه إلى الجامع في موكب كبير ولا يخلى سبيلهم حتى العودة مجددا إلى قصر الجنينة.وعليه، كان يوم الثلاثاء هو يوم الراحة الرسمي الذي لا تعمل فيه الهيئات الرسمية مثل القضاء والعسكر. ماذا يعني يوم الثلاثاء؟ في البداية علينا أن نفكر بمنطق الماضي، الأسبوع زمان كان أسبوع بمعنى الكلمة والثلاثاء هي الوسط نسبة للجمعة التي هي عيد المسلمين.تنتعش يوم الثلاثاء الحمامات في الجزائر المحروسة. والمؤكد أنني لا أملك منهجية المؤرخين، ولا يمكنني فك هذه الحكاية، لكن قد أتورط في الخيال.. “قال البارباي، حاكم الجزائر المحروسة.. ماذا أفعل بينهما.. متى أرتاح.. لابد أن أقسم أيامي بين حكم البلاد وحكم القلوب، السبت والأحد والاثنين للأولى والأربعاء والخميس والجمعة للثانية.. بهذه القسمة يتبقى لي يوم الثلاثاء.أيها الباشكاتب دون لديك..“لقد أعلن البارباي عن تخصيص يوم الثلاثاء من كل أسبوع يوم عطلة للهيئات الرسمية في البلاد”. هاجر قويدريhadlay@hotmail.com
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/10/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com