تعلمنا مع بعض الملاحظة المتكررة أن الأجوبة التجاوزية دائما ستكون حلاً نهائيا لكافة الأجوبة، كأن يقول لك كيف ترى مستقبل السينما العربية؟ فترد بسرعة الحل في اعتقادي هو في تربية طفل يرتاد على دور السينما، أو ما هي استراتيجيات البيئة؟ فترد بذات السرعة والبداهة، علينا بحثّ أطفالنا على غرس الأشجار وحب النباتات. وهكذا دواليك.. كل بعيد يمكن للأطفال إيجاده، وكل وجع يمكننا توريثه، ذات الشيء في عروض البنوك وشركات العقارات، صورة الأطفال وهم مبتسمون استمالة مقصودة للمستقبل، والمستقبل كل المستقبل للأطفال، موجعة جدا فلسفة المستقبل هذه.. لطالما تذمرت منها، كأنما نقتل أنفسنا في كل مرة لصالح هؤلاء الذين لا يدركون شيء من حكاياتنا، لصالح السذاجة التي لا تفقه شيء بعد.تأملت هذا طويلاً وأنا أحدق في صور الأطفال داخل كارتون تغليف التلفزيون الملون عند بائع الأدوات الكهرومنزلية، من على محطة باص لم تستقل جهتها بعد.كذلك رأيت ذلك في قرض يسمى "قرض شباب" يمنح فرصة شراء مسكن بلا فوائد لشباب دون الثلاثين، الصورة ذاتها الأطفال.. وفقط الأطفال.فهل تعتقدون أنه عدلاً، المستقبل ليس بيد هؤلاء إنه بيد الكهولة، المستقبل الذي صار الآن هو بيد الكهل الأربعيني المفلس الهارب من جحيم الأزمات المتلاحقة، لا يحكم العالم الأطفال، ولا تقام السياسات تحت وقع أحلام الطفولة، إنها بيد الكهل الذي جاوز بمعرفته كل الخبرات، وصار جاهزا لصنع قرارات صائبة، ربما لم نفعل لأجله شيء، ولو حتى إعلان وهمي عن مستقبل واعد. تعرفون المشكلة أن كهولتنا مثل أطفالنا تماماً، لا هي هربت من سذاجتها ولا تعلمت من خبراتها، لأن الحلقة المفرغة تقول أننا نحضر أطفالنا من أجل أطفالنا، ولا شيء يكبر فينا غير لافتات وإشهارات المستقبل الواعد.هاجر قويدريhadlay@hotmail.com
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/01/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com