الجزائر

قطف الخطى حرامـــي...؟؟



قطف الخطى              حرامـــي...؟؟
رواية زينب ليست الرواية العربية الأولى في العالم العربي.. هذه الحقيقة التي أكّدها المؤرخ الجزائري الكبير أبو القاسم سعد الله قبل أكثر من ثلاثين سنة عندما حقّق في المخطوطة رقم 1923 الموجودة بالمكتبة الوطنية لصاحبها محمد بن ابراهيم بن مصطفى باشا المعنونة بـ"حكاية العشاق في الحب والاشتياق" غير أن الشوق لا يزال يعتلي هذه الرواية.. ولم تنطفئ حرقة اللقاء.. منذ تاريخ كتابتها عام 1848 فلا تكاد تذكرها الكتب ولا المناهج التعليمية ولا النُّخب المثقفة ولا حتى المقالات النقدية.. الأمر الذي يجعلنا نتساءل حول سبب هذا التعتيم.. هل يرجع ذلك إلى ضعف في رواية محمد بن ابراهيم بن مصظفى باشا أم مردّه هيمنة مصرية من الصعب تجاوزها.. فالحصار مصري يصعب فك خطوطه جيداً.. "الفرعون" يحاول بكل الطرق أن يبقى صاحب الريادة وهذا في كل المجالات، ناهيك في الأدب والرواية.. لأنه لو كان هذا الكشف لصالح المصريين مثلاً لكانت الدنيا قد قامت وسقطت على كل الكتب التي ستصحح بشكل أو بآخر..ولكن.. لنترك الريادة المصرية ونبحث لأنفسنا عن سبب آخر.. ربما المشكل في الرواية نفسها.. فهي تحوي على كثير من الكلمات العامية وعلى أخطاء في الكتابة وعدد من الاستطرادات، ناهيك عن فقدان الصورة الخالصة للراوي والذي يتوزع في كثير المرات بين الشاعر ونفسه وصاحب الحديث.. لذا يستحيل تقديمها بهذا الشكل للقرّاء سوف يجدون فيها استطرادات غير مبرّرة وشعر كثير ولغة عامية تعود إلى القرن التاسع عشر..وقد أكون مأخوذة بالرواية وبالحرية التي كانت متاحة في ذلك العصر.. وغيورة على هذا التراث الهام جدا.. لكن أتساءل؛ هل يكفي التحقيق والنقل الأمين للأخطاء والسكوت بعد ذلك.. لماذا لا نعيد كتابتها مثلاً بلغة جديدة معاصرة.. لأنه بالفعل ظلم أن نمسح عن التراث الغبار وبعد ذلك نقدمه مرة أخرى للغبار.. الرواية جميلة ويمكن الاحتفاء بها في المسرح وفي عدد من الفنون الأخرى ويكفي أنها مكتوبة سنة 1848... وتشهد لنا بالريادة الرواية.هاجر قويدريhadlay@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)