الجزائر

قطر تصفي حساباتها مع السعودية.. والبيت الخليجي يهلل لربيع فارسي يطيح بنظام الملالي



عكست تغطية الحركات الاحتجاجية التي تشهدها عديد المدن الإيرانية، منذ الخميس الماضي، في وسائل الإعلام العربية، تباينا كبيرا في المعالجة، سواء من حيث المعلومات الميدانية، أو التقارير التحليلية والتي تتناول مآلات الحراك، ففي الوقت الذي "يهلل" فيه الإعلام الخليجي، يبدي حلفاء طهران في سوريا ولبنان والعراق الدعم للنظام، فيما سجلت وسائل الإعلام القطرية "الاستثناء" واكتفت بمعالجة سطحية للغاية، معاكسة تماما لما ينشر لدى جيرانها في السعودية والإمارات والبحرين، والذين يخاصمون الدوحة بسبب ما يقولون انه "تقرب وموالاة لطهران على حساب البيت الخليجي".تصدر المشهد الإيراني، صدر صحيفة الرياض السعودية التي كتبت "العالم يرفض قمع الملالي للمتظاهرين"، وأرفقت المقال المنشور في الصفحة الأولى صورة لمتظاهرين يحملون صورة مرشد الثورة علي خامنائي مشوهة باللون الأحمر، زيادة على مقال رأي بعنوان "حقائق مقلوبة".
وخصصت الرياض وهي واحدة من أكبر الصحف في السعودية، 3 صفحات كاملة للأحداث في إيران، التي وصفتها بالثورة، وحملت المقالات عناوين "اعتقالات مسعورة لإسكات الثورة"، وآخر بعنوان "الجيش مرشح لقلب المعادلة" وثالث بعنوان "الربيع الفارسي يسبق مشروع الملالي".
كما انتقدت الرياض تغطية الجزيرة القطرية، برسم كاريكاتوري، به رأس أفعى وتحت ميكروفون للجزيرة، في إشارة إلى وقوف الجزيرة بجانب النظام الإيراني، وتم إرفاق الرسم بمقال رأي بعنوان "الإعلام المساوم ينكشف... الحقيقة كما لا تعرفها".
لسان حال السعودية في الخارج، "الشرق الأوسط"، اهتمت بشكل لافت للأحداث، وعنونت المانشيت "قتلى واعتقالات.. والخامنائي يتهم الأعداء"، وفي صفحتين تناولت الأحداث بشيء من التفصيل، وعلى نفس السياق جاءت تغطية الحياة اللندنية في طبعتها الدولية، واختارت عنوان "خامنائي يتهم اعداء... وإيران تهدد بإعدامات"، واختارت مقالا لرصد جميع التطورات الحاصلة، مع ثلاثة مقالات رأي.
الصحافة الإماراتية، كانت "وفية" لخطها المناوئ للخصم إيران، فجريدة الاتحاد، تناولت الأحداث، كذلك في الصفحة الأولى تحت عنوان "الانتفاضة تتصاعد والنظام يتوعد بالإعدام"، وفي صفحتين اثنتين، جاءت المقالات تحت عناوين مختلفة، ومن ذلك " ثورة خامنائي 95 مليار دولار"، و"مطالب المتظاهرين تفضح استياء النظام الإيراني وراء ثورة الفقراء"، وفي البحرين كتبت جريدة الوطن "خامنائي يمهد لقمع دموي شامل وإعدامات".
الاستثناء في التغطية الخليجية للجار الفارسي، سجله بامتياز الإعلام القطري، واعتبرته حدثا ثانويا، ففي العرب القطرية، مقال داخلي في حدود 300 كلمة معنون ب"الأمم المتحدة تستنكر سقوط قتلى بإيران... وخامنائي يتهم الأعداء بالتآمر"، كذلك لم يكن للراية القطرية أي اهتمام يذكر بإيران اللهم مقال صغير معنون ب"خامنائي يتهم أعداء إيران بإثارة الاحتجاجات" موقع بوكالات، مقابل صفحتين للتهجم على العربية السعودية في مقالات معنونة ب"سعوديون... المسؤولون ينهبون أموالنا ويعيشون حياة رغدة"، ومقال آخر "سعودي يتنازل عن جنسيته بسبب إفقار الشعب"، المواقع الإخبارية القريبة من الدوحة، اكتفت بتغطية عامة للأحداث كما هو الحال مع هافيغنتون بوست عربي، أو عربي 21.
في لبنان، وجد النظام الإيراني من يسانده إعلاميا، فالأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، كانت تغطيتها في صالح طهران، وفي ملف من ثلاث صفحات كتبت "النظام يحمي نفسه.. الأولوية للمصالح الوطنية"، ومقال مناوئ للإدارة الأمريكية من الأحداث "واشنطن تواصل التصعيد: كل الخيارات مطروحة ضد طهران"، ولأن في بلد الأرز من يخاصم ولاية الفقيه، كان طبيعيا أن تكتب جريدة المستقبل "إيران يحضر التصعيد... أعداء إيران وراء التصعيد".
في سوريا، كان الاصطفاف الأكبر للحليف الذي ساهم في تثبيت حكم الأسد لسنوات، حيث كتب الوطن متوقعة "انتصار" النظام "دمشق: إيران ستفشل المؤامرة.. أعمال الشغب تتواصل وطهران هادئة"، وفي تشرين تصريح لخامنائي "أعداء إيران تحالفوا وسخروا كل التهم للإضرار بالثورة الإسلامية"، كذلك في العراق كانت التغطية في صالح الجار الإيراني، فجريدة الزمان العراقية أدانت مساعي واشنطن تدويل القضية، وكتبت "مسعى أمريكي لبحث تظاهرات إيران في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)