قطاع مهمش و هياكل استقبال دون المستوى

أوضح أمس الأستاذ كرزبي عبد اللطيف من جامعة تلمسان على هامش اليوم الدراسي المنظم بجامعة ابن خلدون بتيارت حول السياحة المستدامة أداة للتنمية أن قطاع السياحة بالجزائر مهمش موضحا في ذات الوقت أن السبعينيات من القرن الماضي تميزت بتطوير القطاع بدليل أن هذه الفترة عرفت تشييد أكبر المراكز السياحية وبجودة عالية حيث كانت الحاجة إلى تصدير صورة جميلة للجزائر إلى الخارج .وكانت التنمية كبيرة لكن الآن وقع العكس واختلفت الوضعية ففي سنة يسافر 6 ملايين جزائري إلى تركيا وتونس لقضاء عطلة الصيف مثلا فالسياحة الآن بالجزائر لا تستقطب سوى 1% من السياح الأجانب أي بمعدل مليون سائح فقط وأرجع الخبير الاقتصادي المشكل المطروح حاليا إلى تردي ظروف الاستقبال انطلاقا من الوصول إلى المطارات والموانئ و طول مدة الانتظار بها إلى حين المغادرة ليجد السائح الأجنبي نفسه تائها في البحث عن البنوك لتحويل العملة الصعبة وكذا غياب بعض المسالك للوصول إلى فنادق كبيرة وغياب المرشد السياحي فيما تبقى الكثير من الفنادق الجزائرية الآن غير مسجلة عبر شبكات الأنترنت لتكون همزة وصل مع السائح الأجنبي قبل أن يشرع في رحلته فالجزائر الآن تحتل المرتبة 118 عالميا وبهذه الوضعية الآن لا يمكن أن نسوق صورة جيدة بالجزائر والسياحة الداخلية بالدول الأجنبية مستدلا بمثال بسيط أنه لا يوجد بباريس الفرنسية مطعم جزائري يقدم أكلة تقليدية بما يمكن لها أن تروج لما هو جزائري . وبالمقابل أيضا وحسب المحاضر ففرنسا مثلا تضم كل عام 85 مليون سائح أي بمعدل 3 ملايين سائح يوميا بباريس أما الولايات المتحدة الأمريكية يسافر إليها سنويا 78 مليون سائح وإسبانيا 68 مليون سائح والصين 57 مليون سائح واليونان 24 مليون سائح ودخل الولايات المتحدة الأمريكية من السياحة يتجاوز 200 مليار دولار والصين 1114 مليون دولار وإسبانيا 57 مليار دولار وهي تتجاوز مداخيل الجزائر من المحروقات سنويا ويشغل قطاع السياحة في العالم 230 مليون منصب شغل بوتيرة نمو تقدر ب 5% للدول المتقدمةو10% من الدخل العالمي.