الجزائر

قطاع النقل بالبليدة: واقع مر في حاجة إلى إعادة الإعتبار فوضى.. اهتراء الطرقات وأزمة خانقة في حركة المرور



قطاع النقل بالبليدة: واقع مر في حاجة إلى إعادة الإعتبار                                    فوضى.. اهتراء الطرقات وأزمة خانقة في حركة المرور
لعل ما يلاحظ الزائر إلى مدينة البليدة، هي تلك الفوضى التي تطبع قطاع النقل والأشغال العمومية بالولاية، وسط نقائص بالجملة وجب الوقوف عليها بغية تنوير الرأي العام من جهة ولفت انتباه المسؤولين المحليين من جهة أخرى.
وفي تحقيق أنجزته «السلام»، جرى تسليط الضوء حول ما يلف حركة الطرقات، منظومة النقل، حركة المرور، وسط الازدحام المروري وصعوبة التنقل من منطقة إلى أخرى عبر ضواحي عاصمة الورود.
يشتكي المواطن البليدي من اهتراء الطرقات البلدية التي توجد في وضعية سيئة، نتج عنها إعطاب مركبات السائقين، ويطالب هؤلاء مصالح مديرية الأشغال العمومية للولاية بتسجيل مشاريع لتهيئة الطرق البلدية، سيما على مستوى الطريق الوطني رقم 29 الرابط بين باب الجزائر وأولاد يعيش، وهو مسلك لم يشهد أي عملية تعبيد منذ سنوات، بالإضافة إلى الطريق الرابط بين شارع سليمان شعشوع بسيدي الكبير، الذي بقي مهترئا منذ أزيد من نصف قرن، رغم أنّه طريق رئيسي باتجاه مدينة الشريعة السياحية، والملاحظ أن الطريق الرابط بين بن بولعيد بني تامو يشهد عملية توسيع وتهيئة وتعبيد بإشراف مديرية التعمير الولائية.
الحفر نقاط سوداء
يعد اهتراء الطرقات عبر بلديات الولاية من بين النقاط السوداء التي باتت مصدر قلق وإزعاج لمستعملي الطرق البلدية والولائية، رغم تخصيص مبالغ مالية ضخمة، حيث سجلنا عجزا في عملية التكفل بالمشاريع من قبل مديرية القطاع التي تتحمل جزءا من المسؤولية بالرغم من توصيات المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للولاية خلال الزيارات الميدانية لمعاينة مشاريع قطاعي النقل والأشغال العمومية.
ويطالب المواطن البليدي مسؤولي المجالس الشعبية البلدية ومديريتي النقل والأشغال العمومية بالتدخل لإيجاد حلول عاجلة للمأساة التي يعاني منها المواطن، وكذا ارتفاع عدد الحفر الناجمة جراء انتهاء الأشغال المتصلة بشبكة الصرف الصحي، والمياه الصالحة للشرب.
ويترك بعض المقاولين بقايا الأتربة بعد نهاية الأشغال، مما يتطلب المراقبة من قبل صاحب المشروع، وكذا أشغال التهيئة الخارجية للشوارع والأحياء، وقالت مصادر رفضت الكشف عن هويتها أنّ السبب الرئيسي لاهتراء الطريق يعود إلى عدم احترام بعض مؤسسات الإنجاز المعايير المعمول بها لتعبيد الطرقات المتعلقة بسمك الطبقة المزفتة.
وتشير التحقيقات التي باشرتها «السلام» إلى إحصاء العديد من النقاط السوداء لمفترق الطرقات، زعبانة ، سيدي عبد القادر، أولاد يعيش، بن يمينة، خزرونة، باب الرحبة وسوق القصاب، بجانب غلق ممرات السكك الحديدية سيدي عبد القادر، في حين جدد مواطنو البليدة مطلبهم لإعادة فتح ممري السكك الحديدية.
ويعاني المسافرون عبر الطرق البلدية بالولاية من نقص في مواقف الحافلات التي من شأنها ضمان راحة المواطن وحمايته من التقلبات الجوية خلال فصلي الشتاء والصيف اللذين يتميزا بارتفاع درجة الحرارة صيفا وتهاطل أمطار غزيرة شتاءً.
ولا يزال سكان البليدة وضواحيها يعانون، سيما مستخدمي الخط الرابط بين محطة القصاب وزعبانة، أين لاحظنا وجود إشارات لموقف حافلات ولكن المواقف غير مجهزة على مستوى خط باب الجزائر بني مراد، أضف إلى ذلك انعدام الطلاء ببعض الأرصفة وعدم تجديد شبكة الكهرباء للإشارات الضوئية عبر مفترق الطرقات حيث توجد هياكل الأعمدة الحديدية.
وعمت ظاهرة نقص مواقف للحافلات لتشمل العديد من الأحياء، وبررت مصادرنا أن عدم وجود مواقف للحافلات راجع إلى أشغال التهيئة التي تشهدها الأحياء عبر تراب الولاية أعطيت تعليمات لتخصيص ممرات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
حافلات في حالة يرثى لها والمواطن في خطر
تضم حظيرة النقل للخواص حافلات نقل مهترئة لا تصلح حتى لنقل الحيوانات، رغم توفر البعض لحافلات نقل جديدة، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: من المسؤول عن وضعية كهذه.
ولتسليط الضوء حول الموضوع، أوضح منير يعلى مدير النقل الولائي أنّ الناقلين الخواص ملزمين بتطبيق الشروط المنصوص عليها في دفتر الشروط المتعلق بحماية سلامة المسافرين، واحترام شروط النظافة وحسن المعاملة، في هذا الشأن، تستقبل إدارة المديرية شكاوى المواطنين للفصل فيها، حيث تم معاقبة العديد من الناقلين، مثلما يجري تشديد العقوبات بسحب رخصة استغلال الخط نهائيا من بعض الناقلين الذين لم يحترموا القوانين والإجراءات المعمول بها.
وجرى وضع فرق تفتيش فجائية لحافلات نقل المسافرين عبر تراب الولاية تشرف عليها مصالح المديرية، في وقت أرجع بعض الناقلين في حديثهم للسلام سبب الوضع الكارثي لحافلاتهم بالدرجة الأولى إلى اهتراء الطريق من جهة.
من جهتهم، قال مسافرون ل «السلام» أنّ الفوضى داخل الحافلات نتيجة غياب الوعي لدى الناقلين الخواص، وعدم احترام بعض قابضي الحافلات للمسافرين على حد قولهم.
انعدام التذاكر احتيال على المسافرين
يعمد أغلبية الناقلين الخواص على عدم تقديم التذاكر للمسافرين عبر الخطوط الداخلية والبلدية حيث شهدت وقوع العديد من الملاسنات الكلامية بين القابض والمسافر، حيث يضطر بعض المسافرين الاستنجاد بأعوان الأمن والدرك الوطني عبر الحواجز الأمنية للتبليغ عن المخالفة التي يعاقب عليها القانون، باعتبار أن التذكرة تعد تأمين للمسافر في حالة وقوع حادث مرور مادي أو جسماني، بالمقابل تعرض العديد من المسافرين لحوادث كانحراف الحافلة عن مسارها، خلف قتلى وجرحى في حين يبقى المواطن ضحية سلوكات غير منطقية صادرة عن بعض القابضين همهم الوحيد الربح فقط.
قابضو الحافلات القصر من المسؤول عنهم؟
يلجأ بعض سائقي الحافلات عبر الخطوط ببلديات الولاية إلى التحايل من أجل الربح السريع، وذلك بتشغيل قصّر لا يتجاوز سنهم 18 سنة، ضاربين عرض الحائط مواد قانون العمل الجزائري الذي يمنع من تشغيل هاته الفئة وفي نفس السياق تنقلنا لإحدى مواقف الحافلات من أجل الوقوف على ظاهرة تفشت في أوساط الناقلين.
وشاهدنا قاصرا نحيف الجسد يعمل كقابض عبر خط زعبانة الصومعة ينادي بصوت عال: «أيا سيدي عبد القادر - 13 ماي تروحوا»، وتحدثنا معه عن سبب إقدامه على العمل، أجابنا أنه يعمل ليعيل أسرته، يعمد أصحاب الحافلات على تشغيل فلذات أكبادهم كقابضين بدل أشخاص آخرين المسؤولية تقع على عائق الأولياء، أصحاب المركبات، مديريات النقل للولايات التي من المفروض عليها أن تحارب الظاهرة الدخيلة على المجتمع، المصالح الأمنية الظاهرة لا تقتصر على قطاع النقل بالولاية بل عمت الظاهرة كافة ولايات الوطن، فيما أكدت المصالح الأمنية أنه في حالة توقيف قاصر يعمل كقابض يتم استدعاء صاحب الحافلة والولي الشرعي للقاصر.
شراء السيارات بالتقسيط وحركة المرور خنقا المدينة
قال مصدر أمني بالمجموعة الولائية للدرك الوطني بالبليدة، أن شراء المواطنين لسيارات بالتقسيط يعد عامل من العوامل التي ساهمت في اختناق حركة المرور، حيث ترتفع سنويا عدد السيارات التي تدعمت بها حظيرة السيارات.
وأضاف المصدر ذاته، أنّ الطريق لها مدة حياة معينة مرتبطة بعدد معين من المركبات من الوزن التي تسير عبر الطرقات، فرضية كلما ارتفع عدد المركبات التي تمر يوميا على طريق ما ينقص من مدة حياة الطريق خاصة الشاحنات ذات الوزن الثقيل.
ولم يخفي المصدر بمديرية الأشغال العمومية أن الظروف المناخية كعامل في اهتراء الطرقات نتيجة تسرب مياه الأمطار داخل طبقة الطريق المعبّد، وكذا ارتفاع درجة الحرارة.
عدم احترام قانون المرور
أكد مصدر أمني ل «السلام» أن عدم احترام قانون المرور يعد عاملا هام في ازدحام حركة المرور كعدم احترام إشارات المرور الخاصة بمنع الوقوف والتوقف عبر الشوارع، وكذا عدم الامتثال لأعوان الأمن العمومي من قبل بعض السائقين، إضافة إلى عدم وضع إشارات في حالة تعطل المركبات التي تعيق حركة المرور، وارتكاب سائقي الحافلات مخالفات تتعلق أساسا بعدم استخدامهم المواقف الخاصة بهم.
وفي هذا الصدد تم سحب رخص السياقة للسائقين من قبل الأعوان المكلفين بالعملية، والجدير بالذكر أنه يُمنع سير المركبات ذات الوزن الثقيل بوسط المدينة.
مخطط جديد لحركة المرور ومشاريع تنموية
أعدت مديرية النقل للولاية مخططا جديدا للحركة المرورية بالبليدة، لفك الخناق عن الازدحام في حركة المرور التي تعرفها الطرقات الولائية والبليدة.
وفي هذا الإطار تدعم القطاع بالعديد من المشاريع التنموية التي من شأنها رفع الغبن عن المسافر عبر الخطوط الداخلية، ولعل أهم مشروع تعول عليه السلطات المحلية إنجاز محطة برية لنقل المسافرين بسيدي عبد القادر وسط مدينة البليدة الذي لا يبعد عن الطريق السيار شرق غرب، وخصص للمشروع 700 مليون دينار، كما تضم المحطة مرافق كمستوصف، صيدلية، دورات المياه.
على صعيد آخر، سيُشرع في إعادة تأهيل محطات نقل المسافرين ببلديات بوفاريك، البليدة، مفتاح، الأربعاء وكذا القضاء على النقاط السوداء عبر الطرق البلدية والولائية كتهيئة الطريق الرابط بين مدينتي الشبلي وبوينان.
وإنجاز موقف للسيارات بباب الجزائر بطاقة استيعاب تقدر ب245 سيارة، وتأهيل شطر من الطريق السيار شرق غرب، ونصّبت مصالح أمن الولاية كاميرات مراقبة لحركة المرور بهدف حماية وأمن المواطنين من الاعتداءات، أشغال التهيئة للمداخل الكبرى للبليدة ببلديات أولاد يعيش، البليدة، بوعرفة، بني مراد، الطريق الرابط بين أولاد سلامة والأربعاء.
ويشهد الطريق الرابط بين بن بولعيد بني تامو، عملية توسيع وتهيئة وتعبيد أشغال جارية حيث تشرف على العملية مديرية التعمير للولاية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)