يجزم عبد الرزاق مقري، نائب رئيس حمس، بأن حمس مؤهلة لتكون القوة السياسية الأولى في المعارضة. وقال ل''الخبر'' إن عليها تقع مسؤولية ''تخليص البلاد من المخاطر التي أكدتها الانتخابات''.
كيف تتصور مستقبل حمس بعد هزيمة 10 ماي 2012؟
نحن في الحركة أمام مسؤولية وطنية جديدة، فبعد أن خدمنا بلدنا بكل تفان، وبتضحيات جسيمة إبان الأزمة وفترة المأساة الوطنية، وبعد فشل الإصلاحات التي أكدتها المهزلة الانتخابية التي نحن بصددها، علينا الآن المساهمة الفاعلة في تخليص الوطن من المخاطر التي أكدتها هذه الانتخابات، وهي تعكس احتقار إرادة الجماهير ومسخ مفهوم المواطنة، وما يتبعها من فساد وفشل وغلق الساحة السياسة، وانعدام الرقابة على المال العام، وتخلف وعدم استقرار.
تنددون في حمس بالتزوير لكن لا تفسرون كيف حدث.
آلة التزوير لم تُنقص من رصيد الأحزاب، ولكنها زادت في رصيد أحزاب أخرى معلومة، فاختلت النتيجة اختلالا كبيرا لصالح هذه الأحزاب المستفيدة، ولكنها تركت ترتيب الأحزاب على حقيقته، فنحن مؤهلون لنكون القوة السياسية الأولى في المعارضة، وعلى عاتقنا مسؤولية كبيرة لقيادة الكفاح السياسي السلمي لفتح اللعبة السياسية ومكافحة الفساد، وكشف الفشل في التسيير وحمل طموحات المواطنين، والدفاع على اهتماماتهم للإطاحة سلميا في الأخير بالعبث السياسي المفروض على البلد، وتحقيق الربيع الجزائري المؤجل.
إذا دعيتم إلى المشاركة في الحكومة الجديدة هل ستوافقون؟
هذا أمر متروك لمؤسسات الحركة.
يشاع عن وجود خلاف حاد بينك وبين الوزير عمر غول بخصوص المشاركة في الحكومة.
لا يوجد أي صراع بيني وبينه، فهو أخ احترمه وأعتز به، ولا يوجد أي صراع داخل الحركة، وقضيتنا اليوم هي قضية وطن ومسؤوليات تاريخية تجاه ما يحيط بالحركة وليست قضية داخلية، قضيتنا اليوم هي مع نظام الحكم وألاعيبه السياسوية المهلكة لمستقبل الوطن، نحن الآن بصدد التنسيق مع الأحزاب لبحث سبل التعاون في كيفية القيام بهذا الواجب الوطني الكبير.
من الصعب تعليق الفشل في الانتخابات على التزوير، بسبب وجود قوائم مرشحين تابعة لكم حققت نجاحا، كما هو الحال في العاصمة.
القضية ليست قضية أشخاص، بل هي مسألة سياسات وأفكار وواقع سياسي، يجب أن نختار له أحسن الاستراتيجيات الضامنة لمستقبل الحركة والتكتل والوطن، ولا يمكن أن نعود للصراع حول الأشخاص والمواقع والأجنحة الذي ابتلينا به في المؤتمر الأخير. ولو كنا قد حققنا نتيجة معتبرة (لولا التزوير) في الانتخابات، لا جدال بأن عمر غول مؤهل لمنصب وزير أول، ولكن اليوم بين يديه 48 مقعدا فقط. وحتى لو افترضنا بشكل عبثي، غير مستساغ سياسيا، أن رئيس الجمهورية كلفه بهذا، فسيكون تحت رحمة أغلبية ليست له، والبرنامج الذي سيطبقه ليس برنامج الحركة ولا يحمل طموحاتنا، أما عن نتيجته في العاصمة، فهي نتيجتنا جميعا ونحن نعتز بها.
التكتل الأخضر أثقل كاهل الحركة، وتسبب في تراجعها انتخابيا، ما رأيك في هذا الموقف؟
نحن لا نتحدث عن تراجع بل عن تزوير، وحينما نتحدث عن تزوير يصبح هذا الادعاء لا معنى له، وكثير من مسؤولي الحركة في الولايات عبروا لنا أثناء الحملة الانتخابية عن الزخم الكبير الذي أحدثه التكتل، والراحة الكبيرة التي وجدوها في الاتصال بالجماهير باسم التكتل. بل هناك من قال لنا بأنه لولا التكتل لوقعت لنا كارثة انتخابية.
هل هذا يعني أن التكتل مستمر؟
سيبقى، بل ويتسع وفق رؤية مشتركة تراعي النقائص المسجلة، والإيجابيات الملحوظة والطموحات المأمولة، وسيكون ذلك حتى ولو خرج منه هؤلاء أو هؤلاء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حميد يس
المصدر : www.elkhabar.com