قضية فساد أم صراع مصالح؟

أخذ الصراع بين منتخبي جبهة القوى الاشتراكية بولاية بجاية والوالي أحمد تهامي منحى آخر، بعد نزول ممثلي الأفافاس إلى الشارع للمطالبة برحيله، في شكل يطرح مرة أخرى قضايا مشابهة رفعها الحزب سابقا ضد العديد من الولاة.وأعاد هذا الصراع النقاش مجددا حول العلاقة بين المنتخبين والسلطة المحلية، بعدة مدة من التوتر بين الطرفين، صوحب بإطلاق تهم ثقيلة ضد الوالي محمد تهامي، تستدعي على الأقل فتح تحقيق من طرف وزارة الداخلية لإنهاء أزمة المجلس الولائي التي عمرت مدة طويلة منذ تولي تهامي منصبه نهاية 2010 .وان كان الظاهر يؤكد تخبط الولاية في عديد المشاكل التنموية، يعكسها ارتفاع وتيرة الغليان الاجتماعي وكثرة الاحتجاجات، غير أن طريقة تبني الأفافاس للقضية والرفع من مستوى تحركات منتخبيها في الولاية وتسخير مجموعة من نواب البرلمان للضغط في القضية، مقابل نشاط أقل في ولايات أخرى، يطرح أكثر من سؤال حول استهداف الولاية دون غيرها، مع العلم أن الحزب أثار قضايا مشابهة مع عدد الولاة سابقا على غرار برج بوعريريج والبويرة وميلة، بشكل يصعب تصنيف الصراع في خانة محاربة الفساد أو تضارب مصالح شخصية، أمام صمت السلطات العليا. وحاصر العشرات من مناضلي ومنتخبي جبهة القوى الاشتراكية مقر ولاية بجاية أمس، بعد النداء الذي وجهته الفدرالية الجهوية للحزب،احتجاجا على سياسة الوالي احمد تهامي في تسيير شؤون الولاية.ورفع المحتجون شعارات تطالب برحيل الوالي وإيفاد لجنة تحقيق حول "تسيير مشبوه أدى إلى تعفن الوضع في الولاية" بسبب "فشل البرامج والمشاريع المحلية وكثرة الاحتجاجات وقطع الطرق وأعمال الشغب". وقال مزياني براهيم نائب الأفافاس بمجلس الأمة "إن الاحتجاج رد على سياسية تسيير الولاية من طرف الوالي الذي أصبح معرقلا للتنمية ببجاية". وأوضح أن مطالب المنتخبين تتعلق بتسطير برنامج خاص للتنمية في بجاية، حيث تعاني أغلب البلديات من ضعف التنمية"، وأشار أن الولاية تعاني من نقص فادح في البرامج مقارنة بولايات أخرى، علاوة على بعض المشاريع الكبرى التي لم تنطلق بعد ومشكل العقار"، مضيفا أن الولاية "أصبحت عرضة لمافيا العقار في عديد البلديات سيما واد غير، حيث يتم تسيير هذا العقار بطريقة مشبوهة من طرف الوالي". وتهكم الوالي محمد تهامي من منتخبي الأفافاس، وقال في تصريح صحفي "بدل من أن يدقوا الأبواب على المستوى الوطني للحصول على مشاريع لفائدة الولاية، قاموا بتنظيم تجمع في الولاية"، متحديا المحتجين للخوض في قضية التنمية رد بالقول "أنظروا كيف كانت من قبل وكيف أصبحت اليوم".من جهتها انتقدت منظمة تواصل الأجيال الوقفة الاحتجاجية لمنتخبي الأفافاس، وتحدثت عن "أياد خفية تحركها لخدمة صراعات سياسوية". وقالت في بيان لها أنه "كان على المنتخبين طرح هذه المسائل داخل الهيئة الولائية عوض استخدام الشارع وعدم تبني طرق الحوار"، وردت على مطلب إيفاد لجنة تحقيق في تسيير الولاية أن "الأفافاس له صلاحية مراقبة التسيير مادام صاحب الأغلبية في المجلس الولائي". كما رفضت مطلب رحيل الوالي على اعتباره من "صلاحيات رئيس الجمهورية". ويشهد المجلس الولائي لبجاية منذ فترة توترات حادة بين الوالي ومنتخبي الأفافاس كان آخرها ملاسنات حادة بين رئيس الكتلة البرلمانية للحزب شافع بوعيش والوالي محمد تهامي، كما يشهد المجلس الولائي جوا مشحونا بين منتخبي الأفافاس ومنتخبي كتل أخرى سيما الأفلان والأرسيدي.