انطلق الجاحظ في إصدار عبارته الشهيرة: المعاني مطروحة في الطريق من أرضية فكرية وفلسفية عميقة، متعلقة أساسا بالفكر المعتزلي الذي ينتمي إليه، وكذا الجو الثقافي العام في القرن الثالث الهجري المتسم بتأثير الفلسفة اليونانية، والرؤية المنطقية للأشياء في جو تعاظم فيه شأن العقل كمرجع للجدال والتفكير، وبرز فيه الطابع التجريدي والتقسيمات والتناظرات المنطقية في طرح القضايا، وضمن هذا الجو الفكري الشمولي نشأت فكرة الجاحظ حول العلاقة بين الألفاظ والمعاني، تلك القضية التي طُرحت فيما بعد على الأفهام بعيدا عن الإطار الذي نشأت فيه فخرجت عن المسار الذي وضعها فيه صاحبها، فما هي يا ترى ملابسات هذه القضية بالعودة إلى كل متعلقاتها في مدونات الجاحظ؟ وما مدى صحة المقولة التي تنسب الجاحظ إلى تيار أنصار اللفظ؟ وهل حقا قلّل الجاحظ من قيمة المعاني؟ أم أنه قصد معنى آخر غير المعنى الذي تصرح به البنية السطحية لعبارته الشهيرة؟ ولربما كانت عبارة المعاني المطروحة في الطريق تعبيرا مجازيا عن معنى خفي، لا يظهر إلا بتقصي البنية العميقة للعبارة، فما هو هذا المعنى إن وجد وما هي أدلته من كلام الجاحظ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - زكية بجة
المصدر : الممارسات اللّغويّة Volume 7, Numéro 1, Pages 117-132 2016-03-01