عقدت محافظة مهرجان الجزائر الدولي الخامس للسينما، "أيام الفيلم الملتزم" أمس، بقاعة "الموڤار" ندوة صحفية أعطت فيها تفاصيل هذه التظاهرة في طبعتها الخامسة التي ستنظم من 12 إلى 18 ديسمبر الجاري، بحضور أسماء سينمائية بارزة.أشارت السيدة زهيرة ياحي، محافظة المهرجان في تدخّلها إلى أنّ الأفلام المشاركة ستكون في فئة "الوثائقية" و"الروائية"، وستعرض بحضور مخرجيها الذين سينشطون نقاشات مفتوحة مع الجمهور الحاضر نهاية كلّ عرض، كما أوضحت السيدة المحافظة، أنّ العروض ستكون بمعدل ثلاث حصص في اليوم الواحد تكون كلها في قاعة "الموڤار" قصد ضبط البرنامج بشكل فعّال أكثر.من جهته، أكد الأستاذ أحمد بجاوي، (عضو محافظة المهرجان) أنّ فكرة الالتزام تعرف المزيد من التدقيق من خلال الطبعات الأربع السابقة، بمعنى أنّ فكرة الالتزام لم تعد مرتبطة فقط بالسياسة والأيديولوجيا، بل ظهرت أنواع أخرى من هذا الالتزام في مجالات مختلفة خاصة في المجال الاجتماعي، لكن الأكيد حسب المتحدّث أنّ الالتزام كمفهوم عام بقي مستقرا في الطرح والإنتاج السينمائي ولم يتجاوزه الزمن.أغلب المشاركين سينمائيون ملتزمون اشتغلوا على مواضيع هامة وجديدة منها مثلا تحديات وظروف العمال الفيتناميين بعد الحرب، وكذا تناول بعض بقايا الاستعمار منها ظاهرة العنصرية التي بدأت تتفشى في بعض مناطق العالم، وكذا عمالة الأطفال وموضوع المرأة المعنّفة، وفي كل ذلك يتجلى ثقل وتاريخ ومسيرة الالتزام في سينما إفريقيا والعالم العربي والعالم.إضافة للقاءات التي ستديرها فضيلة طيب مهل، سينظّم المهرجان ندوة بعنوان "التاريخ والذاكرة في خدمة الالتزام" ينشّطها المخرجون المشاركون، كما ستنظم في هذه الدورة على غرار سابقاتها مسابقة في كلّ فئة (الوثائقية الملتزمة)، وهناك 3 جوائز تسلّم في الحفل الرسمي للاختتام والذي سيشهد أيضا بعض التكريمات حسبما كشفته السيدة ياحي منها تكريم خاص ل"كاميرامان" الثورة التحريرية الجزائرية ستيفان بولوزوفيتش، ولمليك آيت عودية، الذي قدّم "شهداء تيبحيرين"، كما سيتم بالمناسبة استحضار ذكرى مليك بن جلول، وشوردمان وعبد الرزاق هلال، الذي كان عضوا في لجنة تحكيم المهرجان قبل سنتين والذي رحل مؤخّرا.بالنسبة للأفلام المشاركة، أشارت السيدة ياحي، إلى أنّ اختيارها تمّ على أساس الالتزام ونتيجة قوّتها التي فرضت الحضور وبالتالي المشاركة، وبالنسبة للإنتاج الجزائري فقد حضر ب4 أفلام منها فيلم من إنتاج مشترك بين الجزائر وفلسطين "عيون الحرامية"، أمّا الأفلام الروائية الأخرى فلها مهرجاناتها الكثيرة.علما أنّ مهرجان الفيلم الملتزم يهتم أكثر بالإنتاج الأجنبي باعتباره تظاهرة دولية وبالتالي فيلم "الوهراني" مثلا لم يدخل المنافسة والسبب كما أوضحته محافظة المهرجان، هو أنّ له مكانه الشرعي الذي يعرض فيه وهو مهرجان وهران السينمائي، إضافة لمهرجانات أخرى وبالتالي لم يتم دعوته لكن اكتشف المنظّمون أنه لم يدخل أيّ مهرجان، ولم يكن ذلك إلاّ في وقت متأخّر انتهت فيه التصفيات والمشاهدة، أمّا أفلام أخرى منها أفلام حامينة، ففضّل أصحابها المشاركة بها في المهرجانات الدولية وعلى رأسها مهرجان برلين الدولي.أكّدت السيدة ياحي، أنّ المهرجان ملتزم دائما بحضور القضيتين الفلسطينية والصحراوية لكن ما يلاحظ في هذه الطبعة عرض هذه القضايا وغيرها من خلال المرأة ومدى معاناتها ومقاومتها للظلم والعدوان كفيلم "عيون الحرامية"، والفيلم الشيلي "أخوات كروسي الثلاث"، الذي يرصد تاريخ المقاومة الشعبية من خلال المرأة في فترة السبعينيات، علما أنّ مخرجه عاش بالجزائر 4 سنوات والفيلم الإيطالي "مثل الريح" الذي يحكي قصة مديرة سجن قتلت المافيا زوجها.استغل المخرج كالو ماتابان، من جنوب إفريقيا حضوره ليؤكّد للحضور مدى سعادته بهذه المشاركة التي سيقدّم فيها فيلمه الوثائقي "مانديلا"، مشيدا بنفس الوقت بعراقة العلاقة التي تجمع بلاده بالجزائر، هذه الأرض التي احتضنت مانديلا، وكوّنته ودعّمت قضية شعبه البطل، وبالنسبة إليه كمخرج فقد تعرّف على السينما الجزائرية من خلال فيلم "معركة الجزائر"، عندما كان شابا وكذا من خلال فرانس فانون، الذي هو تراث مشترك لكل الأفارقة الأحرار.عن فيلمه "مانديلا" قال "لاحظت أنّه أنتج الكثير عن هذه الشخصية لكن من قبل أشخاص وجهات خارجية لا علاقة لها بقارتنا، وبالتالي قررت أن أقدم مانديلا برؤية داخلية محلية حتى من خلال الملامح والقناعات وفلسفة التسامح، ومشروع الوفاق الوطني الذي وقّعه دون أن أستبعد آراء وتعليقات من عرفوه وكتبوا عنه في الكثير من دول العالم، ومهما كانت اتجاهاتهم يمينا أو يسارا".للتذكير يشارك في الطبعة ال16 فيلما اختير من بين 50 فيلما تقدم للمشاركة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مريم ن
المصدر : www.el-massa.com