الجزائر

قضايا تافهة تجرّ الجيران إلى المحاكم



قضايا تافهة تجرّ الجيران إلى المحاكم
في زمن انعدمت فيه معاني الجوار قضايا تافهة تجرّ الجيران إلى المحاكمحثنا ديننا الإسلامي الحنيف على الإحسان إلى الجار ومساعدته والوقوف إلى جنبه إلا أن ما هو جار في مجتمعما لا يمت الصلة بتلك المعاني السامية خاصة وأننا بتنا نرى أن بعض القضايا أوصلت الجيران إلى المحاكم وتواجهوا جميعهم هناك لأتفه الأسباب وعادة ما تكون مشاكل الغسيل أو مناوشات بسيطة بين الأطفال أوصلت الكبار إلى ما لا يحمد عقباه وخسروا لأجل ذلك أقوى صلة وهي صلة الجار بجاره الذي حثنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.نسيمة خباجةأصبح اللجوء إلى القضاء ورفع الدعاوى من أبسط الأشياء التي يسلكها البعض بغرض (جرجرة) الآخرين لأروقة المحاكم بدافع الانتقام في غالب الأحيان وهوما نراه متفشيا بين سكان العمارات الذين رفعوا شعار عدم التعايش فيما بينهم خاصة وأن الإقامة بالعمارات من الواجب أن يضبطها الكثير من الضوابط على غرار الاحترام والمحافظة على راحة وسكينة القاطنين بها إلا أن تلك المعايير فقدت في الأونة الأخيرة والسبب وما فيه اندثار المعنى الحقيقي للجار في وقتنا الحالي فلم يعد الجار يحافظ على جاره أو يكن له أي احترام ولا وجود إلا لمعيار القوة ولغة الشجارات المندلعة بين الفينة والأخرى بين الجيران وعادة ما تكون لأتفه الأسباب.الغسيل يجرهم إلى أروقة المحاكملقد غرقت المحاكم الجزائرية في مناقشة القضايا المتعلقة بالجيران بسبب النزاعات والصراعات المندلعة فيما بينهم في كل مرة ومن بين الأسباب التافهة التي توصل الجيران إلى ذلك المصير مشاكل تجفيف الغسيل فيما بين النسوة والتي تؤدي إلى شجارات عارمة تنتهي بأروقة المحاكم وهو ما جرى لإسمهان مع جارتها بحيث تنازعتا كثيرا عن تجفيف الغسيل وفي إحدى المرات احتدم النزاع وتدخل زوجاهما ونشب شجار حاد بين العائلتين لم يهدأ إلا بعد تدخل رجال الأمن ولم يتوقف الملف هناك بل تم رفع دعوى أمام المحكمة من الطرف المتضرر ووقف الجميع أمام هيئة المحكمة واحتار القاضي من سبب رفع الدعوى وأعطى للمتخاصمين درسا خاصة وأن المحكمة لا ينقصها تلك المتاهات وهي في مواجهة العديد من القضايا الصعبة والشائكة ومن غير المعقول معالجة تلك القضايا التي كانت قد لا تصل إلى المحاكم في حال ما إذا التزم كل طرف بمعاني الاحترام والإحسان إلى الجار....ومناوشات الأطفال أيضا سببكان أبناء الجيران في أيام الزمن الجميل يلعبون ويمرحون ويأكلون في صحن واحد أما الآن فسلكوا طريق الكبار في معاداة الجار وأذيته وعدم الإحسان إليه بحيث انتقلت تلك التصرفات حتى إلى الأطفال الذين تحولوا إلى مصدر للعداء والصراعات المندلعة بين الجيران وهو ما سردته إحدى السيدات التي وقفت ضحية في قضية ضرب بعد عجز سببته لها جارتها ب 20 يوما بحيث تعرضت إلى ضرب مبرح من طرفها رغم أنها لا تكن لها أي عداوة الأمر وما فيه أثناء لعب أطفالهما وبعد مناوشات بسيطة تدخلت أم الطفلة وراحت تضربها دون أن تضرب ابنتها فلو ضربتهما معا لهان الأمر ما أدى بمحدثتنا إلى التدخل من أجل تهدئة جارتها ونزع ابنتها من بين يديها فما كان عليها إلا نقل ذاك الشجار لأم الطفلة وضربتها ضربا مبرحا وأسقطتها أرضا مما أدى بها إلى عجز قدره الطبيب ب 20 يوما الأمر الذي دفعها إلى رفع دعوى ضد جارتها رغم أنه من غير عادتها القيام بذلك لكن الضرر الذي لحقها من طرف جارتها جعلها ترفع شكوى ضدها لكي لا تعاود أذيتها مرة أخرى خاصة وأنها حادة الطباع ويشتكي منها كل من في العمارة.كثرة تلك القضايا عبرالمحاكم جعلت الكل في حيرة وهناك من أرجع الأمر إلى اختلاط السكان من جميع النواحي خاصة وأن الأحياء السكنية الجديدة ليست في منأى عن تلك القضايا بدليل الحروب المندلعة عبرها في الآونة الأخيرة مثلما حدث في حي السباعات بالرويبة بين السكان القدامى والسكان الجدد ما يؤكد أن العلاقات الجيدة بين الجيران قد اضمحلت وحلت محلها الصراعات والشجارات لأتفه الأسباب تكون نهايتها بأبواب المحاكم في أتفه القضايا التي لم يعهد عليها القضاء فيما سبق وأضحت تتهاطل على المحاكم في الآونة الأخيرة في زمن اندثرت فيه القيم والمعاني السامية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)