الجزائر

قصص واقعية عن مصابين بالسيدا


مرض السيدا رغم تطور العلم والإكتشافات الخاصة به إلا أنه يبقى بعبعا يخيف الناس من بعيد فما بالك إذا علموا بإصابة شخص به ، فيعيش منبوذاً يتحاشاه الكل بما فيهم الأطباء .إن المريض بالسيدا حتى ولو لم يكن مذنباً إلا أنه يبقى معزولاً وكأن هذا المرض عيب ومن أصيب به مجرم رغم أن الكثير بل أغلبية المرضى هم ضحايا ولا ذنب لهم في ما وقع .
فالكثير من المرضى هم أطفال أبرياء أو زوجات أو مرضى تلقوا علاجاً أصابهم بالعدوى ومع ذلك لم يشفع لهم المجتمع وفي بعض الأحيان أقرب الناس إليهم .
فمرض السيدا في العالم أحدث هلعاً كبيراً رغم مرور سنون طويلة على إكتشافه لما يخلفه من ضحايا كل سنة ومن مآسي عائلية ، وتبعات ثقيلة تمس أسرا بأكملها .
وتعظم المأساة وتتفاقم عندما يكتم المريض الذي غالباً ما يكون الزوج سر مرضه ولا يبوح به لأحد ويعاشر زوجته وأبناءه بصفة طبيعية وكأن شيئاً لم يكن وهنا تكون المصيبة إذا كم من إمرأة عفيفة لم يطأها أحد أصيبت بهذا المرض بعدما أكملت نصف دينها وبدلاً من أن يفتح لها الزواج باب الحياة أغلقها في وجهها وأصبحت ضمن المحكوم عليهم بالموت .
وكم من مريض قصد المشافي يبتغي العلاج وإذا به يمضي وعلى شهادة وفاته وكم من طفل بريء جاء إلى هذه الدنيا وهو مصاب فلم يعرف منها سوى الألم والأطباء ومراكز العلاج .
يحدث هذا في غياب الوعي والإحساس بالأنانية وكأن الذي أصيب بالمرض خصوصاً بالنسبة للذين سعوا إليه وقاموا بتصرفات أدت بهم إلى الإصابة مثل الإدمان على المخدرات والشواذ والعلاقات الإباحية وكأنهم يريدون الإنتقام لأنفسهم بنقل العدوى إلى جميع الناس حتى لا يمكن تفضيل شخص على آخر .
وإلا بماذا نفسر صمت زوج أو زوجة أو رفيق أو صديق عن البوح بمرضه وتحذير المحيط لأخذ إحتياطاته إن لم تكن الأنانية وحب النفس هو الشعور الطاغي .
ومن هذا المنطلق لم يعد هذا المرض حكرا على أشخاص أو طبقات معينة أو جنس أو فئة عمرية بعينها أو حتى مجتمعا بعينه إنما إستشرى وإنتشر في كل المجتمعات نتيجة تداخل العلاقات فحتى من يفترض فيهم العفة والإحجام عن الجنس مسهم المرض نظراً للعلاقات السرية فيما بينهم كحال راهبين من كولومبيا تعرضا للقتل على يد شخص وعند إمتثاله أمام العدالة تبين أن القاتل أنهى حياتهما بناء على رغبتهما وأنه تحصل على مقابل مادي منهما لقتلهما لأنهما كانا مصابين بهذا المرض .
إذن فالمرض إخترق جميع المجتمعات وأضحى مرض العصر بإمتياز ولذلك تجند العالم برمته لإيجاد حل لهذا الداء أو على الأقل التخفيف من حدته دون جدوى .
وهكذا ما من يوم يمر إلا وتجد العلماء يجرون التجارب ويختبرون الأدوية واللقاحات في سباق مع الزمن ومع هذا المرض الذي لا يرحم ويفتك يومياً بالمئات وسنوياً بالملايين حيث تذكر آخر الإحصائيات أن هناك 34 مليون شخص في العالم مصابون بالإيدز أو ما يسمى نقص المناعة المكتسبة .
والجزائر كغيرها من الدول مسها هذا الوباء فدمر ما دمر من نفوس وخرب عائلات وهدم بيوتاً ولعل هاتين القصتين خير دليل على تبعات هذا المرض ومخلفاته لاسيما عندما يكون المريض ضحية شخص عاشره بوفاء فقابله »بمكر« وخديعة وأي خديعة أكبر من أن يقتلك أقرب الناس إليك وأنت تظن أنه يهبك الحياة والحب .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)