الجزائر

قصص مرعبة عن استهداف الأطفال في غزّة



قصص مرعبة عن استهداف الأطفال في غزّة
حصيلة ثقيلة للشهداء الصغار..
قصص مرعبة عن استهداف الأطفال في غزّة
يستهدف جيش الاحتلال الأطفال كما الكبار في قطاع غزّة وتكرر قتل الأطفال خلال تجمعهم للعب في الشوارع والساحات رغم أن طائرات الاستطلاع ترصد كل ما يتحرك في أنحاء القطاع.
ق.د/وكالات
جسّدت مجزرة مخيم النصيرات التي ارتكبها الاحتلال يوم السبت الماضي مشهداً إجرامياً يضاف إلى جرائم جيش الاحتلال المتعددة عندما أغار على ساحة فيها أطفال يلعبون ما خلّف استشهاد 62 طفلاً دون عمر الخامسة عشرة من بينهم أطفال كانوا في الساحة التي اعتاد الأطفال على اللعب فيها يومياً.
*طفلان ناجيان من مجزرة النصيرات: الجنود تعمدوا إصابتنا 
بعد مرور 3 أيام ما زال الطفل محمد مطر (15 عاما) يستذكر أهوال المجزرة التي ارتكبها جيش  الاحتلال بحق الفلسطينيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة والتي نجا منها بأعجوبة. 
وعلى سرير بمستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزّة يستلقي مطر لتلقي العلاج بعد أن أصابه جيش الاحتلال من مسافة صفر برصاصتين بشكل مباشر في كتفه وبطنه حيث دخلت الرصاصة وخرجت من ظهره.
والسبت قتل 274 فلسطينيا وأصيب أكثر من 698 آخرين في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات بغزّة وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي بغزّة ما تسبب بموجة استنكار واسعة النطاق.
ويوم السبت كان الطفل مطر يتجول في الشارع عندما كانت تسمع أصوات انفجارات ناجمة عن غارات مكثفة يشنها جيش الاحتلال على مناطق قريبة منه آنذاك.
لم يكن يتوقع مطر في ذلك الوقت أن تتحول المنطقة التي يقطن فيها بمخيم النصيرات إلى ساحة معركة محتدمة.
وفي غضون ثوان شاهد محمد نحو 7 طائرات مروحية تحلق في سماء المنطقة وتطلق قذائفها بشكل عشوائي في الشارع الذي كان يتجول فيه.
وأضاف: بدأت الطائرات بإطلاق القذائف نحونا (هو ومن كان يتجول في الشارع) بمسافة تبعد عنا حوالي 5 إلى 10 أمتار .
ومسرعا توجه محمد نحو المنزل وتجمع برفقة أفراد أسرته في الطابق السفلي ليحتموا من شظايا القذائف التي كانت تتطاير نحوهم.
وبعد دقائق سمعت العائلة أصوات الدبابات تتقدم في المنطقة فهرعوا مسرعين نحو الطابق الأول ليكونوا في مأمن عن أي رصاص ممكن أن يطلق صوبهم.
*إطلاق مباشر للنار
لم يمض الكثير من الوقت حتى اقتحمت قوة من جيش الاحتلال منزل الطفل مطر وعائلته وبدأت بارتكاب الجرائم وفق قوله.
وتابع: كنا في المنزل نحو 10 أشخاص فجأة سحبت قوة الجيش شقيقي ووالدي وجدي وقاموا بعصب أعينهم ووضع أكياس سوداء فوق رؤوسهم .
وأوضح أن أحد عناصر الجيش توجه نحوه دون سابق إنذار وأطلق رصاصة نحو كتفه وأخرى نحو بطنه لتخرج من ظهره.
وبعد إصابته بالرصاصتين طلب منه الجندي مباشرة بأن يقف على قدميه لكنه لم يستطع قائلا: جسدي كان مشلولا في ذلك الوقت لكن قسرا رفعني ومن ثم ألقاني أرضا بقوة .
وتابع مستكملا: كما أطلقوا الرصاص نحو شقيقي الأصغر وأردوه شهيدا فيما أصيبت خالتي (شقيقة والدته) بالرصاص أيضا .
وأشار إلى أن المصابين بقوا ينزفون لأكثر من نصف ساعة حتى تم نقلهم إلى المستشفيات.
ويقول مطر إن القوة التي اقتحمت منزلهم كان ضمنها جنود أمريكيون مضيفا: كانت إشارة الصاعقة الأمريكية على كتفهم .
والطفل محمد السموني (9 سنوات) الذي نجا هو الآخر من هذه المجزرة أصيب بيده اليمنى خلال العملية العسكرية.
وقال: كنا نجلس في خيمة نزحنا إليها في المخيم وفجأة شاهدنا الدبابات والجنود أمامنا .
وأوضح أن بعض الجنود ألقوا صوبه كرة متفجرة أدت على الفور لإصابة أدت لتمزق شديد في يده اليمنى.
كما ذكر أن والده وشقيقه قتلا على الفور خلال المجزرة دون مزيد من التفاصيل.
*شهادات مرعبة
استشهدت الطفلة مريم العيسوي (ثماني سنوات) بينما كانت تلعب في وسط المخيم وفي آخر مرة شاهدها فيها والدها محمود العيسوي كانت تلعب الحجلة بالقرب من المنزل رفقة عدد من أبناء الحي قبل أن يتوجه إلى السوق لمحاولة شراء بعض الطعام لعائلته في ظل صعوبة توفير الطعام وغلاء الأسعار.
أثناء المجزرة كان العيسوي عاجزاً عن التوجه إلى المنطقة التي تقيم فيها عائلته في ظل تقدم المركبات وإطلاق النار عشوائياً على الناس وبعد انتهاء المجزرة عثر عدد من أصدقائه على جثامين أطفالهم في حين ظل يبحث عن ابنته مريم حتى وجدها شهيدة في إحدى الزوايا وكانت تمسك بحجر الحجلة إذ استشهدت بينما تنتظر دورها في اللعب نتيجة القذائف التي ألقاها الاحتلال مباشرة على المنطقة.
يقول العيسوي أعدم الاحتلال الأطفال عبر القذائف العشوائية قبل تسلل القوات الخاصة وكانت طفلتي الصغيرة مثل كثير من الأطفال تعرف معنى القصف وتذكر بعض أنواع الطائرات وحتى طبيعة القذائف فنحن نعيش في محيط لا نستطيع فيه إخفاء أي معلومة عنهم فهم يسمعون يومياً الأحاديث عن الأوضاع السياسية والمعيشية. إنهم أطفال لكنهم كبروا سنوات خلال العدوان ولو كان بإمكان أجسادهم أن تحكي لحكت الكثير للعالم .
*استشهاد 62 طفلاً دون الخامسة عشرة 
يضيف: لا أعرف ما الذنب الذي ارتكبه أطفالنا والعالم ركز بعد المجزرة على المحتجزين وحدهم بينما هم محتلون ويوجدون في منطقة محتلة بحسب القوانين الدولية. الجميع يركز على صور المحتجزين بينما أطفالنا الذين دفعوا الثمن بأرواحهم لا أحد يتذكرهم. طفلتي استشهدت ضمن عشرات الأطفال الذين كانوا يلعبون أو نائمين. كل أطفالنا جائعون منذ أشهر وحتى إننا لا نملك توفير الطعام لهم ولا أحد يهتم بتلك المعاناة .
يتابع العيسوي: استشهدت ابنتي مع أطفال آخرين بينما كانوا يلعبون الحجلة عبر استخدام طباشير جمعوه من داخل مدارس (أونروا) التي لا يزال فيها بعض الطباشير واستشهد أطفال آخرون بينما كانوا يلهون في داخل المدرسة عبر استخدام الطباشير في الرسم على السبورة المدرسية أو الرسم على أرضيات المدارس والمخيم .
ولم تكن تلك الواقعة الأولى التي تتحول فيها ساحة للعب الأطفال إلى ساحة للشهداء الصغار إذ سبقتها مجازر عديدة أشهرها مجزرة مستشفى المعمداني حيث كان الأطفال يلعبون بالقرب من ساحة المستشفى قبل أن يباغتهم القصف وكذلك المجزرة التي جرت في مخيم جباليا في نوفمبر الماضي ومجازر مشابهة في مدينة رفح وفي حي الشجاعية وحي الزيتون بمدينة غزّة وفي جميعها خرج الأطفال حينها للعب وعادوا جثامين إلى أهاليهم.
ويتبين من تلك المجازر أنها سياسة ممنهجة للاحتلال بحق الأطفال والذي يكرر عرض مقاطع فيديو لقصف ما يدعي أنها أهداف عسكرية في القطاع ويتفاخر بهذا بوصفه إنجازاً بينما يعلم قادته من خلال ما ترصده طائرات الاستطلاع التي لا تغادر سماء قطاع غزّة بوجود الأطفال في الساحات التي يقصفها وفي المنازل التي يدمرها فوق رؤوس ساكنيها.
استشهد اثنان من أطفال نائلة السبع وهما يلعبان بالقرب من ساحة مستشفى المعمداني الخلفية خلال المجزرة في المستشفى الواقع في البلدة القديمة من مدينة غزّة كما استشهد أطفال من عائلتها في حي الزيتون في جانفي الماضي بينما كانوا يلعبون في شوارع الحي القريبة من شارع صلاح الدين.
تقول السبع لـ العربي الجديد : أعدم الاحتلال ابني يزن (خمس سنوات) وابنتي فلة (تسع سنوات)  بينما كانا يلعبان في الشارع. دولة الاحتلال تدعي امتلاك التكنولوجيا وأنها تصور أدق التفاصيل حين ترغب في تسطير إنجازات عسكرية لكنها تنكر أنها كانت تعرف أن في المكان الذي تقصفه عشوائياً أطفالاً. أصبحنا على يقين أنهم يريدون قتل الأطفال والمسنين والمرضى والنساء. طفلتي كانت تحمل دمية عند استشهادها وقد تلطخت الدمية بالدماء وقد أعدم جيش الاحتلال طفل شقيقتي في حي الزيتون وقد تولت بنفسها دفن جثمان طفلها الشهيد الذي ظل ملقى على الأرض ساعات عدة وكان معه اثنان من الأطفال الشهداء. طائرات الاستطلاع تصور كل شيء لكن الحقيقة أنهم يريدون قتل الأطفال ويتحججون بالمحتجزين أمام المجتمع الدولي في حين يرفضون تنفيذ كل القرارات الدولية .
وتجاوزت أعداد الأطفال الشهداء منذ بداية العدوان حتى التاسع من جوان 15 ألفاً و620 طفلاً شهيداً إضافة إلى أكثر من 30 ألف طفل مصابين بإصابات متنوعة من بينها إعاقات دائمة وبتر أطراف.
*استهداف للأطفال
أغار الاحتلال على مخيم جباليا في 31 أكتوبر الماضي بينما كان عشرات الأطفال يلعبون في الشارع فاستشهد ثمانية أطفال من عائلات أبو سلطان والنجار والشريف بينما كانوا يلعبون كرة القدم في الشارع.
يقول أحمد الشريف (37 سنة): مخيم جباليا شاهد على وقائع كثيرة من إعدام الأطفال وهم يلعبون في الشوارع عبر القصف العشوائي وأطفال شقيقي عمر (11 سنة) ويزن (تسع سنوات) استشهدا وهما يلعبان بالكرة التي اشتريتها لهما حتى يبقوا بالقرب من المنزل ولا يذهبوا إلى المناطق الخطيرة أثناء القصف ورغم ذلك طاولهم القصف وقتلهم .
ويقول مصدر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف في الأراضي الفلسطينية : صُنِّف أطفال غزّة بعد الحرب المستمرة للشهر التاسع على التوالي بأنهم غير محميين بموجب القانون الدولي الإنساني وتوثيق تجاوزات بحقهم وفق اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لعام 1989 وهي معاهدة حقوق الإنسان التي حازت أكبر قدر من التصديقات عالمياً. تصنيف الاحتلال في القائمة السوداء للدول التي ترتكب انتهاكات بحق الأطفال جاء بناءً على تقارير يونيسف وعدد من المنظمات الحقوقية الدولية وكانت هناك آمال بإيقاف تلك الانتهاكات في قطاع غزّة لكن فوجئنا بعملية النصيرات الأخيرة. لا يوجد أي تطبيق لمبادئ حقوق الطفل في قطاع غزّة ولا حتى احترام للقرارات والمواثيق الدولية .
وليست الجرائم بحق أطفال قطاع غزّة مقتصرة على الجرائم المرتكبة خلال العدوان الحالي إذ كرر جيش الاحتلال جرائم مماثلة خلال مرات العدوان السابقة ولا ينسى أهالي غزّة واقعة استشهاد أربعة من أطفال عائلة بكر في منطقة الميناء غربي مدينة غزّة في 16 جويلية 2014 عندما قصفت بارجة مباشرة الأطفال بينما كانوا يلعبون الكرة وهي مشاهد وثقتها الكاميرات قبل المجزرة وبعدها.
وفي السابع من اوت 2022 أعدم الاحتلال خمسة أطفال من عائلة نجم التي كانت تقيم بمنطقة الفالوجا في مخيم جباليا شمالي القطاع بينما كانوا يلعبون كالعادة بالقرب من منطقة مقبرة الفالوجا واستشهد الأطفال الخمسة وتحولت جثامينهم إلى أشلاء قبل أن ينكر جيش الاحتلال مسؤوليته عن الواقعة لكنه اعترف لاحقاً بالمسؤولية عنها مبرراً الجريمة بأنه لم يكن يقصد قتلهم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)