الجزائر

قصص الأنبياء شيوع خبر امرأة العزيز في المدينة



 شاع خبر مراودة امرأة العزيز لنبي الله يوسف عليه السّلام، وأخذت ألسنة النساء تلوك امرأة العزيز، استهجاناً ولوماً لها على صنعها، كيف تعشق سيّدة عبدها؟
وبلغ ذلك امرأة العزيز، فأرسلت إلى صديقاتها العاذلات، من ذوات الثـراء والجاه، ودبّرت لهنّ مكيدة يعذرنها في هذا الحبّ والغرام. هيّأت لهنّ مكاناً يجلسن فيه، وقدّمت لهنّ طعاماً يحتاج إلى القطع بالسكين، وكانت قد خبّأت يوسف في مكان آخر. وفي تلك اللحظة، أمرته أن يخرج عليهنّ، فبهرهنّ جماله، وألهاهنّ حُسنه وتشاغلن عمّا في أيديهنّ، فصرن يقطعن أيديهنّ ولم يشعرن في تلك اللّذة الغامرة بألم جرح الأصابع، حيث كان الدم يسيل على ثيابهنّ، وهنّ يحسبن أنهنّ يقطعن الفاكهة قائلات {حاشا لله ما هذا بشراً إنْ هذا إلاّ مَلَك كريم}. وهنا، باحت امرأة العزيز بسرّ عشقها له، بعد أن أوقعتهنّ في شباك غرامه، فقالت معاتبة لهنّ {فذلكُنّ الّذي لٌمْتُنَّني فيه، ولقد راودتُه عن نفسه فاستعصَم، ولئِن لم يفعَل ما أمُره لَيُسجَننَّ وليكوننّ من الصّاغرين}.
وعوض أن يُكرَّم يوسف على نزاهته وعفّته وأن تعاقب زوجة العزيز على جنايتها، قُدِّم يوسف البريء النّقي الطاهر فدية لسُمعة تلك الّتي استهانت بكرامتها وكرامة زوجها، فبُرِّئَت المرأة وأُدين يوسف، وحكم عليه بالسجن، فمكث فيه سبع سنوات.
بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)