الجزائر

قرية تليوانت بغليزان.. بئر بترولية منسية لا تزال تلوث مياه وادٍ؟!


هناك في أرض مطلة على حافة واد دائم الجريان، في قرية تليوانت الواقعة جنوب بلدية عين الرحمة، والتي تبعد عن عاصمة الولاية غليزان بثلاثين كلم شرقا، لا تزال المنصة الحجرية قائمة، تلخص ذكريات الماضي، أين كانت بمثابة أول محطة إنزال خاصة بعتاد التنقيب عن البترول بالمنطقة.تم اكتشاف أول حقل بترولي من طرف الاستعمار الفرنسي ضمن الشركة التي كانت تعمل آنذاك تحت اسم "سان روبال" -حسب تصريحات من عايشوا تلك الحقبة الاستعمارية-حيث العثور على آبار نفط بعد عملية التنقيب التي شهدتها المنطقة قبل الاستقلال؛ فالجزائريون من بين العمال الذين كانوا يشتغلون في تلك المنصة وبالخصوص سكان قرية تليوانت، ليتم ردمها وإهمالها فيما بعد ولحد الآن لأسباب اختلفت فيها الروايات؛ فمنهم من يقول إنّ الشركة الفرنسية المسماة ب "سان روبال" كان يعمل ضمنها مهندس فرنسي وآخر أمريكي؛ فبعد العثور على خام النفط لم يتفقا؛ فقرر المهندس الفرنسي الاستيلاء عليه لوحده فتخاصما فقام المهندس الأمريكي بردمه.
وفي رواية أخرى، تقول إن الآبار تعرضت للتلف، وطالها الإهمال نظرا لقلة مخزونها. وأمام اختلاف الروايات فمنذ ذلك الوقت لا تزال هذه البئر محل إهمال من قبل السلطات الجزائرية .
البئر البترولية المنسية، لا تزال إلى حد الساعة تعرف تسربات ملوثة مياه الوادي التي يستعملها من هم بجانبه في سقي الخضر والمحاصيل الزراعية، نظرا لوقوعها بمحاذاة الوادي، أما النفط المتراكم في أعلى البئر فيستعمله سكان القرية في إشعال الحطب من أجل التدفئة خصوصا في فصل الشتاء، حيث طالبوا السلطات بالتدخل من أجل النظر في مسألة هذه البئر البترولية، الذي لا ربما سيكون أملهم ومخرجهم الوحيد من أجل القضاء على شبح البطالة الذي طال شباب قريتهم الفقيرة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)