الجزائر

قرى مدفونة بالرمال ومساكن يتهددها السقوط بالوادي



قرى مدفونة بالرمال ومساكن يتهددها السقوط بالوادي
يعاني العديد من سكان القرى والبلديات النائية الموزعة على عدد من بلديات منطقة وادي سوف من ولاية الوادي من ظاهرة زحف الرمال على بيوتهم التي أضحى خطر السقوط يتهددها في أي لحظة.ويرجع ذلك حسب عدد من المهندسين المعماريين إلى عدم قدرتها على تحمل ثقل مئات الأطنان من كتل الرمال الصحراوية الزاحفة نحوها .وتعتبر القرى التابعة لبلديات ميه ونسة، وادي العلندة دوار الماء وحاسي خليفة، خير مثال لظاهرة زحف الرمال على البيوت، وأوضح عدد من سكان القرى المتضررة من الظاهرة، كسحبان وأميه الغزالة والغنامي والحرايزة بأنه تم تسجيل انهيارات كثيرة، في الغرف والجدران لعدد من البيوت المنجزة بمواد البناء المحلية، أين يندر استعمال الاسمنت المسلح، في قرى متواجدة بقلب العرق الشرقي الكبير، بفعل تكدس الرمال حولها، وتصنف التجمعات السكانية المذكورة، في خانة أفقر المناطق على المستوى الوطني، والموصوفة من قبل قاطنيها بأنها مهملة من قبل السلطات المحلية .وذكر الأهالي بمرارة بأنهم وأمام عجزهم المطلق عن اكتراء كاسحات الرمال، وجرفها بعيدا عن بيوتهم، وما وصف من قبلهم ب "تقاعس" السلطات العمومية، وبلديتهم التي ورغم أن جلها، تملك آلات جارفة، إلا أن أغلبها لا تكلف نفسها عناء القيام بإبعاد الرمال عنهم، إلا في حالات نادرة والتي من أهمها الزيارات الرسمية للوالي أو الوزراء.وأمام هذا الوضع لم يجدوا بدا من وضع مصدات الرمال حول بيوتهم بوسائل بدائية، ومنها وضع حواجز مكونة من جريد النخيل اليابس والصفائح الحديدية، لتكسير تجميع الرمال حول الجدران، واستعان السكان بمصدات الرمال التي تستعمل عادة لحماية المزارع وغيطان النخيل، وأشاروا بأن شوارع قراهم غرقت في الرمال، مشكلة كثبان رملية شاهقة الارتفاع تسببت في دفن البيوت، وامتلاء الشوارع بالرمال لدرجة بات من الممكن معها رؤية ما بداخل البيوت التي صارت جدرانها منخفضة بفعل ارتفاع أكوام الرمال التي تحاصرها من كل الجهات .وخلقت مشكلة تكسد الرمال مشاكل جمة للسكان الذين أصبح من المستحيل عليهم أن تدخل السيارات العادية إليها، إذ يضطرون إلى نقل مرضاهم، من البيوت إلى الطرق المعبدة، والمسالك الفلاحية التي تبعد عن بيوتهم بمئات الأمتار، إما عبر أسرة خشبية، أو بلفه ببطانية واشتراك عدد من الرجال في حملها، في حين يضطر العديد منهم إلى نقل مرضاهم عبر الحمير .كما أكد السكان المتضررون أن بيوتهم المدفونة تتحول وقت هبوب الزوابع الرملية الشديدة، في فصلي الربيع والخريف إلى أشباح، إذ يلجأ كل أفراد الأسرة لتغطية وجوههم وأجسامهم للاحتماء من الرمال، موضحين أن العديد من العائلات التي كانت تقطن معهم هاجرت إلى مراكز البلديات، لعدم تحملها لقساوة الطبيعة في القرى النائية .ودعا سكان القرى "المدفونة" جراء تكدس الرمال السلطات المحلية لتحمل مسؤوليتها، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها التخفيف من الأضرار التي تخلفها الظاهرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)