الجزائر

قرارات الإعدام كانت منتظرة والهدف إقصاء الإخوان من المشهد السياسي



قرارات الإعدام كانت منتظرة والهدف إقصاء الإخوان من المشهد السياسي
أكّد الكاتب الصحفي المصري محمد حرب أبو رمان والمستشار في معهد آلفا عرب للدراسات والبحوث في حواره مع موقع الشروق أونلاين أنّه ما تعيشه البلاد قد يؤدّي إلى حالة احتقان سياسي شديد.ما نظرتكم للقرارات الأخيرة من القضاء المصري ضدّ 683 من جماعة الإخوان المسلمين ؟حقيقة الأمر كان منتظرا نتيجة للقرارات السابقة المتّخذة من السلطات تجاه الجماعة في سبيل إنهاء نشاطاتها وما تراه تهديدا لأمن البلاد ونشر للذعر بين الأهالي، لا شكّ أنّ الكثير يرفضون هذه الصورة النمطية التي تحاول السلطات تسويقها لكن الأكيد أنّ سيرورة نشاط الجماعة وتواصل احتجاجاتها أصبح يشكّل إحراجا للنّظام خاصّة ونحن على بعد رئاسيات على المقاس كما يقال وهو ما يعجّل بهذه القرارات.البعض يقرأ القرارات على أنّها تأتي كمحاولة أخرى لجرّ الإخوان إلى العنف خاّصة وأنّها طالت رأس الجماعة متمثّلا في المرشد العام محمد بديع؟القراءات قد تختلف حسب الميولات وقناعات الأشخاص، ولا ننسى أنّ النّظام يؤكّد في كلّ مرّة أنّه ضد ترهيب المجتمع و ترويع الآمنين وتخريب الممتلكات الخاصّة والعامّة وهذه النظرة يسوّق لها كثيرا سواء من الأحزاب و الشخصيات الموالية للسلطة أو تلك المعارضة المعترفة بشرعية ثورة 30 يونيو ، لكن اسمحلي أن أشدّد هنا على أنّ هذه الأحكام كانت قاصية جدا إذا ما قارنّها بتنديد الجماعة في كلّ مرّة بالعنف و الدعوة إلى السلمية رغم ما طالها وكلّنا يتذكّر جيدا ذلك الشعار الذي رفعه المرشد على منصّة رابعة العدوية " سلميتنا أقوى من الرصاص ".لكن كيف يتقبّل البعض مثل هذه الأحكام رغم أنّ الجماعة دائما ما تكرّر تنديدها بالعنف وآخرها رسالتها إلى المؤتمرين في الجامعة العربية بالكويت ؟النّظام يا سيّدي يراهن على الهالة الإعلامية و الترسانة الكبيرة التي لديه من النّخب و المثقّفين الذين يؤمنون بنظرته و يساعدون في نشرها على أوسع نطاق ، وكما أنّ وسائل الإعلام استطاعت إلى حدّ كبير تأليب الرأي العام ضدّ الرئيس المعزول محمّد مرسي فهي بلا شكّ يمكنها اليوم المصابرة و الجلد في سبيل تقرير و تثبت ما اتّهمت به الرئيس و الجماعة، وأنا أقول أنّ هذه تبقى في الأخير مجرّد مخدّرات للرأي العام لكن سرعان ما سيكتشف الجميع طال الوقت أم قصر بأنّ المشكلة أعمق من أن تختصر في جماعة الإخوان وإنّما تتعلّق بأزمة شرعية بدأت بانقلاب 03 يوليو أو ثورة 30 يوينو .هل يمكن أن نقول بأنّ الشارع المصري أصبح اليوم يعيش حالة احتقان بعد ترشّح السيسي ومثل هذه الأحكام؟الشارع المصري اليوم أصبح يعيش حالة ارتباك كبيرة ، ولا يمكن اليوم أن تتحدّث عن شارع بعزله عن الحملات التي ووجهت بها الجماعة بدأ بما يسمّى مجزرة القرن في رابعة العدوية و النهضة إلى الاعتقالات التي قد تصل إلى 50 ألف و الحملات الإعلامية المركّزة، لهذا فلا يمكن أن تعرف حقيقة موقف الشارع لكن ما زال الكثير يرفضون هذه التّهم و يخرجون إلى الشارع وإن بوتيرة أقل للتعبير عن سخطهم بالوضع القائم و المطالبة بالعودة إلى الشرعية ، لكن لا ننسى أنّ الأخطاء التي ارتكبت في عهد الإخوان والتي سلّطت عليها الأضواء بشكل كبير جعلتهم يفقدون مع مرور الزمن الكثير من الشعبية وذلك الذي ظهر في زخم الاحتجاجات و المظاهرات الرافضة للانقلاب التي قلّ زخمها والحشود المشاركة فيها مع الزمن.لكن بالنّسبة لأعمال العنف رأينا تراجعا كبيرا لنشاطات الجماعات المسلّحة في سيناء، هل يمكن أن تكون هذه من ثمار دعوة الإخوان إلى نبذ العنف ما قد يسارع في تحقيق مصالحة وطنية شاملة ؟في الآونة الأخيرة لا اعتقد أنّ النّظام الجديد يبحث عن حلول للأزمة أو مصالحة وطنية بإشراك الجماعة ، بل الواضح جدا خاصّة بعد تصنيفها كمنظّمة إرهابية وتسليط القضاء على المنتسبين إليها بأحكام الإعدام و المؤبّد كل ذلك يدلّ على أنّنا أمام سياسة وضع حد نهائي وإقصاء لا رجعة فيه لهذه الجماعة ، أمّا بالنّسبة لتراجع الإرهاب و العنف فلا أعتقد أنّ الأمر متعلّق بتنديد الجماعة لعلمنا بمدى الفروق الإيديولوجية بينها و بين تلك الموجودة في سيناء التي لا تؤمن أصلا بالدّيمقراطية و التداول على السلطة ولم تعترف أصلا بشرعية الرئيس مرسي .البعض رأى أنّ هذه الأحكام وإن كانت شديدة إلا أنّه يراد بها الضغط على الجماعة لإعطاء تنازلات بعد الرئاسيات القادمة ولا يقصد منها إقصاؤها ؟طبعا لكلّ وجهة نظره ونحن نتكلّم وفقا للمعطيات التي بين أيدينا لكن إذا كانت للسلطات رأى أخرى تحاول بها معالجة الأزمة فلا أعتقد أنّ ما تقوم به سيؤدّي إلى ذلك بل سيزيدها تعقيدا في وقت ينتظر المصري البسيط بعين شغف إلى تطبيع الحياة المصرية.في رأيك هل يمكن أن يكون هناك "تطبيع" للحياة السياسية المصرية بإلغاء الإخوان ؟لعلّ هذا ما يراد للبلاد أن تسير إليه " تطبيع" بعيدا عن الإخوان لكن النّاظر إلى معطيات الأرض يدرك جيدا أنّه لا يمكن الحديث عن هكذا خيار إلا عن طريق الذهاب إلى حرب لا هوادة فيها لا سمح الله وهذا لن تغامر به الحكومة المصرية لعلمها بأنّه قد يفرز نتائج معاكسة على الأرض، ومن هنا يناشد العديد السلطات بالكف عن هذه السياسات و التواصل مع الإخوان للبحث عن مخرج آمن بأقل الأضرار يعيد مصر إلى الصراط السوي ولكن من جهة أخرى يجب على الإخوان أن لا يتعنّتوا كثيرا خاصّة بمطالب كتلك المتعلّقة بعودة محمد مرسي رئيسا للبلاد.هل تعتقد أنّ مطلب عودة محمد مرسي لرئاسة البلاد أصبح في شبه المستحيل ؟بل هو المستحيل بذاته و الإخوان يعلمون ذلك لكن هم يتخوّفون من نظرة الأنصار لهم كما أنّ النّظام لا يعطي تطمينات أو يمدّ يدا من أجل "المصالحة" الحقيقة ، لهذا بقي الأمر عالقا والبلاد قد تعيش انسداد سياسي أكثر من ذلك الذي مرّ بها قبيل ما يسمّى بثورة 30 يونيو وكلّ طرف الآن متمسّك بمطالبه رفض الانقلاب و العودة إلى الشرعية بالنّسبة لأنصار مرسي و الحديث عن ثورة تصحيحية بالنّسبة للآخرين.أفهم منك أنّك تدعو الإخوان إلى التنازل عن مطلب العودة إلى الشرعية بقيادة محمّد مرسيلم أقصد ذلك ولا يمكن أن تطلب منهم هذا في وقت ترى من بيده القوّة وقد يكون مسؤولا أكثر من غيره في تعقيد الأزمة ممثّلا في السلطة الفعلية لا يقدّمون أي شيء في سبيل تخفيف الاحتقان و الدعوة إلى لمّ الشمل ومعالجة الأوضاع ، فلا يمكن أن تنصح الضحّية بأن لا يعضّ يد الجلّاد دون كفّ سوط الأخير إن صحّ التعبير .كيف تنظر إلى القرار الأخير للسلطات الجزائرية الرافض تصنيف الإخوان جماعة إرهابية ؟الجزائر عكس باقي دول المنطقة مرّت بهذه الأزمة منذ ربيعها بداية تسعينات القرن الماضي وما تبعها من أزمة أمنية، وهذا ما كان سيجعلها قدوة لباقي الدّول العربية التي عاشت الثورات لو أنّها بنت دولة ديمقراطية وعالجت كل آثار الأزمة، لكن للأسف هي اكتفت بالمشاهدة والانحياز في بعض الأحيان لطرف على آخر خاصّة ما تعلّق بالأنظمة وهذا ما جعل البعض يتحسر من مواقفها ومنه استقبالها لوزير الخارجية المصري قبل أسابيع لكن الموقف الأخير لا شكّ أعطى انطباعا حسنا عند أنصار الجماعة والمؤيّدين لها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)