الجزائر

قراءة في قصيدة القدس للشاعرة الجزائرية حورية آيت إيزم



قراءة في قصيدة القدس للشاعرة الجزائرية حورية آيت إيزم
زنبقة شعرية وجدت ناصية الشعر العفوي مسارا تظلل عليه أجمل الكلمات؛ إنها الشاعرة الجزائرية حورية آيت إيزم.الشعر (تشكيل لغوي يكونه خيال الفنان من معطيات متعددة يقف العالم المحسوس في مقدمتها، فأغلب الصور مستمدة من الحواس الى جانب ما لا يمكن إغفاله من الصور النفسية والعقلية حتى وإن كانت لا تأتي بكثرة الصور الحسية التي يقدمها الشاعر أحياناً كثيرة.. فالمرئى الشعوري والفكري يدخل في تكوين الصورة بهذا الفهم ما يعرف بالصور البلاغية من تشبيه ومجاز، إلى جانب التقابل والظلال والألوان والتوازن بين الفكرة وصياغة الكلمة وهذا التشكيل يستغرق اللحظة والمشهد الخارجي...وفي التغريدة المغربية للأقصى، تحكمت الشاعرة في انسيابية جميلة لتصوير الحدث الشعري:حلمي في الأرض...وإلى السماء يعلو جبينيأدعو ربي.. وفيه يعلو جبينيتفوق نفسي لمعانقة العلىوأنا فلسطيني... ومهما كانت بداية النثرية نظاماً متكاملاً تدخل فيه الأشكال المحسوسة فالصورة (جوهر الفيض الشعري الذي يظهر ذلك التفاعل بين المرئي والمكنون وتمنح الأشياء حضوراً جديداً) الكلمة تحولت في نسيج الذاكرة أساساً لصورة تاريخية أعطتها إيحاءً جديداً منسجماً ورؤيا المعاصرة ثم انتقلت إلى التشخيص...عاري على العرب...وغير الله لن ينحني جبيني...أطوف حول البيت....لعل الدعاء ينجيني...وهنا تعد الصوفية وبيان السجن طغى على القصيدة... تعريفاتها القريبة إلى الفهم (أنها رسم قوامه الكلمات المشحونة بالإحساس والعاطفة والفكرة)... ومما نراه في صورة شعرية تم أخذها من الواقع، كما تجدر الإشارة إلى أن الصورة الشعرية التي يكون الواقع مصدرها إنما هي أكثر أنماطها شيوعاً... وخلاصته فكرتها لم تفتها توظيف الفكرة لإضاءة حالتها النفسية بما يجري من استلهام وصياغة المعنى ببراعة... وتظهر الاستعارة عند الشاعرة حورية من عناصر الخيال وأداته عندما نلج في متن قصيدتها... ومن الملاحظات المهمة لم يتم التركيز عليها موسيقيا وقوة النظم والإيقاع الشعري الذي يعتبر شدا للقصيدة، إلا أن قوة الحرف أشاع عليها جو المتعة المونقة والمتابعة.. إن بنية القصيدة تبدو كما لو كانت مأخوذة بانسياب موسيقاها التي تمنحها شيئاً من الشرعية بموجب الجهد غير التلقائي الذي بذلته الشاعرة بتمكين جميل وبارع...استطاعت الشاعرة المبدعة حورية آيت أيزم أن تحتكم إلى الصورة عبر تراكم الصور الوجدانية والمأسويه بحيث استخلصت المناخ الذي تريد التوصل إليه... وان الأفكار التي طرحتها تقف على منطق معقول، فهي تريد أن تتساءل عن ذلك العالم الغريب الذي تعيشه القضية العربية الفلسطينية والتذكير بالمسؤولية وتجاهلها وهذا من حق الشاعرة التي دخلت من هذا الميدان لطرح الفكرة والاستنتاج.. حوريه آيت أيزم الشاعرة الإنسانة، تحاول باستمرار أن تشبع روض الشعر الكبير وان تكون جزءاً منه بالفعل والتأثير... نتمنى لها الرقي والإبداع والحضور الدائم والمتميز.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)