الجزائر

قراءة في الأحداث؟



قراءة في الأحداث؟
ما زال القلق والترقب يسودان الموقف في الساحة السياسية، مع كل هذه التغييرات التي أجريت في المؤسسة العسكرية.لا أدري لماذا يتشاءم البعض من مثل هذه الإجراءات، مع أن من الذين تمت إقالتهم عمروا طويلا في مناصبهم؟!العارفون بإطارات الجيش يرون في التعيين الذي تم على رأس مديرية الأمن الداخلي وتعيين العقيد عبد العزيز محل علي بن داود، إنما جاء في إطار استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، ومن هنا جاء تعيين عسكري بدل ضابط مخابرات، وإلحاق المديرية بالجيش بعدما كانت تابعة للمخابرات، وإن كان هذا التعيين مؤقتا، سيبقى حتى الانتهاء تماما من الحرب على الإرهاب، فالرجل حارب الإرهاب في الميدان والذي زادت عملياته حدة منذ عملية عين الدفلى التي قتل خلالها تسعة جنود، العملية التي أثرت بعمق في الجزائريين، ورأوا فيها استهانة بحياة الجنود، وإهمالا وتراخيا في صفوف الأمن في الحرب على الإرهاب، كما أن أحداث غرداية أيضا كانت سببا في هذه التغييرات، فقد شهدت المنطقة في رمضان المنصرم حربا أهلية حقيقية، راح ضحيتها ما لا يقل عن 30 شخصا.فالتغييرات إذا هي لمواجهة آفة الإرهاب التي تعد أولوية وطنية، أكثر منها لعبة لي الذراع بين الأجهزة، لأننا بصدد خوض الحرب على إرهاب آت من خارج الحدود، له أتباعه في الداخل، فليس من العبث الاستهانة بالتهديد الذي وجهته داعش إلى الجزائر نهاية رمضان الفارط، وهو ما أدى إلى وقوع الاختيار حسب المتابعين، على رجل تخصص في الحرب على الإرهاب في الميدان، وهو ما كان يفتقر له سلفه الذي فشل في اختيار مستشاريه واستغنى في فترة قصيرة عن كل الإطارات التي عملت مع المرحوم إسماعيل العماري وكسبت منه الخبرة في إطار دائما الخطر الأساسي الذي كانت وما زالت تعاني منه الجزائر، آفة الإرهاب.الصيف ساخن إذا على الإرهابيين بهذه التغييرات، والخوف يجب أن يغير جهته، لأن عملية عين الدفلى يجب أن تكون حدا فاصلا ونقطة اللارجوع في الحرب على هذه الآفة العابرة للقارات. ويجب اجتثاتها حتى لا تكون لداعش أو القاعدة أو أي تنظيمات إجرامية أخرى أية ركيزة في الداخل تنفذ تهديداتهم ومخططاتهم. فلم يعد الوقت يسمح للتلاعب بمصير البلاد من أجل أطماع شخصية ضيقة ومكاسب أمام الخطر المحدق بالبلاد من كل جانب، فكل المشاريع مهددة، سواء كانت اسمها التوريث أو الانتقام من أسماء، أو من العصب، ليس الوقت للاستمرار في جنون العظمة ومن ينتصر على من، فقد ضيعنا الكثير من الوقت والإمكانيات في لعبة السلطة القذرة، بينما يزداد الخطر الإرهابي في الداخل والخارج يوما بعد يوم، وفي حال انتصر مشروع داعش، فإننا سنخسر الجزائر، ولا أحد سيكسب الرهان.ليضع كل واحد خلافاته وأطماعه وحيله جابا، فالوقت ليس للصراعات الجهوية أو عن الغنائم، الوقت لحماية البلاد ومصيرها...




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)