يؤكد علماء الاجتماع والانثروبوجيا أن الثقافة ظاهرة انسانية مكتسبة ، لا تنتقل بيولوجيا ، ولا يمكن أن تتشكل في مجتمع الحيوان أية ثقافة ، لأن الحيوان دوافعه كلها موجهة لتلبية حاجات بيولوجية بحثة ، بينما سلوك الانسان يحدد العقل و التفكير ، و يهدف لتلبية حاجات مادية وفكرية و روحية،و الثقافة نتاج اجتماعيكما انها تعد ظاهرة انتقالية تراكمية ، تنتقل من جيل الى جيل على شكل عادات و تقاليد و نظم و أفكار و معارف يتوارثها الخلف عن السلف عن طريق التربية والتنشئة الاجتماعية. فمفهوم الثقافة عند مالك بن نبي لم يات من العدم بل هو نتاج نظرة تحليلية و نقدية لنظريات الثقافة كما تجلت عند علماء الأنثروبولوجيا و الاجتماع الغريبين و الفلاسفة الماركسيين. حيث تعامل هذا الرجل مع الفكر الغربي بنظرة و منهجية علمية متميزة من خلال قطيعته مع الخلفية الايديولوجية الرأسمالية و الماركسية، و استعار مفاهيمهما و أدواتهما المعرفية التي مكنته من النظر الى الثقافة كظاهرة اجتماعية انسانية قابلة للدراسة، واستطاع القيام بالتمحيص و التشخيص لأزمة العالم الاسلامي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/12/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - علي بوشيخي
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 5, Numéro 2, Pages 272-283