قدر الجزائر !؟

هل قدر الجزائر أنه كلما فازت في مباراة لكرة القدم، أحرق علمها وشتم شهداؤها؟ للأسف هذا ما أصبحنا نعيشه رغم أنه يتنافى مع كل الأعراف والتقاليد حتى لا نضيف الروابط بين الشعوب العربية.
فكم من مرة انهزم منتخبنا الوطني والدليل أننا لم نتأهل لدورة كأس إفريقيا الماضية ولا حتى لنهائيات كأس العالم لأكثر من عشرين سنة، لكننا لم نشتم البلدان التي أقصتنا ولم نحرق راياتها الوطنية، لأننا ندرك بأن كرة القدم ما هي إلا لعبة، طبيعي أن يكون فيها فائز وخاسر.
الغريب أننا تعرضنا لإساءة كبرى من قبل أتباع أبناء مبارك وأبواقه التلفزيونية عقب تأهلنا لمونديال 2010، واليوم يحرق علمنا الوطني وتحاصر سفارتنا في طرابلس عقب التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة من طرف شرذمة نحن على يقين بأنها لا تمت بأية صلة إلى الشعب الليبي ولا تعبر عن موقفه.
نحن ضد أية إساءة مهما كانت ومن أي طرف كان، لأننا نؤمن بحرية اختيار الشعوب ووحدتها وسيادتها فوق أراضيها، لكننا لا ولن نقبل أن تهان كرامتنا أو يساء لرايتنا الوطنية التي ضحى من أجلها مليون ونصف المليون شهيد الذين كانوا ولا زالوا مثالا ونموذجا للتضحيات الحقيقية في ثورات التحرير عبر العالم.
نتمنى فقط ألا يستمر هذا المسلسل كلما أوقعت القرعة المنتخب الوطني مع أحد المنتخبات العربية، لأن على الجميع أن يترفع عن الحساسيات الزائدة ويرتقي إلى مستوى الأمم التي تعي ما معنى كرة القدم، وليس أدل على تصرف باقي شعوب العالم المتحضر بالروح الرياضية في مثل هذه المناسبات دون أن نسمح باقتحام السفارات أو حرق الرايات الوطنية، وهي في الحقيقة تعكس سلوكات غير حضارية وهمجية أصحابها ليكونوا أضحوكة أمام العالم.