الجزائر

قد يخفي وراءه أمراضا أشد خطورةالتعجيل بالتعرف على الألم ضروري



 
تمكنت مصالح أمن عنابة، في مداهماتها الليلية خلال السنة الجارية، من توقيف نحو 5 آلاف شخص متورط في عدة قضايا منها الاعتداءات الخطيرة على الأشخاص واستعمال الأسلحة البيضاء والخناجر وسلب أغراض الناس والسرقات بشتى أنواعها، إلى جانب حيازة المخدرات، وفي هذا الشأن، تم توقيف أكثر من 190 شخص، كانت آخر عملية سجلتها ذات المصالح نهاية الأسبوع الماضي، حين تم استرجاع سيارتين وعلى متن إحداهما 75 كلغ من الكيف المعالج كانت مخبأة بإحكام، وبعد التحقيقات المعمقة تم توقيف 4 أشخاص ينحدرون من الأحياء الشعبية لمدينة عنابة.
تحتل ولاية عنابة الصدارة وطنيا في تفشي الجريمة بمختلف أنواعها، الأمر الذي أدى إلى تدخل مصالح الأمن من خلال تنظيم عدة عمليات تمشيط خاصة بتطهير التجمعات السكانية الجديدة من عمليات الفساد، و الاعتداءات الخطيرة وذلك باستعمال السيوف والخناجر والأسلحة البيضاء من أجل الإستلاء على أغراض الناس، وحتى الأجانب والسياح الذين يترددون على الولاية خاصة مع حلول السنة الجديدة.
وقد اعتمدت المصالح الأمنية بعنابة، مخططا جديدا يساعد في إحباط عمليات الإجرام المنظم، ويبقي هذا المخطط ساري المفعول إلى حد التقليص من معدل الاعتداءات الخطيرة ، والتي تفوق 3 آلاف اعتداء خلال شهر، حيث تمكنت القوات المشتركة للدرك والأمن، من توقيف 5 آلاف شخص ينحدرون من الأحياء الفقيرة على غرار ''لاستي''، ''حي قمبيطا''، ''بلاص دارم'' وحي الغزالة الشعبي.
ولاحتواء ظاهرة الإجرام بالولاية، تم توزيع ألف شرطي على مستوى الأماكن العمومية خاصة بمحطات النقل والسكك الحديدية ومواقف سيارات الأجرة. وقد أفادت مصادر أمنية أن المخطط الأمني الذي اعتمدته مصالح الأمن خلال شهر الماضي سيبقي ساري المفعول مع اتخاذ إجراءات تقليدية لتأمين الأماكن العمومية التي تعرف اكتضاضا وازدحاما كبيرين من طرف المواطنين الذين يتنقلون يوميا من أجل اقتناء حاجياتهم الخاصة. علما أن مصالح الشرطة قامت خلال السنة الجارية بـ 60 عملية مداهمة عبر كافة التجمعات السكانية ومختلف أنحاء المدينة، مستعينين بالكلاب المدربة لتقفي آثار المخدرات وأوكار الرذيلة والحانات التي تباع فيها المشروبات الكحولية، زيادة على مداهمة وتأمين الأماكن المعروفة بكثرة الاعتداءات به خاصة الأسواق اليومية، إذ تم خلال المداهمة الأخيرة التي سجلت خلال منتصف الشهر الماضي توقيف 3 آلاف شخص ينحدرون من عنابة، أعمارهم تتراوح مابين 18 إلى 30 سنة متورطين في عدة قضايا منها حيازة السلاح الأبيض المحظور كالخناجر، السيوف، القضبان الحديدية والقارورات المسيلة للدموع، في الوقت الذي عثر فيه على عشرات الأسلحة البيضاء وقطع الكيف مرمية بعد تخلص أصحابها منها فور رؤية أفراد الأمن.
وتم تحويل ملفات 300 شخص على العدالة بتهمة حيازة واستهلاك المخدرات والحبوب المهلوسة، مع حجز أكثر من 86 كلغ من القنب الهندي و600 قارورة جعة و600 غ من المهلوسات و300 غ من الكوكايين. وفي انتظار تعزيز الأمن وإنجاح المخطط الأمني، تبقي ولاية عنابة مقصدا بامتياز للشباب المنحرف.

لقيت الأبواب المفتوحة التي نُظّمت مؤخرا بساحة المكتبة الوطنية بالعاصمة حول موضوع الألم، إقبالا واسعا من طرف المواطنين الذين وجدوا فرصة للاستشارة الطبية والاستفسار عن مواطن الألم عندهم، والاستماع لنصائح الأطباء الذين لفتوا إلى ضرورة الوقاية من تعقيدات هذا ''المرض'' عن طريق عدم الاستهانة بأي ألم في الجسم مهما كان بسيطا، لأنه في الحقيقة يخفي مرضا آخر قد يكون أكثر خطورة.
''تعرفوا على آلامكم''.. هوالشعار الذي اختارته مخابر ''فايزر الجزائر'' المنظمة للأبواب المفتوحة حول الألم، ويتلخص الهدف من وراء هذه التظاهرة العلمية في ''منح الفرصة للمواطنين للتعرف على مواطن الألم عندهم، خاصة وأن هناك أطباء أخصائيون في فحص الألم وفي أمراض العظام والمفاصل وكذا في أمراض السكري، وحتى أخصائيون في العلاج الفيزيائي موجودون للاستماع للمواطن وإفهامه طبيعة الألم الذي يعاني منه، ثم توجيهه نحو الأخصائي الذي يمكنه علاج آلامه''، يقول زين الدين مستوري، مدير الاتصال بمخابر فايزر الجزائر في حديث له مع ''المساء'' على هامش التظاهرة: ''لا بد للمواطن الجزائري أن يدرك أنه لا حاجة له اليوم لتحمُّل الألم أو الصبر عليه، لأن هذا الألم يعكّر صفو حياته، وليعلم أن هناك فرص أمامه حتى يتخلص من هذه الآلام، وقد سمحت هذه الأبواب المفتوحة لأزيد من 400 مواطن من مختلف الأعمار ومن الجنسين أن يستشيروا الأخصائيين ويفهموا نوع الألم الذي يعانون منه، مع التوجيه نحوالأخصائي للمعالجة''.
وأجرت ''المساء'' بعين المكان، محادثات مع مواطنين حول موضوع الأبواب المفتوحة وسألتهم عن مدى معرفتهم المسبقة بأن الألم هو في حد ذاته مرض يمكن علاجه تماما مثل باقي الأمراض، فقالت السيدة ودفل ليلى 50 سنة، إنها لم تكن تعلم من قبْلُ أن الألم يمكن له أن يخفي مرضا قد يكون خطيرا، وقد سمحت لها الاستشارة الطبية التي أجرتها عند أخصائية فحص الألم أن طبيعة الآلام التي تعانيها على مستوى الغدة الدرقية قد تكون مؤشرا لاحتمال إصابتها بالسكري، كما أن آلام الظهر سببها أعصاب بحاجة إلى استرخاء، تقول: ''عملي كسكرتيرة لمدة 22 سنة جعلني أصاب بآلام في العمود الفقري، كما أن الأخصائية لفتت انتباهي إلى موضوع هشاشة العظام الذي يمكن أن يكون له أثر على صحتي بالنظر إلى عامل السن''.
من جهته، يقول السيد محمد علي بلعاجي إن هذه الأبواب عبارة عن ''اتصال مباشر مع الأطباء الأخصائيين الذين لا نتمكن عادة من استشارتهم بالمؤسسات الاستشفائية لسبب أو لآخر، كما أنها فرصة تمكننا من إلقاء نظرة عن وضعيتنا الصحية ونستمع لتوجيهات الأخصائيين حول آلام يمكن أن نعاني منها وهي في الحقيقة أمراض مخفية''.
أما الطالبة الجامعية عشّاب وفاء، فتشير من جهتها إلى أن الصورة اتضحت أمامها وعرفت أن الآلام التي تعاني منها على مستوى الأرجل، من المحتمل أن تكون مؤشرا على إصابتها بالروماتيزم، خاصة وأنها أكدت إحساسها بتنّمل في الأطراف السفلى، ومباشرة طلبت منها الأخصائية إجراء صور إشعاعية للتأكد وصرف العلاج المناسب لحالتها.
تحدثوا عن آلامكم.. ولاتستهينوا بها
وكان لـ''المساء'' لقاء مع الدكتور داودي إسماعيل أخصائي أمراض الأعصاب بمستشفى تيزي وزو، والذي أكد أن المواطن الجزائري أصبح واعيا بالمخاطر الصحية المتربصة به، وخير دليل عليها الاستشارات الطبية المنجزة خلال الأبواب المفتوحة والأسئلة التي يطرحها المواطنون على الطبيب، والتي تدور مجملا حول أساليب العيش الصحي الصحيح.
وأكد الدكتور داودي بقوله: ''خلال اليومين العلميين، اقتربت منا كل الفئات العمرية ومن الجنسين، واستطعنا أن نفهم من طبيعة الأسئلة المطروحة علينا، مدى وعي الجزائريين بالأمراض المزمنة المهددة للصحة العمومية وبسبل الوقاية منها كذلك، ولكننا لمسنا أيضا استهانة بموضوع الألم الذي ينقسم إلى ثلاثة أنواع، إذ هناك الألم الموضعي الذي يمس موضعا معينا مثل الظهر أوالرأس والآلام المنجرّة عن أمراض ثقيلة مثل السرطان أوما بعد عمليات بَتْر أحد الأعضاء، وهناك آلام الأعصاب التي تؤدي إلى آلام في المفاصل وغيرها، وهناك أيضا الآلام الحسية أوالنفسية، وهنا نقول أن عددا لا بأس به من المواطنين يعانون آلاما نفسية تؤثر بشكل كبير ومباشر على صحتهم وبالتالي على حياتهم''.
وعن إمكانية الوقاية من الألم، تُحدّثنا الدكتورة عابد ياسمين أخصائية في الألم بمركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري بالعاصمة، فتقول: ''إن الشعور بالألم عند البعض أمر حتمي.. إلا أننا نؤكد أن الألم ليس قدرا محتوما علينا التسليم به، بالعكس، لا بد أن نعرف أنه مع التطورات الكبيرة الحاصلة في العالم ويمكن الوقاية منه، ولذلك، نثمن مثل هذه المبادرات والأيام التحسيسية التي تمنح للمواطن فرصة ليعلم أنّ عليه التحدث عن آلامه متى شعر بها. ومن الجيد معرفة وجود آلام عصبية لا تخضع للعلاج بالأدوية، وبازدياد حدتها تؤثر بشكل كبير على المريض، إذ من الممكن أن تعيقه هذه الآلام عن النوم والعمل، وبالتالي يفقد ذوق الحياة بالرغم من أن إمكانية العلاج متاحة وممكنة، لذلك فالألم ليس بالقدر المحتوم كما يقال، أما طريقة الوقاية منه فهي تتحدد تبعا لنوعية الألم المصاب به، فمثلا بالنسبة للآلام المزمنة لا يمكن انتظار الألم إلى أن يشتد حتى يسارع المريض للحقنة أوالأقراص المهدئة أوحتى التحميلات، وإنما هناك ما يسمى بأخذ الأدوية في أوقاتها المحددة حتى تعيق الألم من العودة''.
بالمقابل، تحدثت الأخصائية عن الآلام التي من الممكن أن تصيب الأطفال الذين لا يفقهون عادة كيفية التعبير عنها، إذ أن عددا لابأس به من الأطفال مصابون بآلام الشقيقة، وهنا أُلفت انتباه الأمهات إلى ضرورة مراقبة أطفالهم.. فالطفل الذي لا يخالط أقرانه من أجل اللعب أو أن ينعزل وينطوي، فذلك مؤشر على أنه يشعر بألم ما قد يخفي إصابةً بمرض آخر، ولذلك فإن الوعي هنا يلعب دورا رئيسيا في محاربة الألم والأمراض المنجرة عنه''.
أما عن الأيام التحسيسية، فتوضح الأخصائية: ''سجلنا عددا كبيرا من المواطنين يعانون آلاما في الظهر والأطراف السفلى، إضافة إلى ألم العصب الوركي أوعرق النسا، والعديد من الآلام المرتبطة بالسكري، وهنا أغتنم الفرصة للفت انتباه مرضى السكري أن هذا الداء قد يجعله يصاب بإحساس بالحروق أوالتكهرب أوحتى تنمل الأطراف، وهي مؤشرات عن إمكانية تعقّد إصابته وعليه فورا استشارة الطبيب المعالج''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)