الجزائر

قد يترشح إلى عهدة رابعة.. بوتفليقة.. نحو 20 سنة من الحكم؟!



قد يترشح إلى عهدة رابعة.. بوتفليقة.. نحو 20 سنة من الحكم؟!
نشرت يومية الخبر صفحة إعلان بكاملها، لنائب يدعو بوتفليقة للترشح إلى عهدة رابعة، وصرح بن يونس أنه مع عهدة رابعة لبوتفليقة إذا ما قرر هذا الأخير ذلك.. جس نبض أم إشارة لرحلة طويلة!!؟
في 8 ماي أعلن بوتفليقة من سطيف، عاصمة الهضاب العليا بمناسبة ذكرى أحداث ماي الأليمة قولته الشهيرة “طاب جناننا" وتلقفها الحضور، والمراقبون واللاعبون السياسيون باعتبارها، إعلانا من الرئيس بوتفليقة على نهاية مهمته، وبالتالي مهمة جيله الذي في الحكم الإنسحاب من الحياة السياسية والعمومية ليفتح الباب على الأجيال الجديدة لتسلم المشعل، وبتعبير آخر وأدق، أنه كان إعلانا ضمنيا من قبل بوتفليقة إلى عدم التقدم لعهدة رابعة.. وذلك ما فتح الباب مبكرا أمام المتنافسين على قصر المرادية للإعلان عن نياتهم ليكونوا خلفاء لبوتفليقة، ومن هنا، اشتد أوار النزاع داخل جبهة التحرير بين أنصار عبد العزيز بلخادم وخصومه من المتخوفين أن يترشح إلى رئاسيات 2014 باسم جبهة التحرير الوطني، ووصلت الإثارة حدودها عندما دخل حزب جبهة التحرير الوطني، في حرب شبه أهلية بين رموز العصب داخل الحزب العتيد وهو على أبواب التشريعيات، ذلك ما جعل البعض من المراقبين يتنبأون بانهيار للحزب على إثر حرب الإخوة الأعداء في الإنتخابات، ولقد بدا الأمر يدل على مفارقة كبرى، لكن تلك المفارقة فيما يبدو لم تكن انعكاساتها على نتائج الأفالان في التشريعيات برغم السهام التي تلقاها عبد العزيز بلخادم من خصومه، فلقد تحصل الأفالان على الرتبة الأولى، وهذا ما أثار بدوره الكثير من التساؤلات إن كانت الدوائر الصلبة في النظام قد أعادت حساباتها في آلة الأفالان وفي شخص عبد العزيز بلخادم نفسه الذي كان يشاع في السابق أنه منبوذ المتشددين داخل دوائر أصحاب القرار، كما أشاعت تلك المعطيات الجديدة التي خرج حزب الأفالان على ضوئها مزهوا بانتصاراته أن عملية سرية وخفية بدأت تنسج خيوطها أو أشكالها في سرايا النظام، وهو أن الجزائر من خلال تشجيعها للأفالان، تريد من ذلك تحويل اتجاه رياح التغيير التي زعزعت أركان حكام المنطقة العربية لصالحها، وذلك من خلال التطويق والإنتقال السلس إلى مرحلة جديدة قائمة على التراضي والتوافق، وفهم أكثر من طرف أن أوراق أويحيى الذي كثيرا ما قيل أنه كان الإبن المدلل للدوائر العسكرية يكون قد تم التخلي عنه، وبنى هذا الطرف أطروحته، أن أويحيى حاول الإقتراب أكثر من محيط الرئيس الذي يكون قد عرض عليه أن يكون رئيس ديوانه أو وزير خارجيته ليحظى بتزكيته ليكون مرشحه إلى رئاسيات 2014، في عدم اتخاذ بوتفليقة القرار بعدم التقدم إلى ولاية جديدة، وهذا ما جعل أويحيى يشعر بالأمان والضمان، لكن ذلك، لم ينظر إليه بعين راضية من قبل عرابيه، وإذا ما صدقنا مصادر غالبا ما تكون ذات صدقية أن ثمة لعبة طريفة حدثت ضمن لعبة الرمال المتحركة في صحراء سرايا النظام، وهو أن العرابين السابقين لأحمد أويحيى غمروا عبد العزيز بلخادم بعطفهم، بحيث أشعروه أنه لم يعد الشخص المنبوذ من طرفهم، بل أصبح الرهان عليه من طرفهم من باب الممكنات، وكانت الإشارة الواضحة على النوايا الجديدة لعرابي أحمد أويحيى السابقين أنهم ساهموا بالدفع بأفالان عبد العزيز بلخادم إلى الأمام، ويشير البعض أن الدعم لبلخادم جاء من ترجيح كفة الأسلاك الأمنية في التصويت لحساب الأفالان على حساب حزب أحمد أويحيى.. ويقال أن هذه الإشارة كانت بمثابة التخلي أو العقاب المؤقت لحزب أويحيى، فما الذي حدث فيما بعد؟! أن الرئيس بوتفليقة يكون قد عبر بشكل ضمني عن نيته في الترشح مرة أخرى إلى عهدة رابعة.. وتمت ترجمة هذه الأمنية عبر التشكيل الأخير للحكومة والذي طال انتظاره.. ولم يكن هذا التشكيل طبيعيا، فلقد تغير جوهره في آخر لحظة قبل الإعلان عن الحكومة الجديدة.. فكان التخلي عن الغريمين، وهما أويحيى وبلخادم كبداية شطبهما من اللعبة الرئاسية، وهذا التنازل عنهما في وقت واحد، يشبه إلى حد ما، الحادثة التاريخية التي تنازل فيها أبو موسى الأشعري عن صاحبه علي بن أبي طالب وفي نفس الوقت عن معاوية للبحث عن بديل ثالث تجنبا للفتنة وفي الحالة الجزائرية، كان التخلي إشارة للإبقاء على بوتفليقة ولاية أخرى...
وطُرح السؤال في وسط السرايا عن إمكانية ردود الأفعال في الداخل والخارج، خاصة بعدما عاشته المنطقة العربية من تقلبات وثورات وشبه حروب أهلية بسبب مسألة التداول على السلطة.. وانتهى السؤال أو التساؤلات إلى الجواب الغالب الذي قدّر، أن ترشح بوتفليقة سوف لن يواجه بمعارضة من قبل المجتمع، لأن المجتمع غارق في قضاياه اليومية المتعلقة بتحسين مستواه المعيشي، من حيث الحصول على منصب شغل وسكن وعلى رفع أجره، وعلى مساعدات من طرف الدولة للشباب والفئات الحالمة بإنشاء مشاريع اقتصادية، وهذه الورقة يمكن أن تلعبها السلطة بحكم البحبوحة المالية، أما فيما يتعلق بالمعارضة السياسية، فمعظم الأحزاب ليست مستعدة للدخول في مثل هذه المواجهة نظرا لضعفها البنيوي، ولموالاة معظمها لمن يميل ميزان القوة لصالحهم، بل سيتدافعون في أول إشارة للإعلان عن مبايعتهم.. وفيما يتعلق بالشخصيات التي انتظرت هذا الموعد طويلا مثل مولود حمروش، وعلي بن فليس، وأحمد بن بيتور، وسيد أحمد غزالي وربما سعيد سعدي فإنها ستعرف من الوهلة الأولى أنها تفتقد إلى الوسائل الحقيقية في التواجد والتأثير، لكن يراهن بعضهم على عنصر المفاجأة المتأتي من محيط الجزائر أو من داخلها، لكن يبقى ذلك مستبعدا عند أكثر من طرف من الموالين لأن يجدد بوتفليقة عهدته لانحسار رقعة تلك الرياح التي بدأت شديدة وقوية في هبوبها، وأن ما يحدث من متاعب في دول الربيع العربي قد لا يشجع دخول مغامرة التغيير في الجزائر.. كما يراهن أنصار مثل هذا التوجه، على الصمت الفرنسي الذي سيتجنب حكام فرنسا الجدد أي إزعاج للصديق بوتفليقة، ونفس الشيء بالنسبة للأمريكان المعروفين ببراغماتيتهم ما داموا أصبحوا مدللي بوتفليقة منذ أن جاء إلى الحكم في الصفقات والتبادلات التجارية والإقتصادية.. ويقول هؤلاء وهم في الحقيقة حزب المنتفعين من استمرار بوتفليقة في الحكم، أن القضية لا تكمن في من يحكم، بل كيف نحكم وعلى هذا الأساس يرون أن بوتفليقة قد فتح ورشات كبرى، لا بد من إعطائه الوقت الكافي لإكمالها.. أما فيما يتعلق بالمعارضين لمثل هذا التوجه، حتى وإن كانوا لم يبلوروا خطابهم في العلن بعد، يرون أن بوتفليقة إذا ما فكر جديا في التقدم إلى عهدة رابعة يكون قد وضع صدقيته أو ما تبقى منها في موضع حرج وخطير.. لأنه في نهاية المطاف سيكون الخاسر، وحتى إن لم يكن الخاسر الأكبر، فالجزائر بأجيالها الصاعدة والجديدة تكون الخاسر الأكبر.. فزمن البقاء الطويل في السلطة يصيب صاحبه بعمى الثلج، ويسيء إلى صدقية خطابه وتاريخه، أفلم يقل منذ وقت قصير أن جنان جيله قد طاب؟! ثم أن الطاقة البدنية التي كان يتمتع بها لم تعد كذلك.. وأن الذي يريد الحصول على وسام من التاريخ عليه ألا يتحايل على التاريخ.. لأن التاريخ لحظة تاريخية، هي مزيج من الصدق والشجاعة ومعرفة ساعة تسليم الراية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)