الجزائر

قتال في أطراف طرابلس والعقيد يقيل رئيس جهاز المخابرات القذافي يفاوض الثوار وواشنطن تعرض عليه المنفى



الولايات المتحدة تجمد 30 مليارا من أرصدة ليبيا تعيش العاصمة طرابلس حالة توتر أمني شديد، رغم إحكام قوات القذافي قبضتها على المدينة. فقد شهدت عدة أحياء أبرزها تاجوراء، أمس، احتجاجات عنيفة. ووسط غموض كبير حول مآلات الأمور بعد 14 يوما من الانتفاضة، قالت قناة ''الجزيرة'' إن القذافي دخل في مفاوضات مع الثوار في مدن الشرق، بينما عرضت عليه واشنطن المنفى كأحد الخيارات الممكنة.  بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى مدن الشرق، أفادت وكالة رويترز أن نحو 400 من المناهضين لحكم معمر القذافي احتجوا في حي تاجوراء بشرق العاصمة طرابلس، أمس الإثنين، قبل أن تصل عدة سيارات رياضية إلى الميدان الذي شهد الاحتجاجات، ثم قفز منها أشخاص يضعون شارات خضراء على رؤوسهم وأطلقوا النار في الهواء لفض الاحتجاج.
ودعت كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، القذافي للرحيل فورا. وأوضحت في خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أمس، أن القذافي لم تعد له شرعية وأن رسالة الشعب الليبي كانت واضحة بأن على القذافي أن يرحل الآن ودون تأخير . وأعلن البيت الأبيض، أمس الإثنين، أن المنفى هو أحد الخيارات المتاحة أمام العقيد معمر القذافي. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الخروج للمنفى من ضمن الخيارات المتاحة أمام القذافي امتثالا للمطالب الدولية المتعلقة بمغادرته السلطة. وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستسهل خروج القذافي إلى منفى، قال كارني إن هذا مجرد تصور لن يبحثه. لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجرون محادثات بشأن إنشاء منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا، في حين أعادت القوات البحرية والجوية الأمريكية انتشارها في محيط ليبيا لتحتفظ بمرونة التحرك. كما أنها جمدت 30 مليار دولار من أموال ليبيا.
وفي سياق الحرب داخل أركان النظام، كشفت المعارضة الليبية أن القذافي أقال رئيس جهاز المخابرات، عبد الله السنوسي، وعين خلفا له ضوء القحصي، فيما كلف  مدير منظمة الأمن الخارجي عمردوردة بالدخول في مفاوضات مع المعارضة في الشرق ومع القبائل، لكن الأخيرة رفضت، حسب ما ذكرته تقارير إعلامية.
وقامت مقاتلات تابعة لنظام القذافي، أمس، بقصف ما قالت إنه مخازن ذخيرة وسلاح في أجدابيا قرب مدينة بنغازي. أما مصراتة، التي تبعد 200 كلم عن طرابلس، فقد شهدت مواجهات عسكرية بأتم معنى الكلمة، انتهت لصالح الثوار، وقد استخدمت قوات مناهضة للقذافي أسلحة مضادة للطائرات، تم على إثرها إسقاط طائرة قامت بقصف إذاعة مصراتة المحلية. وقال ناطق باسم المعارضة في هذا السياق إن الجنود الذين انضموا إلى الثورة هم من أسقطوا المروحية التي أطلقت ثلاثة صواريخ على هوائي البث لإذاعة مصراتة . وقال شاهد عيان آخر لوكالة رويترز إن قاعدة جوية بمصراتة عرفت قتالا شديدا للاستحواذ على الذخيرة التي تحتوي عليها.
وتحدث شهود عيان أيضا عن قيام قوات كتيبة حمزة الأمنية التابعة للقذافي بخطف أكثـر من 400 طالب من طلبة الكلية الجوية الواقعة في ضواحي مصراتة.
وفي مدينة الزوارة، التي تقع على مسافة 109 كيلومتر غربي طرابلس، قال مواطنون ليبيون وعمال أجانب إن انتهاكات الشرطة قلّت في المدينة، بعد سيطرة القوات المعارضة للقذافي عليها قبل أسبوع. وقال هؤلاء إن الشرطة لم تحاول قمع المظاهرات وأنها انحازت للمتظاهرين.
وقال الثوار إن نحو ألفي جندي من الموالين لنظام القذافي يحاصرون مدينة الزاوية التي تقع 30 كلم غربي العاصمة الليبية، وهو ما دفعهم للاستعداد لمواجهة هجوم مضاد من قبل قوات العقيد.
وفي مدن الشرق، تسير الحياة بوتيرة مختلفة تماما عن العاصمة طرابلس والمدن القريبة منها، حيث عادت الأمور إلى نصابها في بعض مناحي الحياة، فقد نجحت اللجنة المدنية التي تولت إدارة المدينة في تأمين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء وتأمين المحروقات والأمن، الأساسية كلها لتجنب الفوضى. ووضعت اللجنة حراسا لحماية المنشآت الحيوية من محطات كهربائية، ومواقع بتروكيميائية، وتعاونيات لتوزيع المواد الأساسية، وسيّرت دوريات نهارية وليلية من متطوعين مسلحين.   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)