الجزائر

قبل ثلاثة أسابيع من موقعة وغادوغو.. عدم جاهزية محترفينا تصعب مأموريتنا



قبل ثلاثة أسابيع من موقعة وغادوغو.. عدم جاهزية محترفينا تصعب مأموريتنا
هل تعصف نقص المنافسة بأحلامنا إذا اعتمدنا عن الفترة التي ما تزال تفصلنا عن اللقاء الحاسم الذي سيجريه منتخبنا الوطني ضد منتخب بوركينافاسو بوغادوغو في منتصف شهر أكتوبر الداخل. يمكن القول إن الموعد اقترب جدا وأن العد التنازلي للمواجهة بدأ فعليا خاصة مع توجه ثنائي المكتب الفيدرالي جهيد زفزاف ووليد صادي وكذا مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تسفاوت إلى العاصمة البوركينابية لتهيئة ظروف سفرية الخضر وإقامتهم.ويتزامن كل هذا مع تواصل ردود فعل حول حظوط الكرة الجزائرية في بلوغ مونديال البرازيل من عدمه، حيث اختلفت الآراء والتوقعات وغلبت ربما وجهة النظر التفاؤلية في تحقيق حلم التأهل على وجهة النظر التشاؤمية التي ترى في مواجهة بوركينافاسو محطة صعبة لا يمكن الاستهانة بها.
ولما كانت لعبة كرة القدم لا تعتمد فقط على التكهنات والتنبؤات وإعطاء مؤشرات المواجهات مسبقا، فإن ضرورة الاعتماد على المعطيات الموضوعية التي تميز كل منتخب ومنافس تبقى هي المقياس الصحيح والموضوعي للحديث عن مواجهة لا يفصلنا عنها سوى ثلاثة أسابيع وانطلاقا من هذه المسلمات والبديهيات التي تعتمد أساسا على الحقائق الموضوعية لمدى جاهزية كل طرف. وهنا حرّي بنا التذكير بالوضعية غير المريحة التي تتواجد عليها غالبية عناصرنا المحترفة التي تشكل نواة التشكيلة الأساسية التي سيراهن بها المدرب حليلوزيتش في الامتحان القادم أمام الخصم البوركينابي فإذا استثنينا بعض الفرديات التي تعد على أصابع اليد التي تلعب مع أنديتها بانتظام على غرار كارل مجاني، بوقرة، مصطفى مهدي، تايدر وسوداني فإن السواد الأعظم من محترفينا يوجدون في كرسي الاحتياط ولم يشاركوا مع أنديتهم سوى لدقائق معدودة حتى لا نقول تماما في صورة المهاجمين سليماني، غيلاس وبلفوضيل وجبور بالاضافة إلى مهدي حسن، مبولحي، بلكلام وبدرجة أقل كادامورو وقديورة. ومثل هذه الوضعيات تضع الطاقم الفني في حرج لا يحسد عليه وتزيد من متاعبه في ايجاد التشكيلة المثالية التي سيعتمد عليها في سفريته إلى وغادوغو وهو ما جعل الطاقم الفني يركز في جل تدخلاته التي تلت المواجهة الأخيرة أمام مالي على جانب نقص المنافسة وعلى جاهزية جل اللاعبين بدنيا وفنيا.
وإذا كان خط الدفاع يبدو الأكثر إقناعا بوجود جل عناصره في لياقة بدنية مقبولة في صورة كارل مجاني، بوقرة، خوالد وبدرجة أقل مصباح والعائد المرتقب غلام فإن الإشكال يطرح في خطي الوسط والعقدة الكبيرة تبقى في القاطرة الأمامية بوجود كل مهاجمينا في بطالة مقنعة مع أنديتهم اللهم المشاركة المستمرة للمهاجم سوداني مع ناديه دينامو زغرب ويبدو أن الناخب الوطني قد تفطن لهذا العائق الكبير وسارع إلى إدراج اسم المهاجم عودية الذي يلعب حاليا في نادي برلين الألماني المنتمي إلى الدرجة الثانية، لتعويض نقص المنافسة لدى مهاجمينا التقليديين.
المنافس.. العقبة الأخرى
إذا جاز لنا اختزال قيمة منافسنا في لقاء السد المنتخب البوركينابي فإن المؤشر الأول الذي يفرض علينا احترامه هو أنه يحتل مكانة وصيف بطل إفريقيا للأمم في نسختها الأخيرة، بمعنى أنه كان قاب قوسين أو أدنى لكي يفوز باللقب الافريقي، وهو مؤشر قوي على أنه ينتمي إلى رعيل المنتخبات الافريقية التي حققت تطورا لافتا خلال السنوات الأخيرة على منوال جل التشكيلات الافريقية التي بلغت مستويات كبيرة، وباتت تقارن أعتى المنتخبات الافريقية المعروفة ومن هذا المنطلق علينا أن نعي بأن تشكيلتنا الوطنية هي بصدد مواجهة منافس فرض احترامه ليس فقط خلال نهائيات الكأس الإفريقية، بل كذلك من خلال مشواره الموفق في التصفيات التأهيلية للمونديال القادم التي اجتازها كلها وتمكن من بلوغ لقاءات السد قبل تحقيق حلم المشاركة في أكبر عرس كروي عالمي لأول مرة بقيادة مهاجمه الكبير بترويكا الذي ترك انطباعا حسنا في الكأس الافريقية الأخيرة.
ويمكن القول إن التصريحات المختلفة التي أعقبت عملية القرعة ذهبت إلى الاعتقاد أن تفادي منتخبنا الوطني لمنافسين مثل مصر والسينغال والكاميرون في لقاء السد من شأنه أن يفتح له الأبواب على مصرعيها لبلوغ النهائيات دون إشكال، غير أن المسألة لا تبدو كذلك طالما وأن أحوال المنتخب الوطني ليست على ما يرام بالنظر إلى كل المعطيات التي تحدثنا عنها. ثانيا أن ربح المقابلة أو كسب أي تأشيرة لا يتم عن طريق التكهن والاعتماد على تاريخ المنافس بقدر ما يتحقق من خلال دراسة كل التفاصيل الآتية التي تميز كل تشكيلة وهنا قد نجد أنفسنا مضطرين للقول إن موازين القوى على الورق تبدو منطقيا في صالح منتخبنا الذي يملك تجارب أكثر من منافسه وبحوزته فرديات تلعب في نوادي محترفة محترمة، غير أن الحقائق الميدانية الحالية وجاهزية كل منافس يجعل أفضلية منتخبنا تتراجع لتصل إلى نفس الخط الذي يوجد فيه منتخب بوركينافاسو، وهو ما يجعل مأموريتنا صعبة للغاية وليست بالسهولة التي يتصورها كل شغوف برواية الكرة الجزائرية حاضرة بالبرازيل فحتى إن كان الأمل مسموحا فإن تحقيقه يتطلب قدرا من الموضوعية وتسمية الأشياء بمسمياتها لأن لقاءات السد تلعب عادة على جزئيات والخطأ غير مسموح خلال المواجهتين كما أن تعبيد الطريق للذهاب إلى البرازيل يبدأ في منتصف شهر أكتوبر ويختتم خلال شهر نوفمبر وعندها فقط يمكننا التأكد من صحة توقعات المتفائلين وحجج المتشائمين؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)