قبل‮ ‬500‮ ‬عام

كان على ليوناردو دافينشي‮ (‬1452‮-‬1519‮) ‬أن‮ ‬ينتظر‮ ‬500‮ ‬عام قبل أن‮ ‬يتحقق حلمه في‮ ‬صناعة آلة الفيولا أورغانيستا،‮ ‬التي‮ ‬صنع نموذجها الأول عام‮ ‬2013‮. ‬الفيولا أورغانيستا أو الفيولا الأرغنية،‮ ‬نسبة إلى آلة الأرغن،‮ ‬هي‮ ‬مزيج من آلات الهاربسيكورد والأرغن والفيولا دا‮ ‬غامبا،‮ ‬وهي‮ ‬آلات تنتمي‮ ‬جميعها للعصر الذي‮ ‬عاش فيه ليوناردو دافينشي‮. ‬حيث تبدو الآلة من حيث الشكل مثل الهاربسيكورد،‮ ‬وتشتمل على أوتار،‮ ‬لكنها لا تصدر صوتا من خلال نقر الأوتار،‮ ‬وإنما من خلال ضغط تلك الأوتار على عجلات دوارة تحمل شعرا مثل قوس الآلات الوترية،‮ ‬فتصدر صوتا‮ ‬يشبه تلك الآلات بالضغط على لوحة المفاتيح‮. ‬وتمكن صانع الآلات البولندي،‮ ‬سلافومير زوبغسكي،‮ ‬من بناء النموذج الأول لهذه الآلة عام‮ ‬2013‮ ‬فقط،‮ ‬حيث‮ ‬يحكي‮ ‬عن تجربته قائلا‮: ‬ليس لديّ‮ ‬أدنى فكرة عما كان ليوناردو دافينشي‮ ‬سيظن بشأن الآلة التي‮ ‬صنعتها،‮ ‬لكنني‮ ‬أتمنى أن أكون عند حسن ظنه‮ . ‬ويتابع زوبغسكي‮ ‬أن صناعة تلك الآلة استغرقت أكثر من‮ ‬5000‭ ‬ساعة،‮ ‬و3‮ ‬سنوات من العمل المتواصل،‮ ‬استنادا إلى كتاب دافنشي‮ ‬مخطوطة أتلانتيكس‮ ‬،‮ ‬التي‮ ‬تتكون من‮ ‬12‮ ‬مجلدا تشتمل على تصميمات وشروح لجميع الآلات التي‮ ‬فكّر فيها دافينشي‮ ‬من الأسلحة وحتى الطائرات‮. ‬وعلاوة على صوت الآلة المميز،‮ ‬والذي‮ ‬يشبه الأرغن والآلات الوترية معا،‮ ‬زيّن صانع الآلة آلته الفريدة بمقولة لاتينية شهيرة تعود إلى القديسة،‮ ‬هيلدغارد من بينغن،‮ ‬وهي‮ ‬كاتبة ومؤلفة موسيقية وفيلسوفة مسيحية‮: ‬لقد‮ ‬غاص الرسل والعلماء في‮ ‬بحر الفنون الإنسانية الإلهية،‮ ‬يحلمون بشتى الآلات التي‮ ‬تفرح الروح‮ .‬