قوة عسكرية تتكون من 100 ألف عنصر تحمي طرابلس تواصل الاقتتال في داخل ليبيا لليوم الخامس عشر مع اختلاف حدته بين مدينة وأخرى، ويعيش المجتمع الدولي حالة انقسام حيال ما يجب اتخاذه من قرارات ضد نظام العقيد معمر القذافي. وتبرز في واجهة المشهد دعوة الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، للقيام بوساطة دولية بين الثوار وصديقه القذافي.
أعلنت قبائل الزنتان انضمامها للثوار، بعد فشل القذافي في إقناعهم بالانضمام إليه، وعرضه على كل عائلة منها مبلغ ربع مليون دينار ليبي. واشتدت حدة المواجهات المسلحة في منطقة قريبة من معبر ''ذهيبة'' الحدودي مع تونس، والذي أعادت قوات موالية للقذافي سيطرتها عليه. وقال صحافيون في الجانب التونسي من الحدود إن وحدات من الجيش الليبي ظهرت قبل غروب شمس الإثنين وأعلنت غلق الحدود. وفي أقصى غرب ليبيا قال مواطن من قرية نالوت ''إن القوات الموالية للقذافي تحيط بالمنطقة القريبة من الحدود التونسية، وإنها جاءت برشاشات ثقيلة على سيارات رباعية الدفع وعشرات من المسلحين المجهزين بأسلحة خفيفة، لكن قوات الثوار أعلنت، مساء أمس، تحريرها الكامل لمدينة نالوت.
وفي طرابلس، أكد القذافي لـ''بي بي سي'' أنه لن يغادر ليبيا أبداً، معتبراً العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على بلاده ''غير شرعية''. وأشار موقع استخباراتي فرنسي إلى أن القوات الموالية للقذافي يبلغ عددها 100 ألف عنصر، وهؤلاء مستعدون للدفاع عن طرابلس وعن القذافي لأنهم مستفيدون من الوضع، ولكن الأمور ليست واضحة تماما في ظل تراجع نفوذ القذافي على منابع النفط التي سقطت في أيدي الثوار.
وبفعل الأزمة، تكونت في العاصمة طوابير أمام المخابز، بينما أثار ارتفاع أسعار الأرز والدقيق غضب السكان، كما احتشد المواطنون أمام البنوك التي بدأت في توزيع منحة قدرها نحو 400 دولار لكل أسرة.
وتواصل الكتائب الأمنية التابعة للقذافي شن هجمات على مدينتي الزاوية ومصراتة، في حين نقل اللواء المنشق المهدي العربي للمعتصمين بالزاوية تهديداً من القذافي بقصف الساحة بالطائرات الحربية في حال واصلوا قتال القوات الموالية له.
وفي مصراتة التي يسكنها نصف مليون نسمة أفاد شهود عيان لوكالة رويترز، أن الثوار يخوضون معارك كرّ وفرّ حول المدينة، وأنهم صدّوا هجوما شنته الكتائب الأمنية ويحتفظون بسيطرتهم على المدينة وعلى المطار وعلى جزء كبير من القاعدة الجوية العسكرية. في حين أوضح أحد السكان المحليين أن 50 شخصا على الأقل قتلوا أول أمس الإثنين.
على الصعيد الخارجي مازال القذافي يحظى بدعم أربع دول من أمريكا اللاتينية هي كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا.
ودعا الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، إلى تكوين لجنة دولية للوساطة بين العقيد معمر القذافي والثوار لحل الأزمة القائمة في ليبيا، وقال شافيز ''إن الجميع يصف القذافي بالقاتل، وهم يريدونني أن أفعل الشيء نفسه، لكنني لن أحكم عليه قبل معرفة تفاصيل ما جرى، فالقذافي صديقي منذ زمن بعيد''. وأكد أنه درس مقترح اللجنة مع بعض أعضاء تكتل ''ألبا'' الذي يضم دولا يسارية في أميركا اللاتينية ومع دول أخرى في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
واستَبْدَلت ليبيا سفيرها في أمريكا، علي العجيلي، بعدما أعلن انشقاقه عن القذافي، لكن واشنطن لم توافق على ذلك، في حين صدر عن روسيا أول موقف وجاء صادما للقذافي، حيث صرّح مصدر مسؤول بالكرملين بأن القذافي جثة سياسية متحركة ولا مكان له في العالم المتحضر، داعياً إياه إلى التنحي. واقترحت ألمانيا تسمية مبعوث أممي خاص لليبيا يتولى مهمة تنسيق المساعدات المقدمة لليبيا. أما رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، فدعا إلى ''الحذر الشديد'' فيما يتعلق بطرح خيار المنفى على القذافي، لافتا إلى أن ''الحالة الليبية تختلف عن حالة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حيث استحال توفير منفى للأخير خلال الأزمة العراقية بسبب ضيق الفترة الزمنية المتاحة''. ومن جهتها، أوضحت فرنسا أن التدخل العسكري لن يكون بدون توافق أممي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/03/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: رمضان بلعمري
المصدر : www.elkhabar.com