بقلم :جمال نصرالله
77مادة ثم تم تقليصها إلى73 كانت هي الخلاصة الرئيسية التي استقرت عليها الوصاية الصحية في البلاد ومعظم هذه البنود كانت ترمي حسب النواب وبعض المتابعين وحتى الأطباء المضربين إلى التوجه نحو خوصصة هذا القطاع الحساس إلا أن النتيجة في النهاية كانت الانخراط في لغة التصعيد بشن الإضراب وحتى الاعتصام ؟!
من جهته الوزير حسبلاوي يؤكد بالحرف الواحد أن مجانية العلاج هي خط أحمر بمعنى أن الدولة لن تتخلى عن مواطنيها من الشرائح الاجتماعية الأكثر تهميشا وتخبطا في المشاكل اليومية وهذا في الإطار العام مراعاة لمشاكل حقوق ومصاريف الدفع من الجيوب؟!
ويبدو أن هذه المسألة الحساسة تمت الإجابة عليها وهي ما كان منظار الوزارة ينظر إليها عن أنها هي مربط الفرس ونقطة الخلاف لكن وفي خلاصة مضمون البنود الأخرى.يرى أغلب النواب بأن هذا القانون سيتوجه بنا نحو أسوأ الأحوال بحيث سيقضي على مفهوم الخدمة العمومية نهائيا.ويعطي الخواص حرية أكثر في السطوعلى جيوب الغلابى ؟!
بمعنى آخر أن هذا القانون هو طبخة تغري من حيث شكلها الجديد المغري لكنها مسمومة من الداخلونريد عبر هذا المثال الحي أن نفهم ونتفهم مسألة جوهرية وجب الوقوف عندها مراراوهي أن دولة مثل الجزائر لا تبتغي نهائيا التخلص من الطرح الشمولي.حين ترى الأمور دوما من منظور كلي وعام دون النظر إلى الجزئيات التي هي في بعض الأحايين أهم وأجدر وأنفع من الأولى الجزئيات التي غالبا ما تعني الدقة والضبط والتحليل..
وقد أعجبني طرح أحد النواب ممن تدخلوا حين ذكّر الوزير نفسه حول أهمية التركيز على ثقافة المراقبة الاستشفائية والدوريات المفاجئة المراد منها تقويم وتنمية هذا القطاع وجعله قطاعا صارما محكما عوضا أن تفكر ذات المصالح وتسارع في تشجيع قطاع الشبه طبي وعملية تفريخ وزيادة أشباه الأطباء؟!
لأن الإضافة البشرية لا تعني بتاتا الارتقاء بهذا القطاع أو ذاك وقديما قالت العرب( حصان كفء...خير من عشرة أحمرة بلهاء وكسلاء؟!) وفعلا قد عانت الصحة في الجزائر منذ حقب إلى الوراء من تردي الخدمات التي هي في الأصل نتاج ممثليها من البشر ومستخدميها من الأعوان والقائمين عليها..
وقد قلناها مرارا بأن هذا البلد الحبيب بحاجة إلى رسكلة وصناعة إنسانية صرفةوقس ذلك على جميع القطاعات التي تعاني اليوم وستظل تعاني من تفاقم المشاكل وتراكمها نتيجة وجود كم بشري من المسؤولين لازالوا يسّيرون خاصة المراكز الحساسة بكثير من الذهنيات البالية والشوفينية..
وهم الذين حصّلوها بطريقة أو بأخرى(وهذا موضوع آخر) فقط الجبهة الاجتماعية هي من تدفع الفاتورة والأجيال المتعاقبة هي الضحية رقم واحد والمباشر...
وحتى لا نقول بأن الجزء الأكبر هو بحاجة إلى توجيه وتأطير وتنظيم ودوريات تدريبية...فإن الجزء الأقل يظل راكنا وفي موقع المشاهد الذي لاحول ولاقوة له ؟!
في ألمانيا قال أحد المحنكين السياسيين مرة لمسؤول أمريكي هام لقد دمرتم وكان يقصد ويوجه الكلام لدولة أمريكا كأحد أطراف الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية قال دمرتم بنيتنا التحتية وأنزلتم دولة الرايخ أرضا لكنكم عجزتم عن تدمير الإنسان الألماني الطموح والجريء والمثابر على لغة النجاح وتحصيله أينما كان وحل وارتحل ؟! وهذا الطرح يوضح بكل جدارة واستحقاق قيمة الإنسان كمادة أوليةومقصدنا ليس الإنسان كعنصر بيولوجى وكائن حي ...بل كعقل يفكر ويتدبر أموره من أجل التشبث بأرقى القيم الإنسان بدء بالانضباط وتحقيق العدالة والإنصاف في أي زمان ومكان؟! وصولا إلى تحسين قوامته والحفاظ على جميع مكاسبه.
*شاعر وصحفي جزائري
هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/04/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com